رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب التونسى نزار شقرون: تاريخنا العربى الإسلامى يتطلب مراجعات فكرية

نزار شقرون مع محررة
نزار شقرون مع محررة الدستور

يشارك الكاتب التونسي نزار شقرون، في فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بروايته "زول الله.. في رواية أخت الصفا". 

وعن عمله السردي المشارك به في معرض القاهرة للكتاب، قال نزار شقرون: "رواية زول الله، هي روايتي الرابعة بعد روايات (دم الثور، الباب المفقود من كليلة ودمنة، والناقوس والمئذنة)، وفي هذه الرواية ــ زول الله ــ في حكايتها تتعلق بشخصية أثرية، خريج من جامعة الإسكندرية، هذه الشخصية سودانية، كان البطل يعتقد أنه شخصية أليف يؤمن بالعادات التي ورثها عن الآباء والأجداد، وكل التقاليد التي لا تسمح للإنسان أن يخرج من هذا المعطف". 

أضاف شقرون لـ"الدستور": "يخرج بطل الرواية من مصر إلي السودان ومنها إلي اليمن، يتعرف علي شبكة تؤمن بأن الإنسان لا ينتمي إلي دين أو أعرق أو لغة، بل ما يميزه أساسًا، هو مسعاه في التجربة الإنسانية، هذه الشخصية الروائية يكتشف بمجرد وصوله إلي هذه الشبكة يتحول إلى عضو فيها دون أن يشعر، والانتماء لهذه الشبكة لا يكون بالتزام محدد، بل باكتساب نفس السمات التي تكون لهذه الشبكة".

أردف: "الرواية تقوم علي السرد من قبل هذا الراوي، الرواية فيها تناوب بين شخصيتين أساسيتين، شخصية "الزول" والذي يسجل نقوشه ليلًا في بستان، في بيت قديم بشارع أبي نواس، حيث باعة الكتب والوراقون، تتناوب معه في عملية السرد شخصية ثانية وهي (ثناء البغدادية)، وهي بائعة كتب خريجة فنون جميلة، إذن الرواية تقوم على التناوب في السرد بين شخصيتين، والأهم من كل هذا أن الرواية تقودها في عملية السرد هذه المرأة ــ ثناء البغدادية ـ باعتبار أن المرأة في تاريخنا الثقافي هي المقصاة عن عملية الرواية رغم أننا في تراثنا الثقافي والسرد شخصية (شهرزاد) التي تروي مشافهة، بينما ثناء تروي كتابة".

تابع  شقرون: "ثناء البغدادية في رواية زول الله، تتولي تسجيل وتدوين نقوش الزول، تغير وتبدل، بحسب ما تعرف من السمات والصفات والتجربة التي خاضتها مع الزول، فكانت إذن كتابة سيرة الزول بروايتها ولسانها، بالإضافة إلي ما سجله هو. الزول يكتشف أنه يصل إلي العراق ويتعرض لمظلمة ويدخل السجن ويعيش مع ثناء هذه التجربة، والتي بدورها تستلم الزول كأمانة من قبل أخيها الذي أودع في السجن يتهمة تهريب الكتب".

 

تاريخنا العربي الإسلامي يحتاج للمراجعة

واختتم نزار شقرون بالقول: "رواية زول الله تطرح هذه المغامرة الإنسانية التي يخوضها البطل والذي يعتقد أنه لن يتغير، إلا أنه يتغير بفعل اكتشافه للآخر. أثر الآخر في تغيير الذات، هذه الذات فردية في الرواية ولكن المقصود بها شرائح متعددة في المجتمع العربي. شرائح من النخبة التي تعتقد أن لها التزاماتها لكنها تكتشف إنها إذا ما قبلت بالمغامرة الإنسانية تكتشف أنها تتغير باتصالها مع جنسيات وعرقيات وأديان أخري، ولا تكتفي بهويتها المعلومة مسبقا، هذا رهان من رهانات الرواية، بالطبع أحاول طرح أسئلة أخري من خلال فكرة أن تكتب الرواية امرأة، وأن تكون هذه المرأة نساخة، والقصد هو أن كل ما وصلنا في التاريخ العربي الإسلامي من كتب هو موضع شك في الحقيقة، فهذه الكتب التي ألفها مفكرون وكتاب مسلمون وعرب، في الحقيقة هي كتابات مرت بحلقات الوراقة".

اختتم: "الوراقون ليسوا محايدين، فالوراق يكتب في سياق تاريخي، يعمل في إطار مهنة لها علاقاتها بالديوان السلطاني، وأيضًا علاقاتها بالظرف السياسي والاقتصادي، ولذلك فهو شخصية لا يمكن أن تكون محايدة، وأشكك في هذا علي اعتبار أن النصوص التي وصلتها فيها إمكانية كبيرة للزيادة والنقصان والتحريف من ذات الوراق، وهذا امتداد لفكرة كنت طرحتها في رواية (دم الثور) مفادها أن تاريخنا العربي الإسلامي هو تاريخ يتطلب مراجعات علي المستوي الفكري، وهذه البداهات ينبغي زعزعتها وتفكيكها من جديد".