رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المعرفة والسلطة في التراث الإسلامي" في معرض الكتاب 2024

المعرفة والسلطة
المعرفة والسلطة

صدر حديثا عن المركز العربي للدراسات والأبحاث كتاب “النعرفة والسلطة في التراث الإسلامي” ليشارك في معرض القاهرة للكتاب 2024 في نسخته الـ 55 المقرر إقامته في الفترة من 24 يناير وحتى 6 فبراير المقبل.

يدور الكتاب بكامله حول الحركة الإسماعيلية، من بداياتها القرمطية حتى تجلّياتها المُعاصرة في الآغاخانية التي هي امتداد للنزارية فرع قاسم شاه.

وهذه الحركة الشيعية بقيت متّقدة منذ العصر الأموي حتى يومنا هذا. أثناء ذلك نجحت في الانتشار، بل والغلبة السياسية، والحُكم في المغرب ومصر وسوريا والعراق واليمن وإيران.

كما امتلكت، منذ البداية وعلى طول انتشارها، عمارة نظرية بالغة التفصيل والتماثل والتجدّد، قبالة كلّ مرحلة، والانفتاح على ثقافات العصر ومذاهبه.

الإسماعيلية منذ دعوتها الأُولى ومهما انعطفت بعد ذلك وتعدّدت، فإنّها منذ البداية كانت تنصبّ وتؤسّس جهازًا نظريًا مقابل السلطة، وعلى السلطة. لذا نجد أنّ تاريخها الفعلي هو هذه المزاوجة المستديمة بين البناء النظري والممارسة التاريخية. الدعوة المرتكزة إلى الإمام كانت، من أوائلها، تصنع يوتوبياتها السياسية بقدر متزايد من الهندسة النظرية، والإعلاء، والمقابلة بين الروحاني والأرضي، وجمعهما في نظام كوني ورؤية جامعة.

كتابُ "نجدي" يتقصّى ذلك، ويعرض له في مختلف محاوره وأركانه. إنّه على هذا النحو، ذلك المزيج من التاريخ الفعلي والإشراقات الفكرية التي تزاوج الممارسة والظرف السياسيَّين.

الكتاب يتوقّف عند لحظات هذه المزاوجة، وعناوينها الكبرى، التاريخ من البدايات القرمطية حتى الدولة في المغرب ومصر وامتداداتها في سوريا واليمن والعراق وإيران، وطبيعة هذه الدولة في كلّ من مراحلها. ذلك يعني أنّ الكتاب، في صفحاته التي تزيد عن الأربعمائة، وفي عمله على النظام الإسماعيلي في بنائه المفهومي وتراتباته، وما يقابل ذلك من تأويل، وما يتزامن معه من أحداث، إنّما هو نوع من تاريخ مختصر، ومتكامل، للحركة الإسماعيلية.

هناك أيضًا الحدود وممثولاتها بين الملائكة وبين العقول، هناك الحدود العُلوية الخمسة والحدود السفلية الخمسة. هناك أيضًا مراتب الإمامة، الإمام المستقرّ والإمام المستودع كالحسن الذي بلغته الإمامة عن طريق الأخوة لا عن طريق البنوة كما هي القاعدة. يلي الإمام الحجّة أو الباب الذي يقابل العقل الرابع، الحجّة الذي يقابل العقل الخامس، فداعي الدعاة، فداعي البلاغ، فداعي المطلق، فداعي المأذون، فداعي المحصور، فالمكاسر، فالمكالب، فالمستجيب.