رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتنياهو الغاضب اليائس يواجه أسوأ كوابيسه.. تفوق جانتس ورفض محلي ودولي لاستمراره

نتنياهو
نتنياهو

بدأت علامات الغضب والتوتر تعلو وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يظهر بشكل علني أمام العالم، ففي أخر ظهور له في 18 يناير كانت علامات الغضب واضحة للغاية، في ظل تصاعد الغضب المحلي والدولي ضده، فهو يقود حرب في غزة ومعركة أخرى مع المجتمع الدولي، بما في في ذلك الدول الغربية والعربية، التي تعد خطة شاملة لإنهاء الحرب على أساس أفق طويل الأجل لإقامة دولة فلسطينية وحل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. 

 

نتنياهو بدا يائسًا منذ طوفان الاقصى 


وبحسب مجلة "تايم" الأمريكية، فقد بدا نتنياهو يائسًا تقريبًا،  وبغض النظر عما حدث على الأرض منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، فإن الرأي العام الإسرائيلي لم يظهر حتى الآن أي مؤشر على مسامحته، فقد كانت كافة استطلاعات الرأي سيئة للغاية بالنسبة له.


وتابعت المجلة، أنه قبل 7 أكتوبرن كان الإسرائيليون غاضبين من الحكومة اليمينية القومية المتطرفة (التي تم انتخابها قبل عام واحد فقط)، بسبب خططها الرامية إلى سحق استقلال القضاء الإسرائيلي، ومع المظاهرات الأسبوعية الضخمة طيلة العام، والإضرابات والاضطرابات العامة واسعة النطاق، أظهرت استطلاعات الرأي تلو الأخرى أن الحكومة فقدت أغلبيتها البرلمانية، وبحلول سبتمبر، كان ائتلاف نتنياهو يحصل بانتظام على 52-54 مقعدا فقط في استطلاعات الرأي، مقارنة بـ 64 مقعدا في انتخابات أواخر عام 2022 (من أصل 120 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي).


وأضافت أنه بعد 7 أكتوبر انهارات معدلات تأييد نتنياهو وائتلافه المتطرف، وحصل على على متوسط 40 مقعدا، بما في ذلك استطلاع التتبع المنتظم لصحيفة معاريف الذي نشر في 19 يناير، والذي أجراه منظم استطلاعات الرأي مناحيم لازار، وفي هذا الاستطلاع، حصل الائتلاف الأصلي على 44 مقعدا، بينما حصل حزب الليكود، حزب نتنياهو، على 16 مقعدا فقط، أي نصف الـ 32 مقعدا التي فاز بها في الانتخابات الأخيرة. إنه الأسبوع الثاني على التوالي الذي يسجل فيه الليكود نتائج منخفضة للغاية، لكن جميع الاستطلاعات تظهر أن الحزب يحصل على 17-20 مقعدًا فقط.


وأشارت المجلة إلى أن الشعب الإسرائيلي غاضب من نتنياهو نفسه وليس حزبه فقط، وبدا بيني جانتس الوزير بلا حقيبة في حكومة الحرب في تصدر استطلاعات الرأي، حيث اختاره 41% من الناخبين في آخر استطلاع أجرته صحيفة معاريف، بينما حصل نتنياهو على أقل نسبة تأييد بـ 25%، وارتفع تأييد جانتس ليتجاوز 50%، ويرجع السبب الرئيسي في انهيار شعبيته هو إدراك الشعب الإسرائيلي أن إطالة نتنياهو لأمد الحرب يرجع بشكل أساسي إلى إلى رغبته في حماية مسيرته السياسية ومنصبه.


وفي نتيجة مذهلة، وجد معهد آجام أن نسبة الأشخاص الذين يحملون نتنياهو المسؤولية الوحيدة عن كارثة 7 أكتوبر تضاعفت بالفعل، من 17 إلى 35% بين اليهود الإسرائيليين. وإلى جانب أولئك الذين يحملونه المسؤولية إلى حد كبير، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباعهم يعتبرونه المذنب في إخفاقات إسرائيل في ذلك اليوم.


وأكدت المجلة، أن ترجمة الاستطلاعات على أرض الواقع، تكشف أن نتنياهو سيترك منصبه في أقرب وقت، ولكنه بمجرد أن يشعر بأن ثمة خطر يهدد منصبه أو مسيرته السياسية، فإنه يتطرق إلى نفس المواضيع التي تتعرض فيها إسرائيل لتهديد وجودي؛ سيتم إبادة إسرائيل إذا نجح المعارضون في تحقيق ما يريدون (سواء المنافسين السياسيين في الانتخابات، أو الرئيس الأمريكي الذي يسعى إلى حل الدولتين)؛ وموضوعه المفضل؛ أنه وحده يستطيع منع الدمار المؤكد، ولكن هذه المرة لا يمكنه إنكار أن طوفان الأقصى حدث في عهده، والعواقب المدمرة للحرب تحدث اليوم في عهده، ويشعر الشعب الإسرائيلي اليوم أن نتنياهو ليس الرجل المناسب، وبالرغم من ذلك فإن الانتخابات لا تلوح في الأفق.