رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتقام إسرائيلى.. لماذا توقفت الدول عن دعم الأونروا أكبر منظمة داعمة للفلسطينيين؟

الأونروا
الأونروا

تعهدت إسرائيل، أمس السبت، بمنع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، المسئولة عن الجهود الإنسانية في غزة، عن العمل بعد الحرب في قطاع غزة في أعقاب إقالة موظفيها بسبب اتهامات بتورطهم في عملية "طوفان الأقصى"، وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوم الجمعة، إنها فصلت عددا من موظفيها بسبب الاتهامات الإسرائيلية، ووعدت بإجراء تحقيق شامل في هذه المزاعم، التي لم تحددها، ولكن يبدو أن قرار بعض الدول بقطع التمويل يرجع إلى الانتقام الإسرائيلي من المنظمة التي كشفت حجم ووحشية الحرب الإسرائيلية على غزة واستهداف المدنيين.


كشف الأونروا جرائم إسرائيل وراء قطع تمويلها

وأكدت صحيفة "تشاينا مورنينغ بوست" الصينية، أن الجهات المانحة، بما في ذلك أستراليا وكندا وإيطاليا وبريطانيا، اتبعت نفس مسار الولايات المتحدة التي قالت، يوم الجمعة، إنها علقت التمويل الإضافي للوكالة بسبب الاتهامات.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على موقع X، إن "الأونروا لن تكون جزءًا من اليوم التالي في غزة"، مضيفًا أنه يحاول جمع الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجهات مانحة رئيسية أخرى للوكالة.
ونددت حركة حماس يوم السبت بالتهديدات الإسرائيلية ضد الأونروا، وحثت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى على عدم الاستسلام للتهديدات والابتزاز.

وأوضحت الصحيفة أن العلاقات بين إسرائيل والأونروا تدهورت في الأيام الأخيرة، حيث قالت وكالة الأمم المتحدة إن قصف الدبابات أصاب ملجأ للنازحين في مدينة خان يونس الرئيسية بجنوب غزة.

وقالت الوكالة إنه تم تسجيل عشرات الآلاف من النازحين في الملجأ، وأن قصف الدبابات يوم الأربعاء أدى إلى مقتل 13 شخصا، وردًا على سؤال حول الحادث، قال الجيش الإسرائيلي إن "مراجعة شاملة لعمليات القوات في المنطقة جارية"، مضيفا أنه يدرس احتمال أن تكون الغارة "نتيجة لنيران حماس".

وانتقد المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، قصف يوم الأربعاء، ووصفه بأنه "تجاهل صارخ للقواعد الأساسية للحرب"، مع وضع علامة واضحة على المجمع على أنه منشأة تابعة للأمم المتحدة ومشاركة إحداثياته مع السلطات الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي هو القوة الوحيدة المعروفة التي لديها دبابات تعمل في قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة أنه قبل اندلاع القتال، كانت الأونروا تكافح من أجل تلبية متطلبات التمويل، وتفاقم العجز المزمن في ميزانية الوكالة بشكل كبير في عام 2018 عندما قطع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الدعم للوكالة، لكن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، استعادت الدعم بالكامل، حيث قدمت 340 مليون دولار في عام 2022، ما يجعلها أكبر جهة مانحة للوكالة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، إنها "أوقفت مؤقتا التمويل الإضافي" للوكالة، بينما تقوم بمراجعة المطالبات وكذلك خطة الأمم المتحدة لمعالجة المخاوف.

وأشاد جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، بالوكالة، يوم الجمعة، "لقيامها بدور حيوي على مدى سنوات عديدة في دعم اللاجئين الفلسطينيين المستضعفين".
لكنه قال إن الكتلة تتوقع "الشفافية الكاملة بشأن هذه الاتهامات"، وكذلك "إجراءات فورية ضد الموظفين المتورطين".

وأوضحت الصحيفة أن إيطاليا أصبحت دولة أخرى أوقفت تمويلها للوكالة، بعد أن قالت أستراليا وكندا إنهما أوقفتا الأموال أيضًا، وقالت بريطانيا أيضًا إنها "ستعلق مؤقتًا أي تمويل مستقبلي".

وقالت وزارة الخارجية إن "المملكة المتحدة تشعر بالفزع إزاء المزاعم القائلة بأن موظفي الأونروا متورطون في هجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل"، مضيفة أنه سيتم تعليق المساعدات بينما "نقوم بمراجعة هذه الادعاءات المثيرة للقلق".

وحثت السلطة الفلسطينية، المانحين على التراجع عن تعليقهم، داعية، السبت، إلى أقصى قدر من الدعم لهذه المنظمة الدولية وعدم وقف الدعم والمساعدة لها.