رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انعكاسات إيجابية غير مسبوقة.. العائد الاقتصادى لمشروع تنمية رأس الحكمة

جريدة الدستور

وضعت الدولة نصب أعينها تنمية كل مناطق الجمهورية والاستفادة من الإمكانات والقدرات التي يتسم ويتمتع بها كل إقليم ومنطقة، ونظرا لكون منطقة الساحل الشمالي الغربي من أهم المناطق التي تتسم بقدرات وسمات فريدة عن بقية مناطق الجمهورية، عكفت الدولة على الاستفادة من هذه المنطقة وتطويرها؛ لتصبح نموذجا للتنمية العمرانية المتكاملة، وقبلة سياحية متميزة على مستوى العالم.

ويتضمن مخطط تنمية الساحل الشمالي الغربي إنشاء عدد من المدن الجديدة في الأقاليم التنموية الواعدة، من بينها مدينة العلمين ومدينة رأس الحكمة.

عوائد إيجابية
تأتي خطة تنمية مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المصري من شح السيولة الدولارية، ومن وجود فجوة بين السعر الرسمي للجنيه المصري ونظيره المتداول في السوق السوداء، ما يعني أن تنفيذ عملية التطوير سينتج عنها ضخ مليارات الدولارات في البنك المركزي المصري قدرت بنحو ۲۲ مليار دولار.

ومن المتوقع أن تسهم الاستثمارات الأجنبية المزمع ضخها في السوق في زيادة المعروض الدولاري النقدي في البنوك، وتوفير جزء من احتياجات الأسواق، خاصة للأغراض العاجلة، ما سيخفف الضغط على الدولار في السوق الموازية، إلى جانب جذب ملايين السياح من مختلف دول العالم، من خلال تحويل مدينة رأس الحكمة الجديدة لتكون مقصدًا سياحيًا عالميًا يتماشى مع الرؤية القومية والإقليمية لمنطقة الساحل الشمالي الغربي، ما سينعكس على تحقيق مجموعة من الأهداف، منها إنشاء مدينة سياحية بيئية مستدامة على البحر المتوسط تنافس مثيلاتها على المستوى العالمي، وإنشاء تجمعات عمرانية جديدة، قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية وأنشطة التصنيع الزراعي والتعدين، إضافة إلى أنشطة سياحة السفاري.

ومن المتوقع أن تصبح مدينة رأس الحكمة إحدى أهم الوجهات الأكثر سياحية حول العالم، على غرار العلمين الجديدة؛ نظرًا لقربها من مطار العلمين الجديدة، ومن المقرر أن تستوعب المدينة ٣٠٠ ألف نسمة من السكان، إضافة إلى جذب 3 ملايين سائح سنويًا من خلال التركيز على سياحة اليخوت والسياحة الشاطئية والبيئية والصحراوية.

  • ومن أهم الأسباب التي تجعل منطقة رأس الحكمة مستقبل الاستثمار السياحي في مصر:
  • طريق فوكا الجديد الذي يربط بين القاهرة والساحل الشمالي.
  • الشريط الساحلي بطول ٥٠ كيلومترا والواقع بين مدينة الضبعة إلى مرسى مطروح.
  • وجود أنماط متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية على طول امتداد الساحل الشمالي الغربي لنحو ٤٠٠ كم من غرب الإسكندرية، حتى الحدود الغربية للجمهورية.
  • وجود مقومات السياحة الثقافية والتاريخية التي تظهر في مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية، ويشجع هذا النمط من السياحة على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات في تلك المناطق استرجاعا للأحداث التاريخية التي اتخذت مواقعها في هذه المناطق.

مشروع رأس الحكمة كجزء من استراتيجية الدولة
بدأت تنمية منطقة الساحل الشمالي الغربي بصدور القرار الجمهوري رقم ٣٦١ لسنة ٢٠٢٠ بإعادة تخصيص قطع الأراضي فيما بعد ناحية الساحل الشمالي الغربي بإجمالي مساحة ۷۰۷٫۲ ألف فدان تقريبا لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لاستخدامها في إقامة مجتمعات عمرانية جديدة.

وبدأت بعدها الحكومة في وضع مخطط لتنمية الساحل الشمالي الغربي وفقا لأسس ومعايير تخطيطية، تضمن الاستغلال الأمثل للأراضي، وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، وتوفير فرص عمل جديدة مستهدفة استيعاب الزيادة السكانية وتقدر بحوالي ٣٤ مليون نسمة، كما ستولد المشروعات المزمع تنفيذها بالمخطط نحو ۱۱ مليون فرصة عمل، حتى عام ٢٠٥٢.

ولهذا، ينظر لتنمية مدينة رأس الحكمة كجزء من مخطط الدولة المصرية ٢٠٥٢ لتنمية الساحل الشمالي، وجعل المدينة على خريطة السياحة العالمية، كما أنه لا يُعد المشروع أمرا مفاجئا، حيث يأتي في إطار تخطيطي عمراني للمنطقة، كما يأتي في إطار الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.

جهود حثيثة
بذلت الدولة المصرية جهودًا حثيثة لتنمية الساحل الشمالي الغربي عبر تشييد عدد من المدن
الجديدة من بينها الآتي:

1. مدينة العلمين الجديدة
- تقع على مساحة ٤٨ ألف فدان، وتشمل مشروعات كبرى تقام لأول مرة في مصر منها أبراج العلمين الجديدة، والتي تمثل أول أبراج تقام في منطقة الساحل الشمالي بأكمله.
- جاءت لتكون باكورة الجيل الرابع من المدن الجديدة في مصر؛ إذ تمثل مدينة العلمين الجديدة أحد أهم أقطاب التنمية المتكاملة للساحل الشمالي الغربي ومنخفض القطارة.

ينعكس إنشاء مدينة العلمين الجديدة إيجابيًا على وضع المحافظة على خريطة السياحة والتجارة العالمية، ضمن خطة تطوير وتنمية الساحل الشمالي العربي لمصر، وتوفير مزيد من فرص العمل من خلال إنشاء مجتمعات عمرانية وسياحية واقتصادية جديدة.

- تم بناء مدينة العلمين الجديدة للاستفادة من الموقع المتميز على ساحل البحر المتوسط لتحقيق تنمية متكاملة وتوفير أساس اقتصادي متنوع، ودعم الاتصالية بين قطاعات برج العرب ومرسى مطروح وسيدي براني لتيسير انتقال السكان والعمالة وتحقيق الانتشار السكاني والأنشطة الاقتصادية المتنوعة في الساحل الشمالي.

2- مدينة رأس الحكمة
-هي المدينة الثانية من المدن الساحلية التي تتضمنها محافظة مرسى مطروح، ومن المقرر أن تستوعب نحو ۳۰۰ ألف نسمة، وتتميز بقربها من مدينة العلمين الجديدة، ووقوعها على تلة جبلية، ما يجعل المدينة في موقع متميز لكل المحاور المرورية والطرق الجديدة، فضلا عن شاطئ البحر الذي يمتد لكامل مساحة المدينة.

- صممت المدينة بحيث تكون مصادر الطاقة بالمدينة مصادر صديقة للبيئة، وذلك من خلال استخدام طواحين الهواء والألواح الشمسية المنتجة للكهرباء، على أن يتم دمج المجتمع المحلي لسكان خليج رأس الحكمة في التنمية من خلال دعم وتعظيم الأنشطة الاقتصادية القائمة على المنتجات المحلية لهذه المجتمعات.

3- مركز مارينا العلمين
 يُعد مركزا سياحيا صيفيا علي ساحل البحر المتوسط بمسافة ٩٤ كلم غرب مدينة الإسكندرية وتصل التكلفة الكلية لمشروع مارينا العلمين ٤٨ مليار دولار، ويعد منتجع مارينا هو أول مشروع في منطقة الساحل الشمالي المطلة على البحر المتوسط في مصر، كما يحتوي مركز مارينا العلمين على أول مرسى دولي لليخوت في الجزء الشرقي من شمال إفريقيا.

- يضم بحيرة صناعية ويظهر أحد شواطئ المنتجع، كما يتكون مركز مارينا السياحي، من سوق تجارية ضخمة مقسمة إلى عدة أقسام وأحياء سكنية كبيرة ومقبرة ضخمة أقيمت منحوتة في صخورالمنطقة الجبلية المطلة على ساحل البحر بمسافة ١٥٠ مترا تقريبا.
- يعد من أكبر المنتجعات الصيفية في مصر وتوجد به عدة أماكن شهيرة مثل "البحيرة الدائرية وشاطئ نادي السيارات ونوادي الألعاب المائية واليخوت، وهو بمثابة مجمع قرى سياحية تحت مسمى مرکز مارينا العلمين ويستوعب نحو ٣٠ ألف نسمة.
4- مدينة سيدي براني
- تعد إحدى مدن الجيل الرابع بمحافظة مطروح، وهي عبارة عن مدينة جديدة جار الإعداد لها وإعداد المخطط التفصيلي والمخطط الاستراتيجي، من خلال الاستعانة بكبرى المكاتب الاستشارية.

5-  مدينة السلوم
- تقع في الامتداد لمدينة السلوم وهي مدينة حدودية مصرية صغيرة قرب الحدود الغربية لمصر مع ليبيا، وتقع على ساحل البحر المتوسط وهي عبارة عن خور في قلب البحر المتوسط، يحدها من الشرق الساحل، ومن الشمال هضبة السلوم، ويقع بها منفذ السلوم البري الحدودي مع ليبيا وتبلغ مساحة مدينة السلوم ٣٥ كم بخلاف القرى التابعة لها.