قبل وبعد 7 أكتوبر: معاناة المرأة فى غزة "عرض مستمر"

تعيش المرأة الفلسطينية ظروفًا صعبة جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر، فهى الضحية الحقيقية تحت القصف العشوائي الذي يرتكبه العدوان الإسرائيلي.

وتعيش الفلسطينيات ظروفًا قاسية بسبب الحرب؛ فتجد إحداهن تبحث بين الأنقاض عن أبنائها وذويها، وثانية تعاني آلام الحمل والولادة بمفردها دون إعانة طبية، وأخرى تقع ضحية أو أسيرة في أيدي جيش الاحتلال.

حياة غير آدمية

يعد قطاع غزة أخطر مكان بالعالم على حياة النساء والأطفال منذ 7 أكتوبر، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، مشيرة إلى أن الوضع في غزة بعد 82 يومًا من الحرب المتواصلة يزداد سوءًا.

بلغ عدد نساء فلسطين 2.7 مليون امرأة في 2023، أي ما يمثل نحو نصف عدد السكان البالغ 5.48 مليون نسمة يعيشون داخل فلسطين، بحسب بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وقدّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن نحو 493 ألف امرأة وفتاة هجّرن من منازلهن في غزة، كما تزايد عدد الأرامل بالقطاع، إذ أصبحت نحو 900 امرأة يعُلن أسرهن بعد وفاة أزواجهن، وفقًا لتقرير نشرته الهيئة في أكتوبر الماضي.

الموت بكل الطرق

تقول سهر مسلم، نازحة فلسطينية، إن الوضع في غزة قاسٍ على الجميع وتحديدًا الفئات الأضعف من النساء والأطفال، فلا توجد أي رعاية طبية لحالتهن الصحية ولا توجد حياة آدمية للنساء وأطفالهن في غزة.

وتوضح سهر: "نحن نتعرض للإبادة والقصف والموت بكل الطرق، فيتم تجويعنا وتشريدنا وإجبارنا على النزوح من منازلنا وبيوتنا، فنزحت أنا ومن تبقى من عائلتي إلى إحدى المدارس وترجلنا من شمال غزة إلى خان يونس".

تضيف:"نعيش في العراء بلا بيوت تؤوينا من الأمطار والسيول، ولا يوجد طعام أو ماء، البيئة لا تصلح للعيش هنا في غزة ونعيش نحن السيدات معاناة مضاعفة غير مسبوقة في ظل القصف المستمر الذي لا يتوقف".

الوضع الإنساني مروع

وأكدت اليونيسف أن الوضع الإنساني مروع ولا مكان آمنًا، ومعدل القتلى والجرحى بين النساء والأطفال مخيف للغاية، لافتة إلى أن نحو مليون طفل هُجروا قسرًا من منازلهم، وتم دفعهم الآن إلى الجنوب أكثر فأكثر، ولمناطق ضيقة ومكتظة دون ماء أو طعام أو حماية أو أي من الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، مما يعرضهم لخطر متزايد للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المعدية بسبب البيئة الملوثة، علاوة على الجفاف وسوء التغذية والمرض.