رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وشهد شاهدٌ من أهل الفكر والتفكير

لقد كان توجه دولة 30 يونيو لإنشاء شركة عملاقة لتقديم الخدمات الإعلامية بحجم الشركة المتحدة أمرًا هامًا، وكان إنجاز وجودها والشروع فى بداية العمل فى زمن قياسى وبخطط إصلاح وتطوير رائعة لمنظومة الإعلام على النحو الذى تابعناه فى الفترة الأخيرة، ما أسعد جموع الجماهير المتلقية لخدماتها الوطنية المتنوعة فى الشكل والمحتوى والأهداف.
لقد شرعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، منذ اليوم الأول للتخطيط، فى سد الثغرات التى يعانى منها المواطن القارئ والمستمع والمشاهد المتلقى للخدمات الإعلامية، فقد قامت الشركة بجهود رائعة فى تقديم دراما جديدة متميزة واحترافية مهنية وطنية ومتنوعة الأغراض، وتخصيص أول قناة إخبارية هامة ومُشرفة «القاهرة الإخبارية» بعد أن كنا نعانى ونعيش حالة حرمان من عدم وجود مقدمى برامج سياسية واقتصادية بشكل حرفى وغياب وجود مراسلين لمتابعة الأحداث الساخنة فى مواقعها، وفى هذا الصدد نأمل وجود قناة إخبارية ناطقة بالإنجليزية لنخاطب غيرنا فى كل الدنيا، ثم كان تخصيص قناة الوثائقية الهامة والبديعة التى نتابعها جميعًا بشغف وفخر وتقدير لمنتجها المتميز.. والمجال لا يتسع لسرد منجزات «المتحدة» ونأمل المزيد لمقاومة بقايا حالة الترهل وغياب الإبداع فى إدارات المنظومة القديمة، والتى أساءت لأجهزة إعلامية رائدة فى الستينيات والسبعينيات، وساهم رموزها فى وجود وتشغيل العديد من المؤسسات الإعلامية فى منطقتنا العربية.
من بين المتع الخاصة التى كنت أحرص على متابعتها- كلما أتيحت الفرصة- التفتيش عبر محركات البحث الإلكترونية على منصات مشاهدة وقنوات «يوتيوب» وقناة «ماسبيرو زمان» الرائعة لمشاهدة اللقاءات التليفزيونية مع رموزنا الفكرية والأدبية والعلمية والإعلامية قبل تلوين الصورة التليفزيونية، بعد أن غابت مثل تلك المواد، حتى كانت مفاجأة الإعلان عن برنامج «الشاهد» وبداية بث حلقاته، وأراه أحد أهم برامج الشركة وقناة «إكسترا نيوز» التى يقدمها الإعلامى الأكاديمى المثقف والمحترف والكاتب الصحفى د. محمد الباز، لقد التقى البرنامج نخبة رائعة من أهل الفكر والثقافة والعلم والاقتصاد، لنشاهد ونستمتع بخلاصة فكرهم ورؤاهم وشهادتهم على واقع فى احتياج لمن يعيد قراءة أبعاد تفاصيله من جانب رموزنا، وأن نرى بعيونهم ملامح مستقبل مأمول بإذن الله، وليسمح لى قارئ «الدستور» العزيز أن أشير لبعض ما أفادنا به ضيوف «الشاهد».
لقد أكدت الكاتبة والروائية والناقدة سلوى بكر على أن مسارح الدولة تحتاج لأشياء كثيرة ولا بد أن تُدار من جانب فنانين ومبدعين شباب وليس موظفين، لأن جمهور المسرح الحالى هم الشباب، وأضافت أنه قديمًا كان يوجد مسرح مخصص للدراما اليونانية ومسرح الطليعة مخصص للمسرح العالمي، وأول مرة شاهدت فيها سناء يونس كانت فى مسرحية لبيتر فايس، مشيرة إلى أن المسرح القومى كان يقدم كلاسيكيات المسرح العربى والعالمى وكان يدير هذه المسارح مثقفون.
أما الناقد الدكتور يسرى عبدالله، فقد أكد فى حديثه لبرنامج «الشاهد» على أن الشخصية المصرية هى خليط بين مجموعة من الثقافات الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، ويجب تصديرها كهُوية متعددة وليست هُوية أحادية، لافتًا إلى أن الجماعات المتطرفة هى التى حاولت تصدير ثقافتها وطمس بقية الثقافات المصرية ، وحول ما يزعجه فى الشخصية المصرية قال: «السؤال يعيدنى إلى فكرة التراكم الحضارى المصرى، والحضارة المصرية أهم مميزاتها أنها متعددة الجذور والهويات، نحن لسنا هوية أحادية، والجين الحضارى المصرى هو من نجح فى عامى ٢٠١٢ و٢٠١٣ فى مواجهة البرابرة وعصابات التطرف ممثلة فى الإخوان...».
وعن حكومة مصطفى مدبولى، أشار الكاتب الصحفى سليمان جودة، فى حلقته، إلى أنها لم تعمل على التعليم كما يجب، فالتعليم حتى الآن ليس أولوية لديها على مدار السنوات، مؤكدًا أن كل الدول التى صنعت لنفسها مكانة بدأت من التعليم وانتهت إليه لأنه رقم 1 ورقم 10، لأنه الأداة التى تحقق نهضة الإنسان فإن لم يكن الإنسان مهيئًا فمن سيعمل؟.. وتابع أنه كان يجب أن تعمل حكومة «مدبولى» على محور التعليم كأفضل مما حدث، ولكنه لم يكن محل الاهتمام الذى يُرضى طموح المصريين وطموح البلد الذى يستحق أن يكون أفضل ما يكون.
وفى شهادته لبرنامج «الشاهد»، أشار الكاتب الصحفى نبيل عمر إلى أن الشخصية المصرية عندما تشعر بأنها مقدرة وبأنه يتم التعامل بعدالة مع كل الناس بلا استثناء، فإن العملاق بداخلها يتحول إلى صانع للمعجزات.
وأضاف «عمر» إلى أن: «الدين جزء من الشخصية المصرية من زمان لأننا شعب متدين ومرتبط بالدين ومن أول ناس الذين تكلمنا عن البرزخ»، مشيرًا إلى أنه «من الخطأ عندما تكون متدينًا ومحافظًا ألا تستمع للحضارة الحديثة، لأن هذا من ضمن المفاهيم الخاطئة».
أما الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع السياسي، فقد أكدت فى شهادتها على أن من يحاولون ضرب الشخصية المصرية كانوا يضربون لحظة توهجها، مضيفة، خلال حوارها ببرنامج «الشاهد»، أن هذا التوهج كانت له إرهاصات بمشروع خطاب باشا، وهو رجل لديه أرض زراعية عظيمة، وقبل الخمسينيات قدم مشروع «خطاب»، واقترح خلاله أن تقتصر ملكية الأراضى على 500 فدان ويتم بيع الباقي.
وأكدت أن الهدف من هذا المشروع حتى تتفتت الأراضى التى لا تجد من يزرعها وعندما تتفتت الملكية يسمح للاقتصاد أن ينهض، مشيرة إلى أنه تم مسكه وتهديده واتهامه بأنه شيوعي، وأنه يريد القضاء على الاقتصاد المصرى.