رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دار الكتب تحتفل بذكرى بدء العلاقات المصرية الروسية (صور)

جانب من الندوة
جانب من الندوة

نظمت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، ندوة بعنوان "العلاقات المصرية الروسية في ثمانين عامًا". أقيمت الندوة صباح اليوم الخميس بمقر دار الكتب والوثائق بكورنيش النيل.

جاءت الندوة في إطار احتفال مركز تاريخ مصر المعاصر، التابع للدار، بمرور ثمانين عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، وأدارها الأستاذ دكتور أشرف مؤنس، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر.

وتناول الدكتور أشرف مؤنس، استعانة محمد علي بعدد من العلماء الروس، من بينهم نيروف الذي كان مؤرخًا عسكريًا، وهو الذي نصح محمد علي بعدم حفر قناة السويس، مؤكدًا أن روسيا من الدول التي تبادر بمساندة مصر في الأزمات، وتناول شخصية الشيخ محمد عياد الطنطاوي، الذي حظى بمكانة كبيرة في الحياة الثقافية داخل روسيا، وهناك تمثال نصفي في مقر مركز تاريخ مصر المعاصر في دار الكتب تخليدا لذكرى هذا الرجل العظيم.

وتحدث في الندوة، كل من الأستاذ دكتور شريف جاد، مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي، وتناول موضوع "مصر وروسيا: علاقات ثقافية بين المد والجذر". 
وتحدث جاد عن مشاريع التعاون بين روسيا ومصر، مشيرًا إلى تواجد مصر في الثقافة الروسية لعقود طويلة، وهو ما تجسد بوضوح في كتابات "ألكسندر بوشكين" والد الشعر الروسي الذي كان ينحدر من طفل اسمه إبراهيم اختطف من تركيا وتم بيعه لقيصر روسيا، ومن ثم كان بوشكين يشعر بحنين دائم للشرق، وكتب قصيدة بعنوان "الرسول" عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. 

بدأت مشروعات التعاون المكثفة مع دعم الاتحاد السوفيتي لبناء السد العالي، وأدى إعجاب جمال عبدالناصر بتجربة قصور الثقافة في الاتحاد السوفيتي إلى إنشاء الثقافة الجماهيرية في مصر. وتتلمذ عدد من الفنانين المصريين على أيدي أساتذة روس، من بينهم حسن شرارة، ومحمد كامل القليوبي ورمزي يسى. ونشطت حركة الترجمة بين البلدين، كما استقبلت السينما المصرية بترحاب شديد في الجمهوريات السوفيتية.

بينما تناول الأستاذ الدكتور وليد خليل، أستاذ بكلية الآثار-جامعة الفيوم، موضوع "التعاون الثقافي والعلمي بين الجامعات والمتاحف المصرية والروسية"، مشيرا إلى تجربته- من خلال جامعة الفيوم- في التعاون مع روسيا، والتي بدأت بتوقيع بروتوكولات تعاون مشترك أدى فيما بعد إلى تبادل طلابي متكرر، ونشر علمي دولي مجاني في المجلات المحكمة في الجانبين، كما قام فريق من الآثاريين المصريين في فهرسة بعض المتاحف في روسيا. كما تم تنظيم دورة حفائر لطلبة الآثار بجامعة الفيوم في روسيا، وكانت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى توطيد العلاقات المصرية الروسية في ٢٠١٥ دافعا قويا لمشروعات التعاون. 

وأشار الدكتور وليد خليل إلى اهتمام الإعلام الروسي بمشاريع التعاون بين جامعة اتحاد جنوب روسيا وجامعة الفيوم في مجال الآثار تقديرا لتاريخ العلاقات الوطيدة بين البلدين ومكانة مصر المحورية في مجال علم الآثار.

وتحدثت الدكتورة شيماء خطاب، باحثة في التاريخ الحديث والمعاصر، حول موضوع "العلاقات المصرية الروسية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية"، مشيرة إلى أن المنطقة العربية لم تعرف روسيا كدولة استعمارية على الإطلاق وهو ما وطد إقامة علاقات عربية سوفييتية. وقد بدأت العلاقات بتدشين السفارة الروسية في موسكو عام ١٩٤٣م، وكانت روسيا ومازالت من أكثر الدول الأوروبية تضامنا مع القضية الفلسطينية. 

وأضافت أن العلاقات المصرية الروسية القوية كانت عاملا مهما في تشكيل السياسة الروسية تجاه فلسطين خاصة خلال فترة الوفاق والتعاون بين البلدين خلال عهد جمال عبد الناصر. 

ومن أبرز ثمار ذلك التعاون: السد العالي، مصنع الحديد والصلب بحلوان، مصنع الألومنيوم في نجع حمادي، وأكاديمية الفنون.

 وكانت صفقة الأسلحة التشيكية تدشينا لتعاون عميق على المستوى العسكري بين البلدين، وأغلق الاتحاد السوفيتي سفارته في تل أبيب عام ١٩٦٧، وتم قطع العلاقات الدبلوماسية تماما اعتراضا على العدوان الاسرائيلي على مصر وسوريا وفلسطين، وكان عبد الناصر سببا في بداية العلاقات السوفييتية مع منظمة التحرير بعد اصطحابه لياسر عرفات في زيارة إلى موسكو.