بأدلة قاطعة.. مصر حاضرة بقوة فى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل

بدأت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، اليوم الخميس، النظر في قضية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، متهمة إياها بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وطالبت جنوب إفريقيا المحكمة بإصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف العمليات العسكرية في غزة، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسكان الفلسطينيين.

وقالت جنوب إفريقيا، في دعواها، إن إسرائيل ارتكبت "أفعالًا تستهدف تدمير جزء كبير من المجموعة الوطنية والعرقية والإثنية الفلسطينية، بما في ذلك قتل الفلسطينيين، والتسبب في أذى جسدي وعقلي خطير لهم، وفرض ظروف معيشية عليهم تهدف إلى تدميرهم جسديًا".

دعم مصري لجنوب إفريقيا في قضيتها

من جانبها، لعبت مصر أيضًا دورًا مهمًا في إمداد جنوب إفريقيا بالمعلومات الكاملة عن ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وإضافة إلى الدعم السياسي والإعلامي الذي قدمته مصر لجنوب إفريقيا في قضيتها ضد إسرائيل، فقد قدمت مصر لجنوب إفريقيا أدلة قوية على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بما في ذلك شهادات شهود عيان، وتقارير من منظمات حقوق الإنسان، وصور فوتوغرافية وفيديوهات.

كما قدمت مصر لجنوب إفريقيا تحليلًا قانونيًا للوقائع، يدعم دعوى جنوب إفريقيا بأن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

وكانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قرار جنوب إفريقيا برفع الدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

تشكيل فريقي الدفاع

وشكلت جنوب إفريقيا فريقًا من المحامين والخبراء القانونيين من مختلف أنحاء العالم، للدفاع عن قضيتها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

ويضم فريق الدفاع عن جنوب إفريقيا في قضية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى المحامي جون دوغار، عددًا من المحامين البارزين من جنوب إفريقيا ودول أخرى.

ومن أبرز هؤلاء المحامين:

• عديلة هاسيم، المحامية المتخصصة في القانون الدولي الإنساني.
• تمبيكا نكوكايتوبي، المحامية من نقابة المحامين في جوهانسبرغ.
• ماكس دو بليسيس، المحامي الدولي ذو الخبرة في قضايا المحكمة الجنائية الدولية.

كما يضم الفريق المحامين:

• تشيديسو راموغالي، المحامية المتخصصة في حقوق الإنسان.
• سارة بوديفين جونز، المحامية المتخصصة في القانون الدولي.
• ليراتو زيكالالا، المحامي المتخصص في القانون الجنائي.

وتقدم المحامية الأيرلندية بلين ني غرالاي، والمحامي البريطاني فوغان لوي، المشورة الخارجية للفريق.

من جهتها، شكلت إسرائيل فريقًا من المحامين والخبراء القانونيين للدفاع عن نفسها أمام المحكمة.

ويُعد المحامي البريطاني مالكولم شو، أحد المحامين الأربعة الذين سيمثلون إسرائيل في قضية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية، من الشخصيات الرائدة في العالم في مجال القانون الدولي.

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد عمل شو سابقًا في محكمة العدل الدولية، وقدم استشاراته لحكومات المملكة المتحدة، وأوكرانيا، وصربيا، في النزاعات الإقليمية، والقانون البحري، وحقوق الإنسان، والمنظمات الدولية.

كما شارك شو في قضايا أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ومحكمة العدل الأوروبية، ومحاكم أخرى رفيعة المستوى في جميع أنحاء العالم.

ورغم عدم الكشف عن أسماء المحامين الآخرين الذين سيمثلون إسرائيل في هذه القضية، إلا أن شو يُعتبر أحد أبرز المحامين في العالم، ولديه خبرة واسعة في مجال القانون الدولي.

فرص نجاح جنوب إفريقيا في قضيتها

يرى بعض المحللين أن جنوب إفريقيا لديها فرصة جيدة للنجاح في قضيتها أمام محكمة العدل الدولية، وذلك لأن المحكمة قد أصدرت في الماضي أحكامًا ضد دول ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية.

كما أن جنوب إفريقيا قدمت أدلة قوية على ادعاءاتها، بما في ذلك شهادات قدمتها مصر لجنوب إفريقيا، وشهود عيان، وتقارير من منظمات حقوق الإنسان، وأرقام القتلى والجرحى.

وستعتمد نتيجة القضية على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الأدلة التي تقدمها كل من جنوب إفريقيا وإسرائيل، ووقائع القضية، وقرارات محكمة العدل الدولية السابقة.

ويرى بعض المحللين أن الحكم لصالح جنوب إفريقيا قد يفتح الباب أمام دعاوى مماثلة من دول أخرى ضد إسرائيل.