رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رأس الحكمة.. الحقيقة وراء "مشروع القرن السياحى" بعيدًا عن الأكاذيب

مشروع مدينة «رأس
مشروع مدينة «رأس الحكمة الجديدة»

كغيره من المشروعات التى تعلن الدولة عن تنفيذها، أو تكشف عن مخططات تحويلها من حلم على الورق إلى واقع على الأرض، أثار مشروع إنشاء مدينة «رأس الحكمة الجديدة» فى منطقة الساحل الشمالى الغربى للبلاد حالة كبيرة من الجدل، كان مصدرها إما أبواقًا إعلامية تنتمى إلى جماعة «الإخوان» الإرهابية، وأهدافها فى ذلك معلومة، أو آخرين لا يعلمون الحقيقة كاملة، وسلموا آذانهم لهذه الأبواق، دون تدقيق أو محاولة للفهم.

وسواء هذا الفريق أو ذاك، تناسى كلاهما أو تجاهل متعمدًا الأهداف الحقيقية من وراء تنفيذ هذا المشروع، وهو أن تكون مدينة «رأس الحكمة الجديدة» مقصدًا سياحيًا عالميًا، بما يتماشى مع الرؤية القومية لتنمية منطقة الساحل الشمالى الغربى، وفى إطار توجه الدولة لإنشاء مدن سياحية مستدامة بيئيًا على البحر الأبيض المتوسط، وذلك فى إطار عملها المستمر فى استغلال ما تمتلكه البلاد من مقومات كبيرة لتحقيق معدلات النمو المرجوة، وبالتالى تحسين معيشة المصريين.

إلى المروجين للشائعات عن قصد ولأهداف مغرضة، وكذلك إلى من لا يعرفون الحقيقة ووقعوا ضحية لصانعى وناشرى الأكاذيب.. نقدم إليكم حقيقة مشروع إنشاء «مدينة رأس الحكمة الجديدة»، فى السطور التالية.

مفاوضات مع صناديق استثمار عالمية كبرى للشراكة فى تنمية المنطقة ضمن «مخطط ٢٠٥٢»

قال مصدر مسئول إن مخطط التنمية العمرانية لمصر ٢٠٥٢ حدد إنشاء عدد من المدن الجديدة المستدامة والذكية من الجيل الرابع، التى تستطيع كل واحدة منها استقطاب عدة ملايين من السكان، اعتمادًا على أنشطة السياحة والخدمات الترفيهية، والصناعات التكنولوجية المتقدمة، والمقاصد التجارية، والمراكز الإدارية للشركات العالمية، مع توفير الخدمات التعليمية والصحية المتميزة بها.

وأضاف المصدر أنه من هذه المدن التى حددها المخطط مدينة «العلمين»، التى بدأت الدولة المصرية بالفعل خطوات تنميتها بصورة متسارعة، إلى جانب مدن: «رأس الحكمة» و«النجيلة» و«جرجوب»، علاوة على تطوير المدن القائمة بالفعل، مثل «مرسى مطروح» و«السلوم».

وفى هذا الإطار، تعكف الدولة حاليًا على إنهاء مخطط تنمية مدينة «رأس الحكمة»، لتكون ثانى المدن التى تتم تنميتها فى إطار المخطط سالف الذكر، وفق المصدر ذاته، على أن تتم تنميتها من خلال الشراكة مع كيانات عالمية ذات خبرة فنية واسعة وقدرة تمويلية كبيرة، تُمكن الدولة من وضع المدينة على خريطة السياحة العالمية خلال ٥ سنوات على الأكثر، باعتبارها أحد أرقى المقاصد السياحية على البحر المتوسط والعالم، فى ظل البنية الأساسية الكبيرة التى أقامتها الدولة لخدمة المنطقة.

وأفاد المصدر بأنه جارٍ بالفعل التفاوض مع عدد من الشركات وصناديق الاستثمار العالمية الكبرى، للوصول إلى اتفاق يتم إعلانه قريبًا عن بدء تنمية المنطقة، التى تبلغ مساحتها أكثر من ١٨٠ كم٢.

ويستهدف مخطط التنمية العمرانية لمصر ٢٠٥٢ ضمن أولوياته، التنمية العمرانية المتكاملة لمنطقة الساحل الشمالى الغربى، باعتبارها من أكثر المناطق القادرة على استيعاب الزيادة السكانية المستقبلية لمصر، من خلال خلق أنشطة اقتصادية متميزة توفر فرص عمل لأعداد كبيرة من الشباب المصرى خلال العقود المقبلة، وتسهم فى مضاعفة الرقعة المعمورة.

تُقام على 55 ألف فدان.. تمتد من الضبعة إلى مطروح.. ووزير الإسكان: توفر مجتمعًا حضريًا مستدامًا

تُقام مدينة «رأس الحكمة» الجديدة على مساحة ٥٥ ألف فدان، تشمل نحو ٤٠.٧ ألف فدان لإنشاء مجتمع عمرانى جديد باسم «مدينة رأس الحكمة الجديدة»، ونحو ١٥ ألف فدان لصالح محافظة مطروح، لاستخدامها فى إقامة مشروعات تنموية، وذلك نقلًا من الأراضى ولاية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

ويتضمن المشروع، أيضًا، تخصيص مساحات لصالح وزارة النقل، نقلًا من الأراضى ولاية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لاستخدامها فى عدة مشروعات تخص هذا القطاع الحيوى، بداية من ٢٤٢١.٨٥ فدان لاستخدامها كجزء من مسار القطار الكهربائى السريع وحرمه فى منطقة مدينة «رأس الحكمة» الجديدة، ومساحة ١١١.٨٨ فدان لاستخدامها فى إقامة محطة «رأس الحكمة» للقطار الكهربائى السريع، و٢٥.٤٧ فدان لاستخدامها فى إقامة محطة «رأس الحكمة» للقطار الديزل.

وتقع مدينة «رأس الحكمة» على رأس الساحل الشمالى، وتمتد شواطئها من منطقة «الضبعة» فى الكيلو ١٧٠ بطريق الساحل الشمالى الغربى، حتى الكيلو ٢٢٠ بمدينة مطروح، التى تبعد عنها ٨٥ كم.

وقال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، إن مدينة «رأس اﻟﺣﻛﻣﺔ» الجديدة ستكون مقصدًا سياحيًا عالميًا، يتماشى ﻣﻊ الرؤية القومية والإقليمية لمنطقة الساحل الشمالى الغربى، وهو ما سينعكس على تحقيق مجموعة من اﻷهداف والغايات، منها إنشاء مدينة سياحية بيئية مستدامة ﻋﻠﻰ البحر المتوسط، تنافس مثيلاتها ﻋﻠﻰ المستوى العالمى، مع تحقيق مجتمع حضرى مستدام يتناغم مع طبيعة وخصائص الموقع، وتوفير الأنشطة الاقتصادية الملائمة لخصائص المجتمع المحلى. وصدر قرار جمهورى عام ١٩٧٥ بإخلاء قرية «رأس الحكمة» من سكانها، التى تبلغ مساحتها ٥٥ ألف فدان، ولم يتم تنفيذ القرار حتى عاد المشروع من جديد للظهور، على أن توفر الدولة تعويضات للأهالى، من خلال بناء مدينة سكنية متكاملة، ومنح كل متضرر منزلًا بديلًا، أو تعويضه بمبلغ مالى مناسب حسب رغبته، بالرغم من عدم أحقيتهم، وعدم وجود أوراق تثبت ملكيتهم للأرض، وفقًا لمحافظ الإقليم.

تمتلك أجمل شواطئ العالم.. وبنيتها تؤهلها لتكون مستقبل الاستثمار السياحى فى مصر

تمتد شواطئ «رأس الحكمة» من منطقة الضبعة فى الكيلو ١٧٠ بطريق الساحل الشمالى الغربى، حتى الكيلو ٢٢٠ فى مدينة مطروح. وتتعدد الأسباب التى تجعل منطقة «رأس الحكمة» مستقبل الاستثمار السياحى فى مصر كالتالى:

١- طريق «فوكة» الجديد هو أحد المشروعات الضخمة التى تشارك فى إنشائها القوات المسلحة، ليربط بين القاهرة والساحل الشمالى، حيث تبلغ المسافة من القاهرة إلى العلمين من خلال هذا الطريق حوالى ١٤٠ كيلومترًا، بعد أن كان الطريق السابق حوالى ٢٤٠ كيلومترًا من القاهرة إلى مدخل طريق العلمين، من خلال طريق «القاهرة- الإسكندرية» الصحراوى، ثم من طريق العلمين حتى الساحل الشمالى والعلمين.

٢- الشريط الساحلى بطول ٥٠ كم الواقع بين مدينة الضبعة إلى مرسى مطروح، يعد من أجمل شواطئ العالم، من الرمال الناعمة الصفراء إلى المياه الفيروزية رائعة الجمال.

٣- يعد إنشاء مدينة مليونية فى منطقة العلمين فى الساحل الشمالى، وما تتبعها من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية، أمرًا فى غاية الأهمية، لأنه يتيح لمنطقة «رأس الحكمة» الواعدة نشاطًا سياحيًا كبيرًا خلال الـ٢٠ عامًا المقبلة.

٤- المنطقة تضم أنماطًا متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل الشمالى الغربى لنحو ٤٠٠ كم من غرب الإسكندرية، حتى الحدود الغربية للجمهورية، بطول نحو ٩٠ كم من غرب الإسكندرية حتى العلمين، ومن العلمين حتى رأس الحكمة بطول نحو ١٣٠ كم، ومن النجيلة حتى السلوم بطول نحو ١٣٠ كم، تضم بداخلها شرق وغرب مدينة مرسى مطروح بطول نحو ٩٠ كم. 

٥- المنطقة تزخر بمقومات السياحة الثقافية والتاريخية، التى تظهر فى مقابر «الكومنولث»، والمقبرة الإيطالية والألمانية، وهذا النمط من السياحة يشجع على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات فى تلك المناطق، استرجاعًا للأحداث التاريخية التى اتخذت مواقعها فى هذه المناطق.

٦- إجمالى المساحة المعروضة للاستثمار السياحى فى «رأس الحكمة» يبلغ ١١ مليونًا و٥٠٠ متر، بتكلفة استثمارية تتجاوز مليارًا و٣٥١ مليون جنيه، لإقامة مشروعات سياحية متكاملة، لجذب السائحين الوافدين لمصر إلى هناك، خاصة أن البنية التحتية من طرق وخدمات فى مراحل الإنشاء المتقدمة.

«تنمية الساحل الشمالى» يوفر 11 مليون فرصة عمل ويسهم فى توطين ملايين المواطنين واستيعاب الزيادة السكانية الهائلة

يعتبر مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى من العلمين حتى السلوم هو المشروع القومى الثالث من سلسلة المشروعات القومية للتنمية على مستوى الجمهورية، التى حددها المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية ٢٠٥٢، وأخذت الحكومة فيها خطوات جادة خلال الفترة الأخيرة، وأولها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، ثم «المثلث الذهبى» للتعدين فى الصحراء الشرقية.

ويتزامن المشروع مع الخطة التى تنفذها الحكومة لترسيم الحدود المستقبلية لمحافظات الجمهورية، ما يحمله من توفير فرص تنموية واستثمارية، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المتوقعة فى العقود المقبلة.

ويمتد نطاق الساحل الشمالى الغربى من العلمين حتى السلوم لمسافة نحو ٥٠٠ كم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من ٢٨٠ كم، ليشغل مسطح نحو ١٦٠ ألف كم٢ تقريبًا. وتعود أهمية هذا النطاق التنموى إلى تفرده وتميزه فى أنه يحظى بكل موارد ومقومات التنمية الموزعة بكل أنحاء الجمهورية، لتتركز فى مكان واحد هو الساحل الشمالى الغربى وظهيره الصحراوى.

وتعتبر منطقة الساحل الشمالى الغربى، بما تمتلكه من موارد مختلفة، أمل مصر لاستيعاب الزيادة السكانية خلال الـ٤٠ عامًا المقبلة، وتُقدَّر بحوالى ٣٤ مليون نسمة، كما ستولد المشروعات المزمع تنفيذها بالمخطط نحو ١١ مليون فرصة عمل حتى سنة الهدف وهى ٢٠٥٢.

وتهدف تنمية الساحل الشمالى الغربى إلى تحقيق النمو الاقتصادى، الذى يُعَد الهدف الرئيسى لكل المشروعات التى تتبناها الدولة من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، ومن أهم الأهداف الاستراتيجية للتنمية الإقليمية للمنطقة تحقيق معدل نمو اقتصادى مرتفع لا يقل عن ١٢٪ فى السنة، وتوطين ما لا يقل عن ٥ ملايين نسمة، وتوفير نحو ١.٥ مليون فرصة عمل، بالإضافة إلى دمج المنطقة فى الاقتصاد القومى والعالمى، عن طريق زيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى من أقل من ٥٪ حاليًا إلى ٧٪.

ويهدف هذا المشروع أيضًا إلى الارتقاء بالأوضاع الاجتماعية، وتحسين الأحوال المعيشية للمجتمعات المحلية، بحيث لا يقل مؤشر التنمية البشرية عن ٧٧٪، وكذلك تطوير شبكات البنية الأساسية وتعزيز علاقات التبادل بين المنطقة وباقى الأقاليم المحيطة.

ويعتمد الفكر التنموى المقترح لمشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى على الاستخدام الأمثل لكل الموارد والمقومات فى هذا النطاق، ويتمثل ذلك فى استغلال المناطق جنوب الشريط الساحلى، بدءًا من العلمين إلى السلوم، فى استصلاح الأراضى، بالاعتماد على مياه الأمطار والمياه الجوفية، وتنمية المدن الساحلية القائمة كمراكز تنمية رئيسية مع إنشاء مراكز سياحية عالمية. وبالإضافة إلى ذلك، يعمل المشروع على استغلال ظهير الاستصلاح الزراعى فى إنشاء تجمعات عمرانية جديدة قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية، وأنشطة التصنيع الزراعى والتعدين، فضلًا عن إنشاء عدد من التجمعات البيئية الجديدة لخدمة أنشطة سياحة السفارى، مع إمكانية استصلاح ملايين الأفدنة على تحلية مياه البحر ومياه الصرف الزراعى المعالجة، لاستزراع نباتات الوقود الحيوى والأعلاف، بجانب استغلال منخفض القطارة فى التنمية المتكاملة.

ويعد وجود شبكة طرق هو أهم مقومات النجاح للمشروع القومى؛ لأن الطرق هى شرايين التنمية، وهو ما أكدته وزارة الإسكان، موضحة أنه تم البدء فى تنفيذ مجموعة من المحاور العرضية التى تدعم الاتصال بين المراكز العمرانية بهذا النطاق التنموى وباقى أنحاء الجمهورية، خاصة مناطق الصعيد، وذلك ضمن الخطة القومية للطرق، التى بدأت الحكومة تنفيذها بالفعل.

يأتى فى مقدمة هذه المحاور محور منخفض القطارة من طريق القاهرة- الإسكندرية، شرقًا بطول ٢٢٠ كم وصولًا إلى رأس الحكمة، ووصلاته الفرعية إلى البرقان، والحمام، والعلمين، والضبعة وفوكة، بالإضافة إلى ربط المنطقة بمحافظات الصعيد، من خلال شبكة جديدة من المحاور العرضية، وهى محور «البهنسا- الواحات البحرية- سيوة- جغبوب عند الحدود الليبية»، و«أسيوط- الفرافرة- عين دلة- سيوة».

ويمثل مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى المدخل نحو آليات تنفيذية جديدة للتصدى لقضيتى ندرة المياه والطاقة، من خلال العديد من التوجهات والأفكار والأدوات التنفيذية، وذلك من خلال استخدام موارد طاقة جديدة ومتجددة من الطاقة الشمسية التى سيتم توليدها بهذا النطاق، الذى يعد ثانى أكبر مناطق سطوع شمسى على مستوى الجمهورية، وكذا من خلال الطاقة النووية، خاصة بعد بدء إنشاء المفاعل النووى فى الضبعة.

كما سيتم توجيه مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة إلى تحلية مياه البحر، لاستخدامات التنمية المختلفة، وبالتالى تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذا المورد لتنفيذ المشروع، ويمثل وجود هذين المقومين الأساس لتفعيل باقى مقومات التنمية بالمنطقة.

وبالنسبة لمقومات استصلاح الأراضى والتنمية الزراعية، تزخر المنطقة بموارد المياه الجوفية فى الظهير الصحراوى، مع نطاقات ساحلية تتجمع بها مياه الأمطار، مع توافر مصدر للرى من نهر النيل، من خلال ترعة الحمام، المقرر استصلاح وزراعة نحو ١٤٨ ألف فدان حول مسارها فور إعادة الترعة إلى التشغيل، وإزالة المعوقات أمامها.

ومن المقرر، أيضًا، زراعة ١٥٠ ألف فدان فى منطقة المغرة، ونحو٥٠ ألف فدان جنوب منخفض القطارة، و٣٠ ألف فدان فى سيوة، ما يتيح رقعة زراعية موزعة على أنحاء الظهير الصحراوى بالمنطقة، اعتمادًا على موارد المياه الجوفية ومصادر الرى المؤكدة.

وبالنسبة لمقومات التنمية السياحية، تحتوى المنطقة على العديد من الموارد الاستخراجية، التى تكفل إقامة العديد من الصناعات التى تقوم عليها، بشكل أساسى أو ثانوى، ومن أهم تلك الموارد: الحجر الجيرى متوسط وعالى النقاء، والطفلة، والبتونايت، والدولومايت، والجبس، ورمال الكوارتز، وكلها من مقومات صناعة مواد البناء.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك الملح الصخرى شديد النقاء ذو القيمة الاقتصادية العالية فى التصدير فى منخفض القطارة، فضلًا عن وجود نطاقات استكشاف واستخراج البترول عند حافة المنخفض، مع استكشافات للزيت الخام والغاز الطبيعى.

ويتضمن مخطط تنمية الساحل الشمالى الغربى، كذلك، إنشاء عدد من المدن الجديدة فى الأقاليم التنموية الواعدة، من بينها مدينة العلمين الجديدة، ذات الطابع البيئى العمرانى المتميز، وباكورة الجيل الرابع من المدن الجديدة فى مصر، التى تمثل أحد أهم أقطاب التنمية المتكاملة للساحل الشمالى الغربى ومنخفض القطارة، وتقام على مساحة ٨٨ ألف فدان، وتعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، فى منطقة تم تطهيرها من الألغام.

وتتسم المنطقة بتوافر أنماط متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل لنحو ٤٠٠ كم من غرب الإسكندرية حتى الحدود الغربية، بطول نحو ٩٠ كم من غرب الإسكندرية حتى العلمين، ومن العلمين حتى رأس الحكمة بطول نحو ١٣٠ كم، ومن النجيلة حتى السلوم بطول نحو ١٣٠ كم، كما تضم بداخلها شرق وغرب مدينة مرسى مطروح بطول نحو ٩٠ كم.

كما تتوافر بها السياحة العلاجية فى رمال واحة سيوة، والسياحة البيئية فى نطاق محميات العميد وسيوة والسلوم، فضلًا عن سياحة السفارى التى تمتد مساراتها من الصحراء البيضاء إلى الواحات البحرية عبر الكثبان الرملية بالصحراء الغربية، وصولًا إلى منطقة واحة سيوة، وعبر محاور العلمين- رأس الحكمة- سيدى برانى- السلوم.

وتزخر المنطقة، كذلك، بمقومات السياحة الثقافية والتاريخية، التى تظهر فى مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية، بعد أن شهدت ساحات ومعارك الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى متحف العلمين الحربى فى العلمين، ومتحف روميل، فضلًا عن مجموعة من المقابر والمعابد الفرعونية والأثرية فى منطقة كليوباترا، وفى العمق الصحراوى فى مدينة شالى القديمة بواحة سيوة، ما يسمح بإقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات فى تلك المناطق.