رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب صحفى سودانى لـ"الدستور": "الدعم السريع" تتحمل مسئولية تسليح المدنيين

الدعم السريع
الدعم السريع

قال طاهر المعتصم، الكاتب الصحفي السوداني، إنه من المؤكد أن دخول الحرب في السودان شهرها التاسع وكونها خلفت أكثر من 7 ملايين نزحوا قسرًا من منازلهم خلال هذه الشهور، وحوالي مليون لاجئ هجروا قسرًا خارج البلاد، وآلاف القتلى، إضافة إلى توسع رقعة القتال ودخولها إلى مناطق آمنة لم يتوقع أن يمتدد إليها الصراع، ثم تأتي دعوات لتسليح المدنيين، هذا الأمر له خطورة كبيرة، وتتحمل مسئوليته "الدعم السريع" بسبب ممارستها على الأرض، وكل التقارير التي صدرت عن دخول "الدعم السريع" وسيطرتها على ولاية الجزيرة، أكبر الولايات السودانية، قبل أسبوعين تفيد بأن هناك انتهاكات واضحة وجرائم ضد حقوق الإنسان، وجزءًا من المواطنين في مناطق أخرى وجدوا في حمل السلاح تأمينًا لهم مما حدث سابقًا.

وأضاف "المعتصم"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن جهات سياسية تحاول أن تدفع بهذا الأمر، لأنها ترى في استخدام السلاح بقاء في البلاد التي مزقتها الحرب، وهذا الأمر سيفرز أخطر من جهة، حيث إن قوات الدعم السريع ليست مكونًا قبليًا واحدًا، ما سيجعل هناك محاربة جهة أمام جهة وقبيلة أمام قبيلة، وتتحول الحرب إلى صراع قبلي وحرب أهلية، مما يعيق أي فرص للحل، ومما يجعل المراقبين يدقون ناقوس الخطر في أي لحظة، ليتفت الشعب السودانى وأصدقاء السودان وجوار السودان للمأساة التي تزداد يومًا بعد يوم. 

صراع شرد من أجل إنهاء التمرد 

احتلت الحرب في السودان عناوين الأخبار لعدة أشهر ماضية، مع دخول الحرب الشهر التاسع على التوالي واتساع رقعتها في ولاية الجزيرة، أكبر الولايات السودانية، والتي خلفت مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وتشريد 7 ملايين شخص. 

وبدأ الصراع، الذي اندلع في 15 أبريل، يفقد زخمه مع تحويل القوى العالمية انتباهها إلى حرب إسرائيل مع حركة حماس الفلسطينية المسلحة منذ 7 أكتوبر، والصراع المستمر في أوكرانيا.

وعلى الرغم من تنظيم مؤتمرات لإنهاء الحرب، إلا أنهم كافحوا لكبح جماح الأطراف المتحاربة، مما يعرض الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة للخطر.

وتوقع صندوق النقد الدولي انكماشًا بنسبة 20 بالمئة تقريبًا في اقتصاد السودان هذا العام، مما يسلط الضوء على التأثير الوخيم للصراع. ويتمتع السودان الآن بميزة مشكوك فيها تتمثل في وجود أكبر عدد من اللاجئين الداخليين في العالم.

وقد نزح عدد مذهل بلغ 6.3 مليون شخص منذ أبريل وحده، إضافة إلى 3.7 مليون سوداني فروا بالفعل من منازلهم في الصراعات السابقة، إلى جانب 1.1 مليون أجنبي لجأوا في وقت سابق إلى السودان.

وقد لجأ أكثر من 1.4 مليون سوداني إلى البلدان المجاورة منذ بداية الصراع، مما زاد الضغوط على الدول الإقليمية التي تتصارع بالفعل مع قضاياها الإنسانية والاضطرابات السياسية.

وفي الوقت نفسه، حذرت وكالات الإغاثة من أن أكثر من 6 ملايين شخص على حافة المجاعة.