رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القائد هوجو تشافيز وطريق العدالة والمساواة والإنسانية

بحضور حشد من الإعلاميين والصحفيين، وأعضاء وعضوات اللجنة الشعبية لدعم جمهورية فنزويلا البوليفارية، كان اللقاء فى سفارة فنزويلا بالقاهرة مع السادة أعضاء السفارة فى يوم الجمعة الثانى من فبراير 2024، للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لوصول القائد هوجو تشافيز إلى الرئاسة فى 2 فبراير عام 1999، من أجل تحقيق أهداف الثورة البوليفارية فى الاستقلال النهائى والديمقراطية الرائدة، والممارسة الكاملة لسيادة الدولة، ومن أجل عدالة اجتماعية أكثر للشعب الفنزويلى.
فى بداية اللقاء رحب السيد أنخل إيريرا بالحضور، وألقى كلمة بالنيابة عن السفير ويلمر أومار بارينتوس فرنانديس، أشاد فيها بالرئيس هوجو تشافيز الذى سار على مبادئ الثورة البوليفارية بعد توليه الحكم فى 2 فبراير 1999، بعد فوزه الانتخابى فى 6 ديسمبر 1998، وأضاف السيد إيريرا: "سبق ذلك انتفاضة ثورية فى عام 1989، والتى أعقبتها أحداث 1992 التى عبرت عن صحوة الشعب الفنزويلى الجديدة، وبداية مشروع لإنقاذ الأصول العميقة للعمليات الاجتماعية والتاريخية، وفى هذه الفترة برز القائد هوجو تشافيز فرياس فى مواجهة الإمبريالية والأوليجاركية فى أحداث فبراير 1992". 
كما أكد السيد أنخل أن هوجو تشافيز سار على خطوات وأهداف الثورة البوليفارية المناهضة للاستعمار وأطماعه، مع استمراره فى النضال من أجل القضايا النبيلة للإنسانية، ومن أجل فنزويلا القوية التى تنعم بالرخاء والرفاهية والاستقرار والسلام.
وفى نهاية الكلمة، أكد السيد إيريرا أنه بعد رحيل القائد هوجو تشافيز 2013 واصلت فنزويلا، تحت قيادة الرئيس نيكولاس مادورو، مواجهة الإمبريالية الجديدة، والعقوبات الاقتصادية، والإجراءات القسرية الأحادية والتقييدية والعقابية، التى تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تُشِّكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتضر الاقتصاد الوطنى.

بالرغم من رحيل هوجو تشافيزعن دنيانا إلا أنه يعيش كزعيم وقائد إلى الأبد فى ضمير وقلب وحب ومودة شعبه والفقراء، وسيعيش مثالا دائما على الكرامة والتفانى فى سبيل المثل العليا للتضامن. يعيش هوجو تشافيز ويحيا دائما كشخصية غيرت إلى الأبد تاريخ فنزويلا وقارة أمريكا اللاتينية والكاريبى وزعزعت أسس النظام الرأسمالى العالمى.
وتحت قيادة هوجو تشافيز ساهمت فنزويلا فى إنشاء التحالف البوليفارى لشعوب أمريكا الجنوبية، وهو اتحاد يقوم على التنوع السياسى والأيديولوجى والثقافى، مع إرساء أسس الوحدة الحقيقية لشعوب أمريكا اللاتينية. كما أسس للتعاون بين حكومات أمريكا اللاتينية وإفريقيا، وأيضا التعاون بين فنزويلا والدول العربية من أجل تطوير مشاريع مشتركة للربط بين الحضارتين. 

وفى هذه الذكرى نوجه التحية لروح الرئيس الراحل هوجو تشافيز الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية. لقد أسس نموذجا للديمقراطية التشاركية، كما سار على طريق المحرر سيمون بوليفار (الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الإسبانية لست دول فى أمريكا اللاتينية).
كما وقف تشافيز ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية، من باراجواى ونيكاراجوا وبوليفيا والبرازيل، مواجهة الاحتكارات البترولية، ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية، وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها. 

إننا نوجه التحية له على موقفه من القضايا العربية الهامة، ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية، فلقد تضامن الرئيس هوجو تشافيز مع حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته. ومن المواقف التاريخية المجيدة لتشافيز كان طرد السفير "الإسرائيلى" من فنزويلا عقب عدوان الكيان الصهيونى على غزة أواخر 2008، وأوائل 2009. ووقف بجانب الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى ورفض التدخل الخارجى ورفض الأنظمة المتأسلمة.

وها هو الرئيس الحالى نيكولاس مادورو يتبنى نفس سياسات الراحل هوجو تشافيز المعادية للسياسات الأمريكية "النيو ليبرالية"، ويواجه ويتصدى هو والشعب الفنزويلى للعقوبات الاقتصادية التى فرضتها أمريكا على فنزويلا، حيث جمدت أموالها وأرصدة شركاتها البترولية فى الخارج، بغرض تركيع الشعب، ولكن إرادة فنزويلا لم تنكسر وبدأت فى وضع الخطط الاقتصادية لنهضة وتقدم البلاد، ومدت يدها للتعاون مع الحكومات التقدمية التى نجحت فى عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية فى الآونة الأخيرة.

وفى الذكرى الخامسة والعشرين على تولى تشافيز الرئاسة، قال الرئيس الحالى مادورو: "إن شعبنا يستحق فنزويلا أفضل، وفى هذه الفترة تم إنشاء أداتين جديدتين لحماية الشعب؛ الأولى هى خطة العمل من أجل ضحايا الحرب الاقتصادية، والثانية هى مهمة فنزويلا الكبرى من أجل المرأة".
وأضاف رئيس فنزويلا: "يجب أن يكون عام 2024 عاما مليئا بروح المعارك الثورية والتحرر التام تحت رايات البوليفارية، واشتراكية القرن الحادى والعشرين، من خلال خطة تتوافق مع مسيرتنا التاريخية، ومع واقع الوطن، ومع أحلامنا وحقوقنا فى التحول الاقتصادى، والاستقلال الكامل للبلاد، ووحدة الأراضى الفنزويلية  لتحقيق السلام الاجتماعى والإقليمى، وضمان استعادة فنزويلا لـ(جوايانا إسيكيبا) بشكل كامل، مع تحقيق الحماية الاجتماعية لشعب فنزويلا وتعزيز القيم المسيحية والإنسانية للاشتراكية البوليفارية".

إننا نتمنى كل التوفيق والنجاح للرئيس مادورو، وشعب فنزويلا فى تحقيق خطة السبع سنوات (2023- 2030) التى أعلنها، والتى تستهدف إدراج جمهورية فنزويلا البوليفارية بشكل نهائى فى التكوين الجديد للقوة العالمية للعالم متعدد المراكز والأقطاب، وتعزيز الدبلوماسية السلمية البوليفارية وتطويرها، مع إعادة التكامل وتعزيز التعاون مع مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى (سيلاك)، واستعادة اتحاد دول أمريكا الجنوبية، وتطوير التحالف البوليفارى لشعوب أمريكتنا (ألبا)، وتعزيز مجموعة (البريكس)، والدمج الكامل لفنزويلا فى مجموعة البريكس، والارتباط بالعالم من خلال دبلوماسية السلام التى تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والتضامن، وبناء عالم متعدد الأقطاب والمراكز، متحرر من فرضيات الهيمنة، يحترم حق الشعوب فى تقرير مصيرها.