رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القادم أخطر!

على مدار الشهرين الماضيين، عشنا حالة إصطفاف وطني أجمع عليها كل طوائف الشعب بمختلف توجهاتهم وإنتماءاتهم وأعمارهم  ، توحدت رؤية الشعب مع رؤية ومواقف القيادة العليا للبلاد، إتفقنا جميعا على ضرورة توحيد كل الصفوف لتجاوز أي أزمات أو مخاطر أو مؤامرات تحاك ضدنا.
إجتمع شعب مصر على كلمة سواء مفادها إننا جميعًا على قلب رجل واحد، نقف خلف قائدنا ونساند بلدنا بكل ما نملك، كلًا منا في موقعه، فبعد إشتعال حرب الإبادة الهمجية على إخواتنا الفلسطينين في قطاع غزة وإنكشفت نية العدو على تنفيذ مؤامرة تهجير الشعب الفلسطيني على حساب جزء من أرضنا في سيناء، مما أشعل حماس الشعب كله، كبيره وصغيره، النساء والرجال، الكل أعلن إستعداده للتضحية بأي شىء من أجل الحفاظ على أرضنا وحماية شعبنا.
وتجلت حالة الإصطفاف الوطني هذه خلال أيام الإنتخابات الرئاسية التي شارك فيها العدد  الأكبر من الناخبين في تاريخ مصر، تجاوز رقم الأربعين مليون، حصل منهم الرئيس عبد الفتاح السيسي علي نسبة 5. 89% كدليل على ثقة الشعب في الرئيس، ودليل آخر على دعم مواقفه التي إتخذها منذ اللحظة الأولى لإنكشاف المؤامرة على غزة وسيناء.
إلى هنا والأمور تسير على ما يرام، مما يجعلنا مطمئنين على توحيد الصف كعادتنا كمصريين وقت الشدة، ورغم ذلك علينا الحفاظ على حالة الإصطفاف هذه فالمخاطر تزيد ولا تقل، والمؤامرات تحاك في الخفاء والعلن وتتنوع  .
فقد تابعنا خلال الأسبوع الأخير تصاعد التهديدات ضد قناة السويس بحجة تهديد الملاحة في البحر الأحمر نتيجة هجوم جماعة الحوثي على السفن المتجهة إلى دولة العدو الإسرائيلي أو التي ترتبط ملكيتها بهذا الكيان، فبدلًا من مناقشة مطالب الحوثيين بوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، راح العالم يجتمع على توجيه ضربات ضد اليمن الشقيق، وبدلًا من طمأنة الشركات العالمية التي لا تتعامل مع دولة العدو، سارعت شركات الملاحة العالمية بتحويل خط سير سفنها إلى رأس الرجاء الصالح بدلًا من قناة السويس رغم عدم تهديدها.
في نفس التوقيت تصل فيه مفاضات سد الخراب الأثيوبي لطريق مسدود وتعلن مصر لأول مرة منذ 12 عامًا عن وقف التفاوض وفشل الوصول لحلول قانونية مع أثيوبيا تضمن الحفاظ على حقوق دول المصب، بعد تنصل إثيوبيا من كل إلتزماتها ووتراجعها عن كل ما سبق وإلتزمت به منذ بداية طريق التفاوض، بما يعنى وصولنا لطريق سلمي مسدود ولا سبيل لإستمراره.
كل ذلك يحدث في وقت بدأت فيه الدولة تشن حربها على تجار الأزمات من محتكري السلع المهمة  كالأرز والبصل والسكر وغيرها، وبدأت الدولة في الضرب بيد من حديد على هذه النوعية من التجار، مما يتطلب وقوف الشعب مع دولته أكثر وأكثر من أجل مواجهة ظاهرة إرتفاع الأسعار غير المسبوق وغير المنطقي، مما يعنى أن وقفتنا مع دولتنا لا غنى عنه، بل انه واجب وطنى لمواجهة كل هذه المخاطر والأزمات.