رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمة مصرية فلسطينية جديدة

قمم، لقاءات، اجتماعات ومباحثات، بلا عدد، جمعت الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك وعبدالفتاح السيسى، بقادة «منظمة التحرير الفلسطينية» أحمد الشقيرى وياسر عرفات ومحمود عباس، منذ صدر قرار تأسيس المنظمة، فى القاهرة، سنة ١٩٦٤، وصولًا إلى مباحثات أو قمة أمس، الإثنين، التى استبقها الرئيس السيسى باستقبال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.

فى مثل هذا الشهر، منذ ستين سنة، قرّر القادة العرب، خلال القمة العربية الثالثة، التى دعا إليها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، «إقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطينى لتمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره»، وبموجب هذا القرار تأسست «منظمة التحرير الفلسطينية»، فى مايو التالى، لتعبّر عن إرادة الفلسطينيين وتطالب بحقوقهم المشروعة فى المحافل الدولية. ومنذ ذلك الوقت يحرص قادة المنظمة على أن تكون مصر هى المرجعية الأساسية للقرار الوطنى الفلسطينى، وكثيرًا ما أعربوا، كما أعرب الرئيس عباس، أمس، عن التقدير الكبير لدور مصر المساند والداعم للقضية الفلسطينية، وجهودها الكبيرة والدءوبة لحقن دماء الشعب الفلسطينى، ودعم مساعيه للحصول على حقوقه المشروعة.

بحضور وفدى البلدين، عقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة، فى قصر الاتحادية، قام خلالها الرئيس الفلسطينى باستعراض مستجدات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وما خلفه من مأساة إنسانية كارثية، إلى جانب أوضاع الضفة الغربية وما تشهده من عنف إسرائيلى متصاعد. كما عرض الرئيس السيسى الجهود المصرية المكثفة والاتصالات الجارية مع مختلف الأطراف للدفع تجاه وقف إطلاق النار، والإنفاذ الفورى للمساعدات الإنسانية بالكميات الكافية إلى قطاع غزة، لإنهاء معاناة المدنيين فى القطاع.

جرى خلال المباحثات، أيضًا، تأكيد الدور المحورى الذى تضطلع به السلطة الوطنية الفلسطينية، وضرورة اتخاذ كل الإجراءات لتقديم الدعم للسلطة للقيام بدورها. وهنا، تكون الإشارة مهمة إلى أن الرئيس السيسى شدّد، فى مناسبات وسياقات مختلفة، على ضرورة إنهاء الانقسام، وإتمام المصالحة بين جميع القوى والفصائل، وتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية تحت مظلة «منظمة التحرير»، بصفتها، أو لكونها، الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى. وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن الرئيسين سيستقبلان، فى القاهرة ورام الله، خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، وزير الخارجية الأمريكى، الذى يقوم، حاليًا، بجولة فى منطقة الشرق الأوسط، هى الرابعة أو الخامسة منذ بداية العدوان الإسرائيلى.

العدوان الإسرائيلى، المستمر منذ ٩٥ يومًا، على قطاع غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة، إجمالًا، والذى اقترب عدد ضحاياه من ٢٣ ألف شهيد، أعاد الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إلى صدارة المشهد العربى، ووضعه على رأس أولويات القضايا أو الأزمات الإقليمية والدولية الساخنة. وعليه، شدّد الرئيسان على أن القضية الفلسطينية تمر اليوم بمفترق طرق، لافتين إلى أن ذلك يوجب على المجتمع الدولى، والقوى الفاعلة، التحلّى بأعلى درجات المسئولية، التاريخية والسياسية والإنسانية، للعمل على التسوية العادلة والشاملة لتلك القضية، التى تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وباعتبار ذلك، أيضًا، هو الضامن الأساسى للأمن والاستقرار فى المنطقة. كما أكد الرئيسان رفضهما القاطع لكل المساعى، المحاولات أو السيناريوهات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، بأى شكل من الأشكال.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى أكد، خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية، حرصه الدائم على استمرار نهج مصر الداعم للجامعة، إيمانًا بدورها المحورى فى العمل العربى المشترك، والحفاظ على وحدة الصف العربى فى مواجهة ما تتعرض له المنطقة من تحديات متشابكة وغير مسبوقة. وتأسيسًا على ذلك، تناول اللقاء أهم القضايا والتحديات المطروحة على الساحتين العربية والدولية، وعلى رأسها مستجدات الوضع فى الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة، والجهود المكثفة الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية وتفعيل مسار حل الدولتين، بما يفضى إلى حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا للمرجعيات الدولية المعتمدة.