رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراها..

باعت سوارًا من الذهب لدفع مصروفات المدرسة.. محطات من حياة نبوية موسى

نبوية موسى
نبوية موسى

137 عاما مرت على ميلاد الكاتبة والمفكرة نبوية موسى، إذ ولدت في 17 ديسمبر لعام 1886 بكفر الحكما التابع لمدينة الزقازيق، لأب كان يعمل ضابطا بالجيش المصري برتبة "يوزباشي" وكان له في بلدته منزل ريفى كبير وبضعة أفدنة يؤجرها حين يعود إلى مقر عمله، وسافر إلى السودان قبل ميلاد نبوية بشهرين ولم يعد من هناك؛ فنشأت يتيمة الأب وعاشت هي ووالدتها وشقيقها في القاهرة لوجود أخيها بالمدرسة واعتمدت الأسرة على معاش الأب وعائد الأرض.

ورغم ذلك؛ إلا أن بدايات علاقات نبوية موسى بالتعليم كشفت عن جوانب فذة في شخصيتها لعل من أبرزها ذكاءها الذي مكنها من تعليم نفسها بنفسها وقوة عزيمتها وتصميمها على تنفيذ إرادتها وإصرارها على تحقيق أهدافها أيا كانت المعوقات ودون الخضوع لمجتمع كان يرى في تعليم البنت خروجا على الآداب العامة.

والدة نبوية موسى

ولم تكن أمها من الأمهات اللاتي يحرصن على اكتساب بناتهن مهارات وقدرات معينة فلم تحرص على تعليمها الرسم أو التطريز وهي اهتمامات كان مجتمع الطبقة الوسطى يعلم بناته إتقانها وهكذا لم يتحكم في طفولة نبوية نظام صارم أو قيود أو كبت، وكان لهذا أكبر الأثر في إعطاء نبوية موسى المساحة الرحبة لكي تفكر بحرية وتتصرف بحرية وتشكل عالمها الصغير بحرية بنفسها وبيدها لا بيد الآخرين.

نبوية موسى.. ومبادئ القراءة والكتابة 

تعلمت نبوية مبادئ القراءة والكتابة في البيت مثلها في ذلك مثل بنات جنسها وطبقتها الوسطى وتعلمت القراءة من خلال تذوقها الشعر العربي فكانت تحفظ القصائد العربية التي يردها شقيقها ثم من خلال التدريب على قراءتها علمت نفسها القراءة، أما الكتابة فتعلمتها عن طريق محاكاة النصوص المكتوبة.

ولم تكتف بهذا القدر من العلم وإنما أصرت على الالتحاق بالتعليم المدرسي ولم تجد نبوية موسى أي مساندة من عائلتها عند اتخاذ هذا القرار فقد اعتبرته أمها خروجا على قواعد الأدب والحياء ومروقا من التربية والدين كما رفضه كل من عمها وأخوها علما بأن أخاها هو الذي علمها حروف الهجاء لتقرأ وهو ما يعكس رؤية المجتمع حينذاك لخروج الفتاة إلى المدارس طلبا للعلم غير أن الأغلبية الرافضة لم تستطع أن تتغلب على رغبتها الجامحة في دخول المدرسة، فذهبت سرا إلى المدرسة، وسرقت ختم والدتها كما تقول في كتابها "تاريخي بقلمي" لتقدم هي لنفسها بدلا من ولية أمرها وباعت سوارا من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذي جعلته بمصروفات.