رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتح وحماس فى موسكو!

اجتماع فلسطينى فلسطينى تستضيفه العاصمة الروسية موسكو، الخميس المقبل، ومع تأكيد أعضاء فى الجبهتين، الشعبية والديمقراطية، لتحرير فلسطين، أنهم تلقوا دعوات لحضور هذا الاجتماع، أعلن ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية، مبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط، أمس الخميس، عن اعتزام حركتى «فتح» و«حماس» المشاركة فى الاجتماع نفسه، مؤكدًا توجيه الدعوة لجميع ممثلى الشعب الفلسطينى، وكل القوى السياسية، التى لديها ممثلون فى مختلف الدول.

العدوان الإسرائيلى المستمر، على قطاع غزة، كان أبرز محاور النسخة السادسة لـ«المنتدى العربى الروسى»، التى استضافتها مدينة مراكش المغربية، فى ٢٠ ديسمبر الماضى، بمشاركة سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، الذى شدّد، فى آخر أيام الشهر نفسه، على أن بلاده تدعو كل الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام الداخلى وتشجع الجميع على التوحد تحت مظلة «منظمة التحرير». وفى حوار مع وكالة «نوفوستى»، شدّد «لافروف» على خطورة الانقسام على احتمالات قيام الدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن روسيا تدعم كل الإجراءات، التى يتخذها شركاؤها، خاصة مصر والجزائر، لحل هذه المشكلة.

استقبلت موسكو وفدًا من «حماس» فى ٢٦ أكتوبر و١٩ يناير الماضيين. وبين الزيارتين، كان من المقرر أن يزور الرئيس الفلسطينى محمود عباس موسكو، فى ١٥ نوفمبر الماضى، لكن تم تأجيل الزيارة، بناء على طلب الجانب الفلسطينى. ومنذ فترة قال محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطينى، إن «عباس» سيزور روسيا فى فبراير الجارى، على الأرجح. وفى ديسمبر الماضى، بحث الرئيسان الفلسطينى والروسى، تليفونيًا، تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وأعرب الأخير عن دعمه جهود القيادة الفلسطينية للتهدئة. والسبت الماضى، رحب الرئيس الفلسطينى، بدعوة روسيا الفصائل الفلسطينية، لإجراء حوار من أجل تذليل العقبات وإنهاء «الانقسام البغيض» وتحقيق المصالحة الوطنية، وتوحيد الرؤية الوطنية.

أيضًا، فى ١١ ديسمبر الماضى، أعلنت الخارجية الروسية، فى بيان، عن أن «بوجدانوف»، أجرى محادثات تليفونية مع صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمين عام الاتحاد الديمقراطى الفلسطينى، وماهر الطاهر، ممثل قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وموسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس. وأوضح البيان أن المحادثات «جرى التأكيد على أهمية استعادة وحدة الصف الفلسطينى، فى إطار منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها السياسى، الهادف إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل».

ملف إنهاء الانقسام الفلسطينى، كان الهدف الأساسى، أو العنوان العريض، لاجتماع الأمناء العامين للفصائل، الذى استضافته مدينة العلمين الجديدة، نهاية يوليو الماضى، وجاءت رعاية مصر له، استكمالًا لدورها المحورى الداعم للقضية الفلسطينية، واستمرارًا لجهودها من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، ولم شمل كل الفصائل، وتعزيز مكانة ودور منظمة التحرير، بصفتها الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى، وكان أبرز، أو أهم، ما شهده هذا الاجتماع، فى رأينا، هو طرح تشكيل حكومة «تكنوقراط»، تكون جميع الفصائل ممثلة فيها، لتتولى الترتيبات الإدارية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتصدى للمساعى أو المخططات الإسرائيلية التى تستهدف التهام ما تبقى من الأراضى الفلسطينية، و... و... وقيل، وقتها، إن حركة «حماس»، أبدت تجاوبًا مع هذا الطرح، إلا أنها رهنت مشاركتها فى تلك الحكومة بإصلاح نظام الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطنى، ووضع إطار زمنى معقول لإجرائها.

.. وتبقى الإشارة إلى أن سامح شكرى، وزير الخارجية، التقى نظيره الروسى، أمس الأول الأربعاء، بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية، على هامش مشاركتهما فى فعاليات اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين. ومع تناول أوجه التعاون القائمة بين البلدين فى مختلف المجالات، كان طبيعيًا أن يتطرق الوزيران، خلال اللقاء، إلى آخر تطورات عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية، اتصالًا بالعدوان الإسرائيلى الجارى على قطاع غزة، مجريات الأحداث فى اليمن وتأثيرها السلبى على أمن وسلامة الملاحة البحرية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن الأزمة المستعرة فى السودان، وسبل تسوية الوضع فى ليبيا، وجهود حلحلة الملف السورى.