رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين ذهبت فهارس جابر عصفور التي كتبها الإسرائيليون عن الأدب العربي؟

جابر عصفور
جابر عصفور

يعد الناقد والأكاديمي دكتور جابر عصفور، والذي غادرنا في مثل هذا اليوم من العام 2021، واحدا من أبرز أقطاب النقد العربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين وحتى رحيله.

أين ذهبت فهارس جابر عصفور التي كتبها الإسرائيليون عن الأدب العربي؟

في سيرته الذاتية وبين ما سجله جابر عصفور عن فترة عمله لمدة 12 عاما بجامعة وسكنسون الأمريكية، زياراته العديدة التي واظب عليها لمكتبة الجامعة، والتي اكتشف من خلال فهارسها ما يحتويه مركز الميكروفيلم الملحق بالمكتبة، ومنها أيضا تعرف على الرسائل الجامعية التي تناولت الأدب العربي من المنظور الإسرائيلي.

ويذكر جابر عصفور: قادني الفضول الوطني إلى معرفة الرسائل التي كتبها الإسرائيليون عن الأدب العربي، وقد حصلت منها على رسالة دكتوراة الجنرال “بيليد” الذي كان أحد قادة حرب 1967 في سيناء، وكانت عن نجيب محفوظ بعنوان “الدين موطني”. ولا أزال أحتفظ بها في مكتبتي الخاصة، وإن كنت لا أعرف هل تمت طباعتها في كتاب إلى الآن، أم لا؟ وقد أسعدني أن المركز لا يزال مستمرا فيما أخبرتني أستاذة ليبية تعمل في جامعة ميتشجن، وعرضت علي المساعدة في الحصول منه على أي كتاب أو أطروحة أريد، فشكرتها علي الدعوة التي لم أعد أحتاج إليها بعد الإنترنت.

لقاء الدستور مع دكتور جابر عصفور بمعرض الكتاب

وتابع جابر عصفور: ولقد قادتني حماستي القومية إلى البحث عن كل ما كتب أو طبع في إسرائيل عن الأدب العربي، وقضيت وقتا طويلا في إعداد ما يشبه ببليوجرافيا بالمطبوعات العربية هناك حسب جهدي. وكنت أنوي نشرها بعد عودتي إلى القاهرة لكن زيارة السادات إلي إسرائيل، وبدء خطوات الصلح التي لا أزال رافضا لها، ما ظل الحق العربي مهدرا، صرفت نظري عن الموضوع كله، وألقيت بما جمعت من أوراق ومعلومات في أحد الأدراج التي نسيتها مع الوقت. ولكن هذا البحث قادني ــ علي الأقل ــ إلى معرفة كتاب ساسون صوميخ عن نجيب محفوظ الذي نشر بالإنجليزية، سنة 1973 تحت عنوان: “الإيقاع المتغير” وكانت له دراسة منشورة بالعربية عن يوسف إدريس وقصصه.

ويمضي جابر عصفور في حديثه عن الدراسات التي عثر عليها وتتناول الأدب العربي من المنظور الإسرائيلي: لفت انتباهي كذكلك شموئيل موريه الذي أصدر كتابه عن “الشعر العربي الحديث” بعد ذلك، وكان أطروحة دكتوراه، تحت إشراف محمد مصطفي بدوي. وقد عرفت أنه عراقي الأصل، واسمه بالعربي “صمويل المعلم” الذي تحول بالعبرانية إلي شموئيل، وانقلبت كلمة “المعلم” إلي مقابلها العبري: “موريه”. 

ولا أزال إلي اليوم، أشعر بقصورنا في دراسة ما يحدث في إسرائيل، وفي معرفة آدابها وثقافتها، أو معرفة ما يكتبونه عنا، وزاد سخطي علي ما نحن فيه من تخلف ما وجدته من مجلات عالمية تصدر في إسرائيل في أحدث فروع المعرفة، ومنها النقد الأدبي، فضلا عن ما تقوم به إسرائيل، ولا تزال من عمليات ترجمة معارف العالم وإبداعاته، وذلك بما يتفوق علي ما يترجمه العالم العربي بكل أقطاره وهيئاته ومؤسساته الثقافية، بل كل ثرائه المعادي للعلم.

وربما كان هذا هو الدافع والمحرك وراء إنشاء المركز القومي للترجمة. والذي أسسه وكان صاحب فكرته دكتور جابر عصفور، والذي افتتح في العام 2006 وأصدر المئات من العناوين المترجمة عن عشرات اللغات العالمية في شتي فروع العلوم والمعارف والآداب.