رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: القصف المتبادل بين إيران وباكستان مرتبط بصراعات المنطقة وغير مرشح للتصعيد

إيران وباكستان
إيران وباكستان

قال خبراء فى الملفين الإيرانى والباكستانى ومحللون إن موجة التصعيد الأخيرة بين إيران وباكستان وتبادل القصف الجوى لأهداف داخل البلدين ليست مرشحة للتصعيد، وإن العلاقات الثنائية التى تتسم بالتآلف والإخاء قادرة على احتواء الأزمة ومنع الانزلاق إلى حرب شاملة. 

وأوضح الكاتب الصحفى الباكستانى أحمد قرشى، أن القصف الجوى المتبادل مرتبط بشكل مباشر بالوضع فى الشرق الأوسط، بعد أن زعم الحرس الثورى الإيرانى أنه هاجم أهدافًا مرتبطة بإسرائيل فى باكستان.

وتابع: «يبدو أن الحرس الثورى أخطأ فى حساباته ولم يتوقع أن تتجاوز باكستان ردود الأفعال الخطابية مثل العراق وسوريا»، مشيرًا إلى أن التصرف الإيرانى ينتهك ميثاق الأمم المتحدة وأن الانتهاكات الإيرانية للسيادة الباكستانية والعراقية والسورية أدت إلى زيادة زعزعة استقرار المنطقة.

وأوضح الكاتب الباكستانى أن الرد العسكرى الباكستانى يظهر أن الخيارات السياسية والدبلوماسية قد فشلت وانهارت وأن إيران تتحمل المسئولية عن ذلك. واستطرد: «لم يُظهر الباكستانيون أى ثقة فى المحاولات الدبلوماسية الإيرانية لوقف ما يحدث مثل محاولة وزير الخارجية الإيرانى عبداللهيان احتواء الموقف باتصال مع وزير الخارجية الباكستانى جيلانى».

وتابع: «أعرب الجانبان الباكستانى والإيرانى عن الرغبة فى إجراء محادثات فى نهاية المطاف، ولكن فى الوقت الحالى، لا يزال الجيش الباكستانى فى حالة تأهب قصوى لاستباق أى رد إيرانى محتمل، واستدعت طهران القائم بالأعمال الباكستانى لشرح الضربات الباكستانية».

وعن الوساطة بين البلدين لاحتواء التوتر، قال «قرشى» إن الصين على علاقات جيدة مع كل من إيران وباكستان، ولكن ليس هناك ما يشير حتى الآن إلى أن طهران وإسلام آباد سعتا إلى الوساطة الصينية، رغم أن الصين عرضت ذلك، موضحًا: «يمكننا أن نتوقع اتصالات صينية رغم أنه لا يوجد شىء يجرى فى هذه اللحظة».

من جهته، قال السياسى والإعلامى الإيرانى محمد غروى، إن الأزمة بين إيران وباكستان أُعطيت أكثر من حجمها فى الإعلام الدولى وكأن هناك قصدًا من وراء ذلك للإيهام بأن هناك علاقات متوترة فيما بين إيران ودول الجوار التى تحيط بها، ولكن الحقيقة خلاف ذلك.

وأوضح، لـ«الدستور»، أن الحكومة الباكستانية أكدت من قبل أن العلاقات بين إيران وباكستان هى علاقة أخوية وتأخذ مناحى إيجابية كل يوم وأن الأزمة الأخيرة يمكن احتواؤها. وتابع: «باكستان لا تريد احتواء المجموعات الإرهابية المعادية لإيران، ولا إيران ترضى أن يتم استهداف الأمن القومى الباكستانى من على أراضيها، ولكن جرى تبادل للقصف على المجموعات الإرهابية التى تمس بالأمن القومى للبلدين».

وأوضح الإعلامى الإيرانى أن الأزمة لم تتطور إلى الحد الذى يتطلب تدخل أطراف دولية للوساطة بين البلدين.

وقال: «بإمكان البلدين حل أى مشكلة حدودية طارئة وهذا يحدث فى كثير من دول العالم، وبإمكان الدبلوماسية احتواء الموقف». 

وأكد السياسى الإيرانى أن الصراع ليس حادًا وليس مرشحًا للتحول إلى صراع مسلح بين البلدين.

وكانت وزارة الخارجية الباكستانية أعلنت عن أن الجيش الباكستانى شن سلسلة هجمات على مواقع لجماعات إرهابية فى إقليمى سيستان وبلوشستان فى إيران.

يأتى ذلك الهجوم بعد هجوم إيرانى على باكستان، الثلاثاء، أسفر عن مقتل طفلين حسب إسلام آباد.

وأوضحت الخارجية الباكستانية، فى بيان أمس، أن الضربات كانت دفاعًا عن أمن باكستان ومصلحتها الوطنية، معلنة عن مواصلة اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة وأمن الشعب الباكستانى.

وأكدت احترام باكستان التام سيادة إيران ووحدة أراضيها، مضيفة: «سنواصل مساعينا لإيجاد حلول مشتركة مع إيران ضد الإرهابيين».

وأكدت الخارجية الباكستانية، مقتل عدد من الإرهابيين فى العملية التى نفذها الجيش الباكستانى بإيران استنادًا إلى معلومات استخباراتية.

فيما قال الجيش الباكستانى إنه من الحكمة اتباع الحوار والتعاون لحل القضايا الثنائية مع إيران، مؤكدًا تنفيذ ضربات دقيقة فى إيران باستخدام طائرات دون طيار هجومية وصواريخ وذخائر وأسلحة.

من جهتها، قالت إيران إن ثلاث نساء وأربعة أطفال، جميعهم من الرعايا الأجانب، قُتلوا فى انفجار واحد خلال ضربة الخميس.

وذكرت طهران أن عدة صواريخ أصابت قرية حدودية فى إقليم سيستان وبلوشستان، وقالت الحكومة الإيرانية إن الهجوم الصاروخى والطائرات المسيرة استهدف جماعة جيش العدل فى باكستان.