رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد العيوطى: إنتاج الدواجن يكفى السوق.. وأزمة الأعلاف فى العملة الصعبة

الدواجن
الدواجن

قال الدكتور خالد العيوطى، عضو اتحاد منتجى الدواجن، إن هناك توازنًا بين العرض والطلب حاليًا فى قطاع الدواجن، والإنتاج يكفى احتياجات السوق، لكن فى حال زيادة الإنتاج سوف تحدث أزمة، نتيجة تراجع القوة الشرائية للمستهلك.

وأوضح «العيوطى»، فى حواره لـ«الدستور»: «لدينا مشكلة الآن فى تدبير العملة الصعبة، فمدخلات الإنتاج للدواجن بنسبة كبيرة من الخارج، خاصة الأعلاف.. أسعار الأعلاف العالمية لا توجد بها مشكلة الآن، لكن الأزمة حاليًا تتمثل فى توافر العملة الأجنبية».

 وأشار إلى أن استهلاك المواطن من اللحوم البيضاء تراجع بشكل كبير، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم وتراجع القوة الشرائية للفرد، إذ كان الفرد يستهلك ما يقرب من ١٥.٧ كيلو للفرد خلال عام ٢٠٢١ أى ما قبل الأزمة، وتراجع فى العام الذى يليه ليسجل ١٤.٣٠ كيلو للفرد فى ٢٠٢٢، بينما تراجع بشكل كبير خلال عام ٢٠٢٣ ليصل نصيب الفرد من اللحوم البيضاء إلى ١٢ كيلو فى السنة.

■ بداية.. ما الصعوبات التى تواجه قطاع الدواجن فى الفترة الحالية؟

- لدينا مشكلة الآن فى تدبير العملة، إذ إن مدخلات الإنتاج للدواجن تأتى من الخارج بنسبة كبيرة، خاصة الأعلاف.

أزمة الأعلاف تتمثل فى توفير العملة الصعبة اللازمة للاستيراد، على الرغم من أن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة لحل هذه المشكلة. فى نفس الوقت، توجد لدينا أنواع كثيرة من الذرة متوافرة فى الأسواق؛ إيطالى وتركى وبرازيلى وأرجنتينى، إضافة إلى الذرة المحلى، والإنتاج المحلى يغطى السوق بكميات بسيطة لا تتخطى من ٥٪- ١٠٪، لكن هناك تصاعد فى الإنتاج المحلى، وبشكل عام لا توجد مشكلة فى الذرة فى مصر فى الوقت الحالى، وبشكل عام لا توجد لدينا مشكلة فى الأعلاف، ولكن الأزمة الراهنة هى تدبير العملة الأجنبية.

■ ما مستجدات قضية مناقصات الذرة الصفراء؟

- كانت هناك مناقصات مستمرة للذرة الصفراء، وللأعلاف بشكل عام، والإفراج عن الأعلاف ما زال مستمرًا من جانب وزارة الزراعة، والأمر مرتبط بمدى تدبير العملة الصعبة، والتى تسعى الحكومة جاهدة لتوفيرها لجميع القطاعات، فمعظم القطاعات متأثر بالأمر، خاصة القطاعات التى تعتمد على الاستيراد.

■ هل كمية الأعلاف الموجودة فى السوق كافية حاليًا؟

- نعم.. الأعلاف متوافرة الآن وبكميات كافية، لكن المشكلة فى الأسعار؛ فقبل الزيادة كان سعر طن العلف ٧ آلاف ونصف، وبعد الزيادة بلغ سعر الطن نحو ٢٥ ألف جنيه، بزيادة نحو ٢٠٠٪ فى الطن الواحد، بالتالى ارتفاع الأسعار هو تصاعد طبيعى نتيجة زيادة أسعار العلف عالميًا، وتحرير سعر الصرف.

■ ما مدى ملاءمة سعر المنتج النهائى للمستهلك والمنتج؟

- المستهدف بالنسبة للمنتج هو توفير منتج جيد طوال السنة، وهو ما يعنى أنه فى حالة وجود مشكلة فى السوق سيدفع من جيبه الشخصى لتعويض زيادات الأسعار.

الكثير من المربين يتعاملون بـ«الآجل»، حتى وإن قلت نسبته الآن، خاصة فى حالة وجود مخزون من التحصينات والأدوية، التى زادت تكلفتها بنحو ٤ أضعاف، فبعد أن كان سعر الأدوية والتحصينات نحو ٣ جنيهات قد يصل السعر إلى ١٢ جنيهًا، وهذا السعر سيستمر فى الصعود وفق تحرك سعر العملة.

معظم شركات الأدوية يعتمد على السوق الموازية فى تدبير العملة، وهنا تكون مشكلة، إذ إن أسعار العملة فى السوق الموازية مرتفعة جدًا، الأمر الذى ينعكس على المنتج النهائى.

■ كيف أديرت أزمة الأعلاف خلال ٢٠٢٢؟

- فى عام ٢٠٢١، حققنا أكبر إنتاج، وهو مليونان و٢٤٥ طن دواجن، واستوعبت السوق هذا الرقم لأن أسعار العملة كانت مقبولة، وبدأت الأزمة تظهر فى عام ٢٠٢٢، مع زيادة سعر العملة الأجنبية، وارتفاع أسعار الخامات والدواجن، فتقلص الإنتاج إلى مليونين و٨٥ طنًا من الدواجن، فالإنتاج قل نحو ٧٪ فى ٢٠٢٢، وفى عام ٢٠٢٣ أصبح الإنتاج مليونًا و٤٦٠ طنًا، أى تراجع إنتاج الدواجن بنسبة ٣٠٪ خلال عام ٢٠٢٣.

■ كيف تغير معدل استهلاك الفرد من الدواجن منذ بداية الأزمة حتى الآن؟

- تراجع استهلاك الفرد من الدواجن بشكل كبير دون شك، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم وتراجع القوة الشرائية للفرد، إذ كان الفرد يستهلك ما يقرب عن ١٥.٧ كيلو خلال عام ٢٠٢١ أى ما قبل الأزمة، وتراجع فى العام الذى يليه ليسجل ١٤.٣٠ كيلو للفرد فى ٢٠٢٢، بينما تراجع بشكل كبير خلال عام ٢٠٢٣ ليصل نصيب الفرد من اللحوم البيضاء إلى ١٢ كيلو فى السنة.

■ هل هناك توازن فى السوق حاليًا بين العرض والطلب؟

- تراجع القوة الشرائية للمواطنين أثمر ضبط أسعار الدواجن، فهذا التقلص ساعد فى أن يكون الإنتاج مناسبًا لحجم السوق، وبدأت أحوال مُربى التسمين تستقر، كما ثبت سعر الكتكوت فى ٢٠٢٣، خاصة فى آخر ٤ أشهر فى السنة، وبدأ المربون فى تحقيق مكاسب مرة أخرى، وبدء دورات إنتاج جديدة.

■ ما أسباب تراجع إنتاج الدواجن؟

- تقلص حجم الإنتاج جدًا خلال عام ٢٠٢٢، وذلك نتيجة خروج عدد كبير من المربين من المنظومة، ففى قطاع الأمهات البياض خرج نحو ٧٪‎ من المربين، ونفس النسبة خرجت من قطاع التسمين، وفى ٢٠٢٣ وصلت النسبة إلى ٣٠٪.

وفى الوقت الحالى هناك توازن فى قطاع الدواجن بين العرض والطلب، خاصة مع تراجع القوة الشرائية للمستهلك، وفى حالة زيادة الإنتاج سوف يكون لها مردود بالسلب على سوق الدواجن، خاصة مع تراجع القوة الشرائية للمواطن المصرى.

■ ما مستجدات قضية سعر الكتكوت؟

- هناك مشكلة فى سعر الكتكوت، إذ ارتفع بشكل كبير خلال الفترة الماضية، والسبب هو تقلص سوق الأمهات، فخلال الفترة من ٢٠٢١ حتى ٢٠٢٣ تقلصت أعداد الأمهات بنحو يصل إلى ٤٠٪، وهو ما أدى بدوره إلى تراجع الإنتاج. 

كما أنه فى نهاية ٢٠٢٢ وأوائل ٢٠٢٣، البعض كان يتخلص من الجدود، وكان يتم تصديرها إلى المملكة العربية السعودية، الأمر الذى أثر على السوق المصرية بشكل كبير، خاصة خلال الفترة الحالية، إذ ترتفع أسعار الكتكوت بشكل ملحوظ.

■ هل تصدر مصر الكتاكيت؟

- بعض الشركات من الممكن أن يصدر البيض المخصب بنسب بسيطة، مثل شركة الوطنية، ولا يجرى تصدير الكتكوت بعد الفقس لأنه لن يتحمل السفر مسافات طويلة، لذا يتولى المستورد تفريخ البيض. حاليًا، هناك طلب كبير على الكتاكيت، بعدما عاد مربو التسمين مرة أخرى للسوق، لكن ما زالت أعداد الكتاكيت المتاحة أقل من الطلب، لكن حجم إنتاج الدواجن مناسب للسوق وإذا زاد الإنتاج سيكون خطرًا على الكل.

فى حالة حدوث زيادة بسيطة ١٠٪- ١٥٪، قد يسهم ذلك فى ضبط السوق من خلال توفير الكتاكيت بأسعار أفضل من الموجودة حاليًا، فيقل سعر الكتكوت، وبالتالى يبدأ يزيد العرض على التسمين، ما يؤدى لضبط السعر لمربى التسمين.

■ هل صغار المربين يمثلون النسبة الأكبر فى قطاع الدواجن؟

- صغار المربين لا يمثلون ٧٥٪ من القطاع كما انتشر خلال الفترة الأخيرة، فهذه معلومة خاطئة، والنسبة الحقيقية ٦٠٪، وبدأ عدد كبير منهم فى العودة للعمل مرة أخرى، بعد توقف استمر منذ بداية الأزمة.

■ ما توقعاتك لمستقبل سوق الدواجن؟

- بالنسبة لتوقعاتى لسوق الدواجن خلال الفترة المقبلة، والاستعداد لشهر رمضان المبارك فى ظل ارتفاع الأسعار، أرى أن السوق معتمدة بشكل كبير على العرض والطلب، بالتالى ارتفاع الأسعار أمر طبيعى فى فترة المواسم نتيجة الإقبال على السلعة.

وأتوقع أن يكون الإنتاج غير كاف خلال شهر رمضان، وميزة المجازر أنها تستعد لمثل تلك المناسبات وأوقات الطلب العالى قبلها بشهرين أو أكثر، والإنتاج الفعلى نحو ١٧٠ ألف طن، ونحو ثُمن الإنتاج يخرج من المجازر والباقى يخرج من الأسواق الحية.

■ هل يجرى استنباط سلالات جديدة من الدواجن البياض؟

- إن صناعة الدواجن تعد صناعة محتكرة من جانب الشركات الكبيرة، وهى نحو ٥ أو ٦ شركات تحتكر قطاع الإنتاج التسمين الأبيض «الروس والكب والآى آر وأفيان والهابر والفاشنسى»، فسلالات التسمين الأبيض جميعها أجنبية مستوردة، وهى تعتمد على الحدود العليا التى تحتاج إلى تطوير وبحث علمى، وهى موجودة بالأساس فى الدول الأوروبية وأمريكا، وتحتكرها الشركات الكبرى.

■ ما مدى توافر الأمصال المطلوبة فى فصل الشتاء؟

- من المعروف أن الأمصال يكون عليها إقبال كبير خلال فصل الشتاء، والأمصال موجودة وبدأت تتوافر، لكن المشكلة فى ارتفاع الأسعار، ونعتمد بشكل كبير على البدائل المحلية مثل ميفاك وفاكسين فالى، واللقاحات الحية معظمها يستورد من الخارج واللقاحات الميتة موجودة محليًا.

■ كيف يمكن أن نطور قطاع الدواجن؟

- من خلال تحديث طرق التربية، وتفعيل الرقابة، ومراعاة المسافات البينية بين المزارع، وضبط طرق التخلص من الطيور النافقة.. الحديث عن أن صناعة الدواجن تجميعية معتمدة على مدخلات كثيرة مستوردة فيه ظلم وتقليل من قيمة المنتجين. وأرى أن الدواجن صناعة واعدة ومهمة، ومن الضرورى تأمين هذه الصناعة الاستراتيجية، فهى توفر أرخص بروتين حيوانى، وفى نفس الوقت فإن تكاليف المنتج المحلى قليلة جدًا بالنسبة للمنتج المستورد.