رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنشاء مصر محطة الضبعة النووية استقراءً مبكرًا لأزمة الطاقة

محطة الضبعة النووية
محطة الضبعة النووية

تأتي رؤية مصر بالدخول لعالم الطاقة النووية السلمية ومشاركتها روسيا بهذا العالم من خلال إنشاء محطة الضبعة النووية إيمانًا منها بأهمية هذه الطاقة في ظل أزمة الطاقة العالمية، وهو ما يؤكد صحة رؤيتها واستراتيجيتها بشأن الطاقة وتنويع مصادرها، وقدرتها على استقراء مستقبل الطاقة في العالم، بما يعزز مكانتها عالميًا ونفوذها الإقليمي والدولي.

وتلعب روسيا دورًا حيويا ليس فقط في سوق الغاز العالمية، ولكنها تؤثر أيضًا في سوق الطاقة النووية، بل يمكننا القول إنها اللاعب الرئيسي في تلك الصناعة الاستراتيجية، وهو ما توضحه الأرقام.

إذ يبلغ حجم الطلبات الخارجية لدي ذراع موسكو القوية روس أتوم الروسية حوالي أكثر من 140 مليار دولار بين عامي 2010 و2021، ويمكن القول إن صناعة الطاقة النووية العالمية وأسواقها تقع في قبضة موسكو.

وقد اهتم العالم في الفترة الأخيرة بالطاقة النووية، ما تسبب في التوسع أكثر في هذا المجال وذلك وسط تزايد قوة وتأثير شركات المفاعلات النووية المتقدمة، بالإضافة إلى تزايد الإعلانات عن بناء محطات نووية جديدة، إذ توقعت وكالة الطاقة الدولية أن الاستثمار في الطاقة النظيفة- بما في ذلك المشاريع النووية الجديدة سيزداد بمقدار تريليوني دولار سنويا بحلول عام 2030.

دوافع الاتجاه إلى الطاقة النووية 

يُذكر أن هناك العديد من الدوافع التي شجعت دول العالم على إعادة التفكير في ضرورة التوجه نحو التوسع في استخدام الوقود النووي على حساب الوقود الأحفوري، والتي من أبرزها أنه من المتوقع أن تزداد حدة أزمة الطاقة العالمية خلال السنوات القادمة.

كما أنه من المرجح أن يتجاوز سعر خام برنت 100 دولار للبرميل الواحد وربما يصل إلى 110-115 دولارًا، وسيرافق ذلك ارتفاعات موازية في أسعار الغاز الطبيعي والغاز المسال والفحم والكهرباء، وسط استمرار حالة عدم اليقين في أسواق النفط والغاز الطبيعي، خاصة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي واليابان والصين وكوريا الجنوبية، بالإضافة.

أما عن إجمالي سعة الطاقة النووية المركبة علي مستوى العالم فبلغ ما يقرب من حوالي 400 جيجاوات، وذلك في عام 2021، لتمثل نحو حوالي 10% من قدرة توليد الكهرباء في العالم. وذلك مع توقعات استقرار السعة في العامين المقبلين.

ووفقًا لإحصائيات عام 2022 بلغت أعداد المفاعلات النووية في العالم نحو حوالي 439 مفاعلًا في أكثر من 32 دولة بطاقة إجمالية تزيد على حوالي 390 جيجاوات، حيث يوجد حاليا أكثر من 52 مفاعلا قيد الإنشاء في حوالي 19 دولة على مستوى العالم، ومن المرجح أن تشهد سعة الطاقة النووية المركبة إضافة حوالي أكثر من 54 جيجاوات، بمجرد اكتمال البنية التحتية لهذه المفاعلات الجديدة.

 وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية ترتيب الدول الأكثر إنتاجا للطاقة النووية بحوالي 790 جيجاوات/ ساعة بعدد مفاعلات 96 مفاعلا وبنسبة حوالي %30.9% من إجمالي الإنتاج العالمي وقد اعتمدت في توليد أكثر من 50% من الكهرباء النظيفة على الطاقة النووية، وذلك حسب المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية- 23 يناير 2024