رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على الصفات القويمة الواجب توافرها في زوجة الكاهن

الأنبا نيقولا أنطونيو
الأنبا نيقولا أنطونيو

طرح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية كان قد كتبها المطران أفرام كرياكوس مطران طرابلس والكورة وتوابعهما، عن زوجة الكاهن.

وجاء بالنشرة أنه يوصي الرسول بولس زوجة الكاهن أن تكون “رصينة، غيرَ نمَّامة، مُتَقَشِّفَة، أمينة في كلّ شيء”.. زوجة الكاهن يجب أن تكون مِضيافَة، تعرفُ أن تدبِّرَ أولادَها وبيتَها حسناً لأنَّها واحدٌ مع زوجها. ذلك كما أن يكون زوجها الكاهن الذي يوصيه القديس بولس الرسول أن عليه "يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَنًا، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ" 

وهذا كلّه لا يعني أنَّ زوجة الكاهن مُقَيَّدَة في حياتها وتصرُّفِها. لا تفرضُ الكنيسة عليها أموراً تُقَيِّدُها. وإنما عليها أن تكون زوجة صالحة تُيَسِّرُ أحوال بيتها وأولادها حتى يَسْهُلَ انصراف رجلها إلى رعيَّته.

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
الصورة للقديس يوحنّا كرونشتادت وزوجته ليزافيتا كونستانتينوفنا
 

في خدمة زوجها الكاهن بالكنيسة عليها في كثير من الأحيان أن تكون متوارية، كما هو الحال مع زوجة الطبيب، تشارك بصمت وخفر زوجَها رسالته، تشجّعه، تدعمه وتقوّي معنويّاته. وإن انهمك زوجها الكاهن، فجأةً، بأمر المؤمنين وبقيت وحدَها في البيت عليها ألا تشعر بأنَّها مُهْمَلَة.

كما نرجو من زوجات الكهنة أن لا يتدخّلنَ في ما لا يعنيهنَّ في أمور أزواجهنَّ وشؤون الكنيسة والرعيَّة، ليست هي كاهنة. وأن كان عليها، في كثير من الأحيان، أن تساعد زوجَها الكاهِنَ في التَّعليم، في التَّرتيل وفي الأمور الاجتماعيَّة بالمشاركة وعدم فرض نفسها. الكتمان لأسرار الرعيّة، مِنْ مَنْ منهم يَتَصِّل أو يأتي إلى زوجِها الكاهِن، فضيلة كبيرة عليها أن تتحلى بها.

هذا، ومن المنصوح جدًّا أن تكون مثقَّفة، مواظِبَة على الصَّلاة والمطالعة الروحيّة، ما يقوّي زوجها ويسنده بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

أخيرًا، أنصحها بشدّة، كما أنصح كلّ زوجة مؤمنة، أن تتمعّن في ما يقوله الكتاب المقدّس عن المرأة الفاضلة في سفر الأمثال، في الفصل الحادي والثلاثين. ولأهمِّيَّة هذا النَّصّ نورده تالياً بتصرّف قليل: "المرأة الفاضلة مَن يَجِدُهَا؟ ثمنُها يفوق الَّلآلئ. قلبُ رجلها يثقُ بها... تأتيه بالخير دون الشّرّ جميع أيام حياتها... تكون كسفنِ التَّاجِر تجلب طعامها من بعيد. تقوم في الليل. وتُعطي لبيتها طعاماً ... تُمنطِّقُ حَقْوَيْهَا بالقوّة وتُشَدِّدُ ذراعيها فلا يَنْطَفِئُ سراجُها في الليل... تَبْسُطُ كَفَّيْها إلى البائس وتَمُدُّ يَدَيْهَا إلى المسكين. لا تَخْشَى على بيتها من الثلج لأنَّ أهلَ بيتها جميعَهم لابِسون الحُّلَلَ.. رجلُها معروفٌ في الأبواب حيث يجلس بين شيوخ الأرض... تلاحِظُ طرق بيتها ولا تأكلُ خبزَ الكسل. يقوم بنوها فيغبِّطونها ورَجُلُها فيمدحُها... الحُسْنُ غرورٌ والجمالُ باطِلٌ، أمّا المرأةُ المتَّقيَةُ للرَّبّ فهي التي تُمْدَح".