رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آخرها دعم قرار محكمة العدل.. جهود مصر لحقن دماء الفلسطينيين تتواصل

جريدة الدستور

 تواصل الدولة المصرية جهودها على كل المستويات من أجل حماية الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى للشهر الرابع.

قرار محكمة العدل

رحبت مصر اليوم الجمعة بقرار محكمة العدل الدولية بشأن فرض إجراءات طارئة على إسرائيل في حربها على قطاع غزة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية "أكدت جمهورية مصر العربية على أنها كانت تتطلع لأن تطالب محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة مثلما قضت المحكمة في حالات مماثلة"، مشددة على ضرورة احترام وتنفيذ قراراتها.

ويوم الأربعاء، أكدت وزارة الخارجية أن هناك شروطًا تعجيزية تمنع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مشددة على أن جهود مصر متواصلة لوقف النار.

وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد أبوزيد إن غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية يمنع التوصل لأي اتفاق.

وأضاف أن سكان غزة يقتلون بسبب المناورات السياسية، مشيرًا إلى أن معبر رفح مفتوح "وإسرائيل هي من تعرقل دخول المساعدات".
تأتي تصريحات متحدث الخارجية، بعد تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، أن معبر رفح مفتوح طوال الوقت، لكن إجراءات إسرائيل للسماح بدخول المساعدات تعرقل العملية، مشددًا على أن مصر لا تشارك في حصار قطاع غزة.

جهود الوساطة مستمرة
وتواصل مصر جهود الوساطة من أجل التوصل مجددًا إلى تهدئة في قطاع غزة، الذي دخلت الهجمات الإسرائيلية عليه شهرها الرابع.


وتجرى مشاورات حاليًا بقيادة مصر وقطر وأمريكا لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتركز جهود الوساطة على إقرار هدنة لوقف إطلاق النار لمدة شهر في قطاع غزة.


وتأتى الوساطة المصرية استكمالًا لهدنة سابقة نجحت القاهرة فى الوصول إليها في أكتوبر 2023، وأعقبتها صفقة تبادل أسرى، بالتعاون مع قطر، كما بذلت مصر جهودًا سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة لمنع تفاقم الصراع. وتكللت هذه الجهود بنجاح بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ الجمعة 24 نوفمبر 2023، إلا أن إسرائيل اخترقتها فى 24 من نوفمبر 2023.

ثوابت القضية الفلسطينية

وعلى مدار الأشهر الماضية، تبنت مصر ثوابت تجاه القضية الفلسطينية، أعلنت عن ضمان حق الفلسطينيين المشروع فى إقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.


وأعلنت مصر عن رؤيتها التى تستهدف حلًا عادلًا وشاملًا يضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، رؤية أجهضت من خلالها المخططات الغربية التي تنحاز لإسرائيل وتستهدف استبعاد غزة من سيناريو حل الدولتين وتخطط لاستبعاد فصائل فلسطينية معينة من المشهد وإقصائها.


وتأتى الوساطة أيضًا فى وقت يواصل الاحتلال عدوانه المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، بشن عشرات الغارات الجوية والقصف برًا وبحرًا، مخلفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال هناك آلاف الشهداء والجرحى تحت الأنقاض وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، فضلًا عن تدمير مساحات واسعة من القطاع وتشريد 90% من سكانه.

 

جهود مصر الدبلوماسية
تمثلت جهود الدولة المصرية، في اتجاهات عدة كان أهمها من الناحية الدبلوماسية، إجراء اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية والإقليمية، بهدف إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ووقف العدوان على قطاع غزة، كما نجحت مصر في انتزاع مواقف دولية داعمة للقضية الفلسطينية، ومنها التأكيد على أهمية وقف العدوان على أهل غزة، وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، لإقرار حل الدولتين.


يأتي ذلك إلى جانب عقد قمة القاهرة للسلام، وهو مؤتمر دولي انعقد في الفترة من 21 إلى 22 أكتوبر 2023، دعا له الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وملك الأردن عبدالله الثاني، بالإضافة إلى ممثلين عن الدول العربية والإسلامية، والدول الغربية، والأمم المتحدة.


كان هدف قمة القاهرة للسلام، إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ووقف العدوان العسكري في قطاع غزة، وتحسين الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني، ودخول مزيد من المساعدات لأهالي القطاع.

 قمة القاهرة للسلام
وخرجت قمة القاهرة للسلام، بعدة نتائج وتوصيات منها التأكيد على أهمية وقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، والتعهد بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للشعب الفلسطيني المتضرر من العدوان الإسرائيلي.


كما نجحت الجهود المصرية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد، وذلك بعد اتصالات وتحركات مكثفة جرت خلال الأسابيع الماضية من أجل خفض التصعيد وإدخال الجانب المصري للمساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة.


كما نجحت الجهود المصرية من تحقيق نجاح كبير من خلال التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، مع إعلان هدنة إنسانية تمتد لأربعة أيام، والتي قد تجدد فيما بعد، وذلك بعد سلسلة من الاتصالات والجهود الدءوبة، حيث تهدف هذه الجهود إلى تخفيف حدة التصعيد في المنطقة، وتمكين دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية الضرورية بشكل فوري إلى سكان قطاع غزة.

المساعدات الإنسانية
قدمت مصر مساعدات إنسانية عاجلة للشعب الفلسطيني المتضرر من العدوان، وذلك من خلال إدخال قوافل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وعلاج الجرحى والمصابين في المستشفيات المصرية.


وجاء من ضمن هذه الجهود، إدخال مصر 106 قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك ألف طن من المواد الغذائية واللحوم، و40 ألف بطانية، وأكثر من 50 ألف قطعة ملابس، وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية.


كما نظمت مصر قافلة طبية مصرية إلى قطاع غزة، ضمت 100 طبيب وممرض مصري، وذلك لعلاج الجرحى والمصابين في العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى تخصيص مطار العريش الدولي لاستقبال المساعدات الإنسانية من الدول لإدخالها إلى قطاع عزة.