رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس.. والحكيم

للمشاركة فى فعاليات النسخة الثالثة من «المنتدى العالمى لثقافة السلام العادل»، زار القاهرة عمار الحكيم، رئيس «تيار الحكمة الوطنى» العراقى، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الثلاثاء، فى قصر الاتحادية، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، وجرى خلال اللقاء تناول العلاقات المصرية العراقية، والأوضاع الإقليمية المتوترة، والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.

العلاقات المصرية العراقية، التاريخية، الوثيقة والممتدة، شهدت تطورًا كبيرًا وملموسًا خلال السنوات الأخيرة، سواء على المستوى الثنائى، أو عبر آلية التعاون الثلاثى مع المملكة الأردنية، التى تزامن إطلاقها مع خروج العراق من مرحلة «داعش»، ودخوله مرحلة إعادة الإعمار، والتى نراها فرصة نموذجية لتطوير التعاون التجارى والصناعى الاستثمارى بين الدول الثلاث. وخلال لقاء أمس، أكد «الحكيم» قوة وعمق العلاقات بين البلدين، وشدّد على محورية الدور المصرى فى حماية أمن واستقرار المنطقة العربية، مثمنًا الدعم المصرى للعراق ومواقف مصر الصادقة فى دعم كل الدول العربية والإسلامية الشقيقة.

أسس الحكيم «تيار الحكمة الوطنى»، فى ٢٤ يوليو ٢٠١٧، لتحقيق عدة أهداف: الدولة العصرية العادلة، تغليب المصلحة العامة، الحفاظ على وحدة العراق ورفض أى محاولات للتقسيم أو الانفصال، الخروج من التخندق الطائفى وإعطاء الأولوية لعراق ديمقراطى متعدد المكونات، و... و... والاعتدال والتوازن فى السلوك السياسى العام. وإجمالًا، تقوم رؤية التيار للعلاقة بين المذهب والدولة على أساس «المواطنة»، بوصفها مفهومًا يتسع للجميع دون تفرقة بين العراقيين. وبمناسبة اليوم الدولى للعدالة الاجتماعية، أعرب «الحكيم»، صباح أمس، عن أسفه العميق إزاء تعثر مهمة تحقيق هذا الهدف السماوى الإنسانى السامى داخل المجتمعات جراء الحروب والإرهاب والظلم وتغليب المصالح الضيقة على قرينتها العليا.

مع تأكيده دعم مصر الثابت والراسخ للعراق الشقيق، ومساندتها جميع جهوده الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية، استعرض الرئيس السيسى، خلال لقائه رئيس «تيار الحكمة الوطنى» العراقى، الجهود المصرية المكثفة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات بكميات كبيرة تكفى للتخفيف من المعاناة الإنسانية الهائلة بالقطاع. كما جرى التأكيد، أيضًا، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته فى حماية المدنيين ووقف إطلاق النار، والتشديد على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، والتحذير من خطورة استمرار التصعيد وتداعياته على استقرار المنطقة.

رئيس تيار الحكمة، كان هنا فى مايو الماضى، وخلال لقائه وزير الخارجية أكد حرصه على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بفرص مساهمة الشركات المصرية فى مشروعات التنمية وإعادة إعمار العراق. كما استعرض فى لقائه الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الوضع العام فى العراق، وما يشهده من تطورات، مؤكدًا أن البلد الشقيق يشهد، الآن، حالة تعايش واستقرار وتعاضد بين فئات المجتمع، وأصبح أكثر أمنًا واستقرارا عمَّا سبق. وشدد على أن الأزهر الشريف والنجف الأشرف يمثلان منارتين فى العالم الإسلامى يتكاملان مع بعضهما البعض فى مواجهة التطرف والتشدد والتكفير.

أيضًا، مع بدء المائة يوم الثانية من توليه رئاسة الحكومة العراقية، زار محمد شياع السودانى القاهرة، فى ٥ مارس الماضى، وتكررت الزيارة فى ١٢ يونيو التالى، ليترأس مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، الدورة الثانية لـ«اللجنة العليا المشتركة المصرية العراقية»، التى انتهت بتوقيع ١١ وثيقة تعاون، وأكد بعدها «السودانى»، فى المؤتمر الصحفى المشترك، أن ما شهده خلال وجوده فى العاصمة الإدارية الجديدة يُعد دليلًا عمليًا واضحًا على مستوى وإمكانات الشركات المصرية، ويجعل لها الأولوية، للاستفادة من فرص الأعمال الموجودة بالعراق، خاصة فى ضوء الدور المصرى البارز فى تعزيز آليات العمل العربى المشترك، الذى رآه نموذجًا يُحتذى به فى الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية.

.. وتبقى الإشارة إلى أن النسخة الأولى من «المنتدى العالمى لثقافة السلام العادل»، أقيمت فى يونيو ٢٠١٩، بمدينة لاهاى الهولندية، ثم استضافت مدينة فاليتا، عاصمة مالطا، نسخته الثانية، فى مارس ٢٠٢٢، ومنذ صباح أمس، وحتى مساء الغد، تشهد القاهرة ٦ جلسات حوارية، محورها الرئيسى هو علاقة السلام العادل بالتنمية.