رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب غزة.. حقوقيون: اجتياح رفح تعدى التهديد.. وإسرائيل ماضية فى التهجير

غزة
غزة

حذر خبراء حقوقيون فلسطينيون من كارثة غير مسبوقة فى التاريخ حال إصرار دولة الاحتلال الإسرائيلى على اقتحام مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة بريًا، بعد أشهر من دفع النازحين من عموم القطاع إليها، الأمر الذى يهدد بسقوط آلاف الشهداء، وقطع الطريق أمام عمليات الإغاثة الإنسانية، مشيرين إلى أن إسرائيل ماضية فى تنفيذ مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين وإخلاء القطاع من سكانه. 

قال الدكتور صلاح عبدالعاطى، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطينى، عضو مجلس الأمناء فى المعهد الكندى لدراسات الشرق الأوسط، إن الاستهداف الوحشى لمدينة رفح، التى تضم قرابة مليونًا ونصف المليون مواطن، يعكس استهتار وتحلل الاحتلال الإسرائيلى من القيم الإنسانية ومعايير وقواعد القانون الدولى، مع عدم الاكتراث بكل التحذيرات الدولية، والإصرار على عدم الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية.

وأدان الحقوقى الفلسطينى قصف قوات الاحتلال رفح وتدمير منازل المواطنين وخيم النازحين، الأمر الذى تسبب فى استشهاد قرابة ١٠٠ مواطن، وإصابة ٢٠٠ آخرين، مع تدمير عشرات المنازل فوق رءوس سكانها، بالإضافة إلى ٣ مساجد تضم نازحين. 

وأضاف: «ما يجرى يبرهن على أن الخطط العسكرية الإسرائيلية تتعمد مواصلة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والتهجير القسرى لسكان قطاع غزة خارج الأراضى الفلسطينية، الأمر الذى يتطلب موقفًا وتحركًا دوليًا عاجلًا لوقف العدوان، ومنع توسيع قوات الاحتلال هجومها البرى على مدينة رفح، التى تعد الملاذ الأخير للنازحين قسرًا من شمال القطاع إلى جنوبه».

وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلى سيتسبب فى كارثة إنسانية لا يمكن تدارك تداعياتها، ومجازر ستفتك بحياة الآلاف من الضحايا، فضلًا عن انهيار كل منظومة الخدمات الصحية والإنسانية ووقف المساعدات وأعمال الإغاثة فى قطاع غزة.

وتابع: «دولة الاحتلال تتنكر لكل النداءات والتحذيرات الدولية من اجتياح رفح، الذى يتعارض مع قرارات محكمة العدل الدولية، وتتحدى العالم والإنسانية، وتواصل جريمة الإبادة الجماعية، وتعلن عن إصرارها على اجتياح المدينة التى تضم ١.٥ مليون نسمة، دون أى اكتراث بحياة وأوضاع المدنيين الكارثية».

وأكد الحقوقى الفلسطينى أن إسرائيل تواصل حتى اللحظة فرض العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطينى، مع تعمد تدمير القطاع الصحى، وإعاقة إجلاء الجرحى والمرضى، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، وفرض قيود وعقبات أمام عمل المنظمات الدولية، خاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، عبر كيل الاتهامات إلى المنظمة، ما أدى إلى تجميد التمويل وحجز شحنات المساعدات الإنسانية فى ميناء أسدود، ما أثر سلبًا على تدفق المساعدات الإنسانية، ورفع من نسب المجاعة والأمراض فى أوساط سكان القطاع.

وتوقع «عبدالعاطى» أن يوقف التوغل البرى لقوات الاحتلال فى رفح وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كامل، مع شل قدرة المنظمات الدولية على العمل، ما يفاقم من الكارثة الإنسانية التى يعيشها سكان غزة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلى وفرض العقوبات الجماعية الانتقامية عليهم.

فيما قال عصام يونس، مدير مركز «الميزان» لحقوق الإنسان فى غزة، المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فى فلسطين، إن اجتياح مدينة رفح هو أبعد عن أن يكون مجرد تهديد، بناء على ما قام به الاحتلال من جرائم.

وأضاف: «نحن نتحدث عن خطر حقيقى على الفلسطينيين فى قطاع غزة، ودلالات ذلك هى استمرار مسلسل الإبادة الجماعية القائم منذ ٤ أشهر، خاصة أن دولة الاحتلال أجبرت السكان المدنيين، المحميين بموجب القانون الدولى، طيلة أشهر على النزوح من مناطق سكنهم إلى التكدس فى رفح، ليجتمع ما يزيد على المليون ونصف المليون نازح فى رفح، التى لا تزيد مساحتها على ٦٠ كيلومترًا مربعًا، فى ظل بنية تحتية متهالكة وضعيفة وفقيرة، لأن المدينة مصنفة، وفقًا لمركز الإحصاء الفلسطينى، على أنها الأفقر والأضعف بين كل المحافظات الفلسطينية».

وتابع: «مع تكدس كل هذا العدد، وفى ظل الوضع القائم، فنحن نتحدث عن كارثة إنسانية قائمة من أخطر ما يكون، وسط طقس شديدة البرودة، واستخدام سياسة التجويع كسلاح بحق المدنيين، وانهيار البنية الصحية والتحتية»، مؤكدًا: «الوضع كارثى بكل المقاييس، مع استمرار عمليات القصف المكثف على رفح».

وأشار إلى أن تلك الخطوة تعنى أن مسلسل التهجير قائم بالفعل لدفع الفلسطينيين إلى خارج القطاع، استمرارًا لمسلسل الجرائم الإسرائيلية، موضحًا أن الأمر ستكون له تداعيات سياسية خطيرة، خاصة أن الأمر مرفوض تمامًا من قِبل الشعب الفلسطينى وغير مقبول فى مصر، التى أكدت أكثر من مرة، على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الخارجية سامح شكرى، أن قضية تهجير الفلسطينيين خط أحمر.

وأوضح «يونس» أن دولة الاحتلال مستمرة فى توحشها وإجرامها، وإذا قامت بارتكاب جريمة الهجوم على رفح، فى ظل التكدس الكبير للفلسطينيين بها، فإن الأمر سينتج عنه آلاف الشهداء، وسيكون من المستحيل على المنظمات الإغاثية الإنسانية التعامل مع الواقع القائم.

واستطرد: «ما يحدث جريمة جديدة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، والوقت فى ظل هذه الظروف يحسب بالثوانى، وعلى العالم أن يتدخل فورًا لوقف آلة الحرب الإسرائيلية، وتوحش وإجرام الحكومة المتطرفة، بعد كل ما فعلته فى غزة من تدمير غير مسبوق»، مطالبًا المجتمع الدولى بالتحرك العاجل والفورى لوقف التوحش والإجرام الصهيونى بحق كل ما هو فلسطينى.