رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طوفان الأقصى والعزلة الدولية.. نتنياهو يقود إسرائيل للهاوية ويخسر كافة معاركه

نتنياهو
نتنياهو

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحرب طويلة الأمد في قطاع غزة للقضاء على حركة حماس، ناجحة وفعالة من وجهة نظره هو فقط، حيث أعاد نتنياهو حصار قطاع غزة ليتصدر المشهد السياسي العالمي، بعد أن كاد المجتمع الدولي ينسى أن غزة هي أكبر سجن مفتوح في العالم.

أخطاء نتنياهو الكارثية تقود إسرائيل لأسوأ كابوس

وبحسب الصحيفة، أن خنق قطاع غزة كان في نظر نتنياهو هو السبيل الوحيد لردع أي هجمات يمكن أن تشنها حماس من داخل القطاع، وكان نتنياهو على وشك تصديق أن سياسته كانت فعالة، وأن القمع الإسرائيلي قوض من قدرات حماس العسكرية ولم تعد تشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، لولا عملية طوفان الأقصى التي فجرت الأوضاع وكشفت فشل نتنياهو.

وتابعت أن نتنياهو يكرر نفس الخطأ اليوم مرة أخرى بإعلان الحرب الشاملة على قطاع غزة، وفرض حصار شامل على غزة ومنع دهول الطعام والماء والوقود للقطاع، فضلاً عن حجم الدمار الشامل في القطاع وسقوط أكثر من 20 ألف شهيد في غزة معظمهم من النساء والأطفال، جعل الدعم الدولي لإسرائيل ينهار بصورة كبيرة، كما بدت الولايات المتحدة الأمريكية مترددة في دعمها المطلق، وأصبحت تهدد إسرائيل علنًا وتطالبها بوقف قتل المدنيين.

وأضافت أن أخطأ نتنياهو دفعت إسرائيل لأسوأ سيناريوهاتها حتى الآن، من عملية طوفان الأقصى إلى فقدان الدعم الدولي والعزلة الدبلوماسية العالمية، حيث تحول الدعم الغربي لإسرائيل، حيث شدد إيمانويل ماكرون انتقاداته للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، مطالبا السلطات الإسرائيلية "بتحديد أكثر دقة" لأهدافها في غزة. 

وأشارت إلى أن الرد المقبول على جماعة إرهابية لا يتمثل في "قصف القدرات المدنية بالكامل"، وبحسب ما ورد رفض زعماء الاتحاد الأوروبي طلبات نتنياهو للضغط على مصر لفتح حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين، وعلى الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة، قال نتنياهو مؤخرا إن الحرب "ليست قريبة من الانتهاء".

وأشارت الصحيفة إلى أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تتلخص في تجريد حماس من السلاح من خلال إضعاف قدراتها حتى لا تتمكن من الهجوم مرة أخرى. ورفض نتنياهو احتمال إدارة السلطة الفلسطينية لغزة، وهو اقتراح من بايدن، ورفض فكرة توسط قوات حفظ السلام الأجنبية في التوصل إلى اتفاق، وأصر على أنه يمكن الوثوق بالجيش الإسرائيلي فقط للتأكد من بقاء غزة منزوعة السلاح. الهدف العسكري الوحيد المعلن والواضح هو "تدمير حماس"، ولكن يبدو أن هذا هدفًا عسكريًا لا يمكن تحقيقه"، لأن حماس منظمة أيديولوجية متجذرة داخل قطاع غزة.

وقال نتنياهو إن هناك احتمال أن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بسيطرة أمنية غير محددة على غزة بعد انتهاء الحرب، ما يشير إلى أن الخطة تهدف إلى إعادة تقديم شكل من أشكال الاحتلال الإسرائيلي الموسع للقطاع. 

حذر بايدن نتنياهو بشدة من ذلك، حيث ناقش المسؤولون الإسرائيليون أيضًا إمكانية إنشاء منطقة عازلة في غزة ونظرًا لأن غزة صغيرة جدًا بالفعل، فإن مصادرة المزيد من الأراضي من أجل ذلك سيكون أمرًا مثيرًا للجدل إلى حد كبير.

وحذر بايدن إسرائيل من أن "الانتقام" ليس استراتيجية عسكرية قابلة للتطبيق، وهو يرى خطورة شن حرب كهذه، وهو يتذكر حرب إدارة بوش في أفغانستان.