رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيده.. لما يجرى الذكور المسيحيين عملية الطهارة رغم إلغاء شريعة الختان؟

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الاثنين، بعيد الختان المجيد، وهو أحد أعياد الأقباط في شهر يناير ذات الموعد الثابت، بعكس عيد القيامة المجيد وأصوام أهل نينوى والكبير والرسل اللذان يأتيان في مواعيد مختلفة كل عام.

وقال الدكتور ريمون جميل، الطبيب المتخصص في الأطفال، وأمين عام التربية الكنسية، في تصريح خاص، إن الختان الذي تعرض له السيد المسيح هو نفسه الختان الذي يتعرض له الاطفال اليوم، ولكن الاول له صبغة دينية وما يحدث اليوم له صبغة طبية.

وأشار إلى أن الختان هو شريعة اعطاها الله لإبراهيم نبيه، كي يفرق بين الشعب الذي يتبعه وبقية الشعوب الاخرى التي تعبد الاصنام، لذا وبحكم ان المسيح جاء من نسل ابراهيم، فقد اتبع ذويه هذه الشريعة حيث قدماه الى الهيكل ليُختتن.

وتابع: “الختان هو قطع جزء من غرلة الذكر، وهو ما يحدث اليوم ولكنه ليس بشكل ديني كما كان يحدث في العهد القديم، لان الله استبدل قطع جزء من الجسد بقطع الشهوات من القلب، وبذلك تم الاستعاضة عن الختان بالمعمودية، وبناء عليه فغن اي مسيحي إن كان غير مختتن في البلاد الاوروبية، فهو مقبول في نظر الكنيسة”.

وواصل: أكبر دليل على ذلك هو قرار اول مجمع مسيحي وهو مجمع أورشليم الذي عُقد برئاسة القديس يعقوب بن حلفى عام 50م والذي أفاض بانه لا إجبار للداخلين الى المسيحية على اجراء شريعة الختان، بل يُكتفى بالامتناع عن الخطية والزنا والأكل، مما ذبح الى الأوثان وشرب الدماء وما شابه من الأفعال الشنيعة التي كان اعتاد عليها الوثنيين.

وقال أيضا إن الكنيسة لا تمانع اجراء عملية الطهارة للذكور، بالعكس تبارك الامر ولكنه لا يحدث بدافع ديني نهائيا، وإجراؤها ياتي لما فيه من فائدة للطفل الذكر، مع منع القانون المدني والشريعة الكنسية اجراء هذه العملية للإناث، مع مراعاة ان الله حينما طالب بها في العهد القديم اختص بها الذكور دون الاناث.

من جانبه قال القمص يوحنا نصيف راعي كنيسة شيكاغو في تصريح له إن من المهم أن نعرف أيضًا أنّ الختان في العهد القديم كان رمزًا للمعموديّة في العهد الجديد، وهذا ما شرحه بوضوح القديس بولس الرسول بالروح القدس في رسالته إلى أهل كولوسي: "وبه (بالمسيح) أيضًا خُتِنتم ختانًا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشريّة بختان المسيح. مدفونين معه في المعموديّة، التي فيها أُقِمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتًا في الخطايا، وغَلَفِ جسدكم، أحياكم معه مُسامحًا لكم بجميع الخطايا"فبالمعموديّة قد خلعنا عنّا غُلفة الخطايا ولبسنا برّ المسيح..!

إن كان الختان في العهد القديم هو دخول في عهد وشركة مع الله، وبدون الختان لا يمكن التمتّع بمزايا هذه الشركة.. هكذا في العهد الجديد بدون المعموديّة لا يمكن الدخول لبقيّة الأسرار، والتمتُّع بشركة الروح القدس.. فنرى مثلاً أنّه في أحداث خروف الفصح كانت وصيّة الله: "كل عبد رجل مبتاع بفضّة تختنه ثم يأكل منه... أمّا كل أغلف فلا يأكل منه" هكذا لا يمكن لمَن لم يدخل في عهدٍ مع الله بالمعموديّة أن يتقدّم للتناول من الأسرار المقدّسة التي هي خروف الفِصح الحقيقي المذبوح لأجل خلاص العالم