رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ارتفاع أسعار الذهب 2% لست جلسات متتالية فى السوق العالمية

الذهب
الذهب

استكمل الذهب العالمي سلسلة الصعود للجلسة السادسة على التوالي، ليحقق المزيد من المكاسب على حساب الدولار الضعيف، بالإضافة إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق ليتخطى عقبة محضر اجتماع الفيدرالي بنجاح.

وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3%، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2030 دولارًا للأونصة، وكانت قد سجلت أعلى مستوى عند 2034 دولارًا للأونصة، حيث افتتحت جلسة اليوم عند المستوى 2026 دولارًا للأونصة. 

وخلال 6 جلسات متتالية من المكاسب، ارتفع سعر الأونصة العالمية بنسبة 2%، لتسجل مكاسب بمقدار 42 دولارًا، حيث يخترق السعر الآن منطقة المستوى 2030 دولارًا للأونصة والتي تعد منطقة المقاومة الحالية.

وأظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير، الذي صدر يوم أمس الأربعاء، أن الجزء الأكبر من أعضاء البنك الفيدرالي كانوا قلقين بشأن مخاطر خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جدًا.

وصرّح توماس باركين، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، بأن بيانات التضخم لشهر يناير التي شهدت ارتفاع أسعار المستهلكين والمنتجين بشكل أسرع من المتوقع، ستعقد قرارات البنك الفيدرالي خلال الفترة القادمة.

وشهدت مناقشات أعضاء البنك الفيدرالي خلال الاجتماع الأخير مخاوف أغلبية أعضاء البنك من التسرع في البدء بخفض أسعار الفائدة، وضرورة الحصول على المزيد من التأكيدات، بينما أشار عدد قليل من الأعضاء إلى تخوفهم من بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، لما لهذا من تأثير سلبي على معدلات النمو وأوضاع القطاع المصرفي.

وبالنسبة للأسواق المالية لم يحمل محضر اجتماع الفيدرالي الجديد، لأنه كرر كل التصريحات التي أدلى بها أعضاء الفيدرالي من قبل، ونتج عن هذا تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السابعة على التوالي، ليسجل اليوم أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع، منخفضًا بنسبة 0.4%.

من جهة أخرى، نجد أن التوقعات قصيرة المدى للذهب متقلبة بعض الشيء، لأن تأخير البنك الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة يضعف فرص ارتفاع الذهب، لكنه استطاع تعويض هذا إلى حد ما من خلال الطلب على الملاذ الآمن، مع استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، تصدر اليوم مجموعة كبيرة من بيانات أداء القطاع الصناعي والقطاع الخدمي، وأي علامات على ضعف النشاط الاقتصادي الأمريكي قد تثير الأمل في أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تكون في الطريق، الأمر الذي من شأنه أن يساعد الذهب.

الأسواق تضع احتمالًا بنسبة 71% أن يقوم البنك الفيدرالي بالبدء في خفض الفائدة خلال اجتماع شهر يونيو، وهو ما لم يؤكده أو ينفيه البنك الفيدرالي الأمريكي.

وعند النظر إلى الطلب على الذهب الفعلي، نجد أن البيانات التجارية من سويسرا أظهرت تصدير 207 أطنان من الذهب من أكبر مركز لتكرير الذهب في أوروبا إلى الصين والهند وهونج كونج. ووفقا للبيانات وصلت صادرات الذهب من سويسرا إلى أعلى مستوى لها منذ ثماني سنوات.

ارتفاع شحنات الذهب إلى الهند والصين

وارتفعت شحنات الذهب إلى الهند بنسبة 73% إلى 14 طنًا، وإلى الصين أكثر من الضعف إلى 77.8 طن، وإلى هونج كونج ارتفعت بنحو 7 أضعاف إلى 44.6 طن.

الواردات الصينية من الذهب كانت مدعومة بالطلب غير المسبوق على المشغولات الذهبية قبل احتفالات العام القمري الجديد. وفي الوقت نفسه يتزايد الطلب من قبل المستهلكين والمستثمرين في الصين على الذهب لحماية ثرواتهم والتحوط ضد التباطؤ الاقتصادي الحالي واضطراب الأسواق المالية.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت بورصة شنغهاي للذهب عن سحب 271 طنًا من الذهب من السوق في يناير، وهو أكبر طلب في بداية العام على الإطلاق وثاني أعلى مستوى في تاريخ البورصة.

أيضًا سجلت الهند واردات ضخمة من الذهب بلغت 650 طنًا على مدار شهر يناير، وقد ساهم نشاط الشراء الكبير في الصين والهند على تعويض مراكز البيع المكشوفة للمتداولين على العقود الآجلة للذهب وعلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.
البيانات الأخيرة لمجلس الذهب العالمي أظهرت استمرار صافي التدفقات النقدية في الخروج من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع السابع على التوالي، فقد سجلت خلال الأسبوع المنتهي في 16 فبراير صافي- 11.5 طن من الذهب.

أسعار الذهب محليًا فى مصر

استسلم الذهب المحلي للهبوط بعد أن فشل السعر في الحفاظ على مستوياته، وذلك في ظل ضعف الطلب خلال الفترة الحالية قبل شهر رمضان، بالإضافة إلى استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الخميس عند المستوى 3500 جنيه للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بمقدار 80 جنيهًا، حيث أغلق الجلسة عند 3500 جنيه للجرام، وكان قد افتتح الجلسة عند 3580 جنيهًا للجرام. 

خلال جلسة الأمس، سجل الذهب أعلى مستوى عند 3585 جنيهًا للجرام، قبل أن يبدأ في الهبوط المتتالي ويخترق مستوى الدعم 3570 جنيهًا للجرام الذي كان يمثل الحد السفلي لنطاق التذبذب الذي تحرك خلاله الذهب خلال الفترة الأخيرة.

وصل هبوط السعر إلى المستوى 3500 جنيه للجرام الذي يعد مستهدف الهبوط بالنسبة للسعر، ليستمر الترقب حاليًا للحركة القادمة لسعر الذهب المحلي.

السبب الرئيسي وراء تراجع سعر الذهب المحلي يرجع إلى استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية، بالإضافة إلى ضعف الطلب المحلي خلال هذه الفترة قبل شهر رمضان.

الجدير بالذكر أن انخفاض سعر الذهب المحلي يأتي في الوقت الذي يستمر سعر أونصة الذهب العالمي في الارتفاع للجلسة السادسة على التوالي لتسجل أعلى مستوى في أسبوعين، ما يظهر بوضوح انفصال تسعير الذهب المحلي عن السعر العالمي.

يبقى عدم الوضوح هو السائد بالنسبة للذهب والهبوط الحالي يظل ضمن نطاق التصحيح السلبي، فالعوامل الاقتصادية التي تسببت في ارتفاع الذهب لمستويات تاريخية تظل دون تغيير، وهناك توقعات مستمرة بإمكانية حدوث تعويم في سعر الصرف لتحقيق اشتراطات صندوق النقد الدولي، وهو الأمر الذي يبقي الحذر في أسواق الذهب.

من جهة أخرى، أظهر تقرير عن البنك المركزي المصري أن ديون مصر إلى الدول العربية قد ارتفعت إلى 48.4 مليار دولار بنهاية شهر سبتمبر الماضي، بعد أن كانت عند 48.2 نهاية يونيو 2023، وتستحوذ دولة الإمارات العربية المتحدة على 22.2 مليار دولار من ديون مصر، بينما تلتزم مصر بسداد 34.94 مليار دولار خلال عام 2024.

ارتفاع مبلغ الديون المستحقة على مصر يبقي سعر صرف الدولار في السوق الموازية متماسكا، وهو ما يبقي الترقب في سوق الذهب، في محاولة لمعرفة التحرك القادم في الأسواق، وإذا كان سيلجأ المركزي المصري إلى قرار تعويم سعر الصرف في وقت قريب.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

استمر سعر الأونصة العالمية للذهب في الارتفاع للجلسة السادسة على التوالي بدعم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من أسبوع، وذلك بعد أن أشار محضر اجتماع الفيدرالي إلى نفس تعليقات أعضاء البنك السابقة دون أن يقدم جديدا للأسبوع، مما سمح للذهب بمزيد من التعافي في ظل حصوله على دعم آخر من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن.

وانخفضت أسعار الذهب المحلي بعد أن فشل في التعافي وتحقيق المكاسب منذ بداية الأسبوع لينهي التذبذب ويستسلم إلى الهبوط، وذلك في ظل الاستقرار الحالي في سعر الدولار في السوق الموازية وضعف الطلب المحلي على الذهب قبل شهر رمضان.

ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي منذ نهاية الأسبوع الماضي ساعد على تحرك السعر لاختراق مستوى المقامة 2030 دولارًا للأونصة، والذي في حال اختراقه بشكل ناجح وتحقيق إغلاق فوقه سيدفع السعر إلى المستوى 2050 دولارًا للأونصة وبعده المستوى 2065 دولارًا للأونصة.

الذهب ثبت أقدامه خلال الفترة الأخيرة بعدد من الإغلاقات اليومية فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، وفوق المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 2020 دولارًا للأونصة، الأمر الذي يزيد من فرص الصعود لأسعار الذهب.

أما عن السعر المحلي:

انخفض سعر الذهب المحلي بشكل صريح، يوم أمس، ليكسر مستوى الدعم 3570 جنيهًا للجرام عيار 21، ويستكمل الهبوط إلى المستهدف 3500 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن فشل الذهب في العودة للتداول فوق المستوى 3600 جنيه للجرام ليستسلم إلى الهبوط.

يسيطر على السعر حاليًا حركة الهبوط في ظل عدم وجود محفزات في الأسواق خلال الفترة الحالية، في ظل استقرار سعر صرف الدولار الموازي وضعف الطلب المحلي قبل شهر رمضان.