رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسين الشهداء الذين أحرقوا في نيقوميذيا

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسين الشهداء الذين أحرقوا في نيقوميذيا، وهم ألوف الشهداء الذين استشهدوا في مدينة نيقوميذيا، على أثر نشر المراسيم الإمبراطورية الداعية إلى سحق المسيحية، في شهر آذار من سنة 303، وهي السنة التاسعة عشرة لملك الإمبراطور ديوكليسيانوس.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية: إنّ توجد أشكالٌ من الغَيْرَة السيئة الّتي تتّخذ مظهرَ الغَيْرَة الجيّدة، كمثلِ غيرة الفرّيسيّين الّذين يطبّقون بصرامةٍ الشريعة الخارجيّة. منبعُ هذه الغَيْرَة "المرّة" ليس حبّ الله والقريب، بل الكبرياء. والمُصابون بها ممتلئون من التقدير غير المنتظم لكمالهم الخاص وهم لا يتصوّرون مثالاً أعلى آخر إلا النموذج الخاصّ بهم، وكلّ ما لا يتوافق معه يُلقى عليه اللّوم حكمًا. فهم يريدون أن يُخضعوا كلّ شيء لطريقتِهم في الرؤية والفعل ومن هنا تأتي الانشقاقات؛ فهذه الغيرة تؤدّي إلى الكراهيّة.

انظروا بأيّة مرارة كان الفرّيسيّون الّذين تحرّكهم هذه الغيرة يلاحقون الربّ ويطرحون عليه أسئلة خبيثة وينصبون له الفخاخ والشراك، مفتّشين لا عن معرفة الحقيقة، بل ليقبضوا على الربّ بسوع بالجرم المشهود. انظروا كيف يحثّونه ويستفزّونه للحكم على المرأة الزانية: "قد أَوصانا مُوسى في الشَّريعَةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟" انظروا كيف كانوا يشكونه على صنع المعجزات يوم السبت، وكيف لاموا التلاميذ الذين كانوا "يَقلَعونَ السُّنبُلَ (يوم السبت) ويَأكُلونه" وكيف أصيبوا بالصدمة لرؤية المعلّم الإلهيّ يتناول طعامه مع الخطأة والجُباة كمٌّ كبير من مظاهر هذه "الغَيْرَة المرّة" الّتي غالبًا ما يدخلُ الخبث فيها.