رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إمام التفكير.. مناقشة ساخنة لكتاب «زيارة جديدة لنصر حامد أبوزيد»

جانب من المناقشة
جانب من المناقشة

شهدت قاعة «فكر وإبداع» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، اليوم، ندوة لمناقشة كتاب «إمام التفكير.. زيارة جديدة لنصر حامد أبوزيد»، بحضور مؤلف الكتاب الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، وناقشه فى موضوع الكتاب كل من محمد سالم أبوعاصى، أستاذ تفسير وعلوم القرآن، العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، والكاتب محمد عبدالعزيز.

محمد الباز: رفض تقديم أى تنازلات حتى لحظته الأخيرة.. وكتابى عنه محاولة لرد الجميل

قال الدكتور محمد الباز إن دافعه لكتابة هذا الكتاب لم يكن الرغبة فى الانتصار لنصر حامد أبوزيد فقط، لكن الانتصار للحياة ولأفكار نرددها دون أن نطبقها، من قبيل حرية الفكر والاجتهاد ومناقشة الفكر والإبداع، لا أن تصل الأمور إلى درجة العداء والتحريض على القتل والتفريق بين المفكر الراحل وزوجته.

وأضاف «الباز» أن كتاب «إمام التفكير» يأتى بعد مرور ٣٠ عامًا على قضية التفريق بين المفكر الدكتور نصر أبوزيد وزوجته، و٨٠ عامًا على ذكرى ميلاده، مشيرًا إلى أن المشكلة الأساسية تتمثل فى أن الوعى العام يختصر «أبوزيد» فى فكرة مغلوطة تتمثل فى أنه عادى الإسلام، وهو تلخيص مجحف لواحد من أهم المفكرين الكبار.

وواصل: «أبوزيد اتبع نهجًا فكريًا فى تفسير القرآن الكريم، ذا صلة بسلسلة سابقة عليه من المفكرين، بدءًا من الإمام محمد عبده، والشيخ أمين الخولى، ومحمد أحمد خلف الله، وكل من دخلوا إلى هذه الدراسات طوردوا وحوصروا، إلا أن نصر أبوزيد أصر على موقفه حتى النهاية، رغم أنه كانت أمامه الفرصة للتراجع، لكنه لم يسلك هذا المسلك ورفض تقديم أى تنازلات فيما قدمه من فكر، وظل حتى اللحظة الأخيرة مؤمنًا بأن ما قدمه كان فى خدمة الإسلام وليس معاداته».

وأكمل: «أبوزيد كان مفكرًا حقيقيًا، وكانت الحرب عليه بلا رحمة، إذ خرجت خلافاته مع الجامعة إلى الرأى العام، وهوجم بضراوة، ولم تمنح له الفرصة لأن يدافع عن أفكاره، ومن ثم فقد كتبت هذا الكتاب اتباعًا لما اعتبرته وصيّة للمؤلف الراحل، إذ قال ذات مرة: «أتمنى أن أقابل كل مواطن مصرى على حدة وأشرح له حقيقة مواقفى وآرائى، لأنه مُنع من الظهور الإعلامى والدفاع عن نفسه، فأردت أن أكتب عنه وأوضح حقيقة مواقفه وأفكاره، فقد تعلمت التفكير منه، وهذا الكتاب محاولة لرد الجميل له».

محمد عبدالعزيز: أتمنى تحويله إلى عمل درامى

فى تعليقه خلال الندوة، رأى الكاتب محمد عبدالعزيز أن المؤلف لم يدّع وصلًا بالكاتب نصر أبوزيد، لكنه ظل حريصًا على معرفة: «لماذا قتلوه وهو حى، ولم يمنحوه فرصة للدفاع عن نفسه؟».

وأضاف «عبدالعزيز»: «الكتاب أراه عملًا دراميًا وليس مجرد كتاب به فكر ورؤى، فهو يأخذنا إلى مساحة إبداع أخرى، وهو فى حد ذاته عمل درامى، أرى من السهل جدًا تحويله إلى سيناريو». وأوضح أن المؤلف يروى فى صورة درامية علاقة المفكر الراحل بزوجته، وعلاقته بوالده ووالدته، ورقته فى التعامل مع المرأة، وصراعه مع جماعة «الإخوان» بعد ود قديم، وإصراره على رسم مستقبله رغم قدراته المالية المحدودة، وتسامحه مع كل خصومه.

محمد سالم أبوعاصى: قرأته فى ليلة لسهولة أسلوبه.. وغيّر آرائى عن المفكر الراحل

كشف الدكتور محمد سالم أبوعاصى، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، أنه استمتع بقراءة كتاب «إمام التفكير» فى ليلة واحدة، مضيفًا: «استمتعت بأسلوب مؤلف الكتاب السهل الجذاب المتسلسل المترابط».

وأضاف «أبوعاصى»: «الكتاب غيّر بعض آرائى عن المفكر الراحل نصر حامد أبوزيد، صحيح أننى قرأت أعمال أبوزيد، وكتبت كتابًا لنقده منذ ٣٠ عامًا، لكن كتاب (إمام التفكير) كان محفزًا لى لإعادة التفكير عن المفكر الراحل».

ورأى أستاذ التفسير بجامعة الأزهر أن إحدى أهم نقاط القوة لدى نصر أبوزيد هى شجاعته، فقد كانت لديه القوة فى طرح الآراء والدفاع عنها، على عكس رجال الدين، الذين «يطبخون» الأفكار للجمهور، ولا يمكنهم تحمل «هيجان» المجتمع حال طرح أفكار مغايرة، مضيفًا: «هناك أفكار كثيرة فى كتب التراث والحديث لا يمكن أن يتقبلها العقل، وتحتاج إلى الطرح والمناقشة».

واستعرض عددًا من القضايا التى ناقشها «أبوزيد»، من بينها مسألة خطورة التوحيد بين الفكر البشرى والنص المقدس، الذى يؤدى إلى «تقديس» بعض الآراء البشرية التى قد لا يتقبلها منطق، وهو ما عارضه بشدة فى كتاباته.

وتابع: «كما أنه اهتم بالتفرقة بين النص المقدس وحواشيه، وتحدث عن خطورة تقديس التراث والسلف، ودعا إلى مراعاة المصلحة وليس تقديس السلف، إلى جانب الابتعاد عن اليقين الفكرى الذى يفرض رأيًا واحدًا على المجتمع، وعدم إهدار البعد التاريخى للنصوص».

أما عن «مآخذه» على المفكر الراحل، فقال «أبوعاصى»: «لم يوضح أطروحاته، وأطلق كلامًا عامًا، فذهبت النفس كل مذهب، ومن بين ذلك قوله إن القرآن منتج ثقافى، وهو ما يساء تفسيره، فلم يوضح مراده منه، لذا كان من المفترض أن يوضح مقاصد أفكاره حتى لا يُساء تفسيرها».