رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتزامن مع مئويتها.. تعرف على مسيرة القديس فرنسيس نحو مغارة جريتشو

 قانون القديس فرنسيس
قانون القديس فرنسيس

تحتفل الرهبنة الفرنسيسكانية في العالم بعيد جميع القديسين الفرنسيسكان، ومرور 800 عام على اعتماد قانون القديس فرنسيس، والذكرى المئوية الثامنة لمغارة جريتشو، اذ أحتفلت الكنيسة الكاثوليكية في العالم في عام 2019  بمرور800 عامًا بالقديس فرنسيس الأسيزى وزيارته إلى مصر.

وقال الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني، إنه في ظل الاحتفالات بمناسبة الذكرى المئوية الثامنة لمغارة جريتشو1223- 2023م نرى ونكتشف أن مسيرة عمل المغارة ليس فقط يومين أو ثلاثة أيام في إتمامها بل استغرقت وقتا طويلا لكي يعيش هذه الخبرة الرائعة لكي يرى الطفل يسوع أمام عينه فى المذود ويحتفل به بنوع خاص ومميز.

 وتابع: "بدأت مسيرة القديس فرنسيس عندما جاء إلى مصر عام 1219 مع الحملة الصليبية الخامسة وقد حضر إلى دمياط  وطلب من المندوب البابويّ الموافقه بالتوجه إلى معسكر المسلمين انطلاقا من لحظة موافقة بعد إلحاح منه ولكن على مسؤوليته الشخصية، وقد تقابل مع السلطان الأيوبي (الكامل محمد بن العادل أبي بكر) يحمل السلام في ظل الحروب لأنه عاش خبرة سابقة وهي خبرة الحرب بين أسيزي وبيروجيا عندما تم أسره ولمدة عام في السجن.

وأضاف: "بعد زياته إلى مصر انطلق نحو مدنية القدس، حيث ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، والملائكة التي تهللت وسبحت عمانوئيل أي الله معنا الذي تجسدا وسكن بينا. ومن هنا يعيش خبرة جديدة بقيادة عمل الله في داخله لذلك أراد يختبر خبرة الميلاد ويدخل في عمق المغارة ويتأمل في عمل الله الخلاصي، وعندما ندخل مدينة بيت لحم نرى مغارة الميلاد ونفس المنطقة مغارة القديس جيروم الذي كرس حياته للكتاب المقدس حين قال من يجهل الكتاب المقدس يجهل يسوع".
 

تابع: “القديس فرنسيس هو أيضا رجل الإنجيل لذلك عندما تأمل في مغارة بيت لحم كان يشتعل بداخله نار الحب الإلهي وكان قلبه مفعما بالغيرة الرسولية والعمل وأن يعيش خبرة الرعاة والمجوس حيت اختبروا ورآه الحب الإلهي المتجسد، أي يسوع المسيح الكلمة، والعهد الذي قطعه الله مع شعبه المختار وهذا العهد اكتمل في يسوع المسيح الابن الكلمة وتحقيق كل نبوآت العهد القديم”. 

واستطرد: “لذلك حمل كلمة الله في قلبه وأيضا السلام من قلب مغارة بيت لحم، وهذه الخبرة استغرقت زمنا من الوقت لأن عندما رجع إلى إيطاليا، كتب لنا القانون الذي مصدره هو الكتاب المقدس وأحتفل بميلاد الرب في مغارة لكي يعيش خبرة الميلاد التي كانت في بيت لحم ليس لنفسه فقط بل يقدم هذه الخبرة للعالم، لذلك حتى الآن نقوم بعمل مغارة سنويا في كنائسنا وبيوتنا، هذه المسيرة التي قام بها القديس فرنسيس إلى الشرق حمل في قلبه كنزا من الخبرات الروحية والنعم والبركات حمل في قلبه خبرة شعب الله المتألم في الحروب، حمل في قلبه معاناة هذا الشعب وقدم هذه الصعوبات للطفل يسوع على مثال المجوس الذين قدموا الهداية حمل في قلبه حياة وخبرات القديسين الذين سكنوا في البراي والصحراء وخاصة مدينة بيت لحم”.

وتابع: “بعد هذه الخبرة التي قضاها القديس فرنسيس في الشرق الأوسط وخاصة الأراضي المقدسة، وهذه الرحلة التي استغرقت وقتًا طويلًا عاد إلى إيطاليا وقلبه ممتلئ من الخبرات الروحية وهذا انعكس في حياته اليومية في عمل المغارة والقانون الرهباني”.


وهذه المسيرة لها دور إيجابي:

أولا: وضع السلام في الحروب الإفرنجية وخدمة الرهبان الفرنسيسكان بمصر والأراضي المقدسة حتى الآن نخدم هذه الدول، والقديس فرنسيس هو أول من صنع الحوار بين الشرق الغرب أي بين المسيحية والإسلام. ويطلق عليه رجل السلام.

ثانيا: الرهبنة الفرنسيسكانية لها الفضل في البقاء والحفاظ على شعب الكنيسة الكاثوليكية بمصروالأراضي المقدسة لأن عيون الرهبان دائما تسهر على الشعب والأماكن المقدسة، وأمام هذا الحفاظ على الأماكن والشعب قدمت الرهبنة الفرنسيسكانية شهداء على مر التاريخ الرهباني.  

ثالثا: فى عام 1223 وقبل 15 يوما من عيد الميلاد، طلب القديس فرنسيس من رجل يدعى يوحنا المساعدة في تحقيق عمل المغارة، قائلا “أرغب بأن أمثل حدث الطفل المولود في بيت لحم لأرى بعيني المصاعب التي أحاطت بولادته وكيف أشجع في مزود ونام على التبن بين ثور وحمار”، وبعدما استمع إليه صديقه المؤمن، ذهب على الفور ليهيئ المكان حسب رغبة القديس فرنسيس.

وفي 25 ديسمبر، جاء عدد كبير من الرهبان من مناطق مختلفة مع رجال ونساء كانوا يحملون ورودا ومشاعل لتضيء تلك الليلة المقدسة، ففرح المؤمنون الذين أتوا إلى هناك فرحا عظيما لم يشعروا به في السابق. في تلك المناسبة، لم تكن هناك تماثيل، بل كانت المغارة حية بالحاضرين، ارتدت ملابس القداس التي تخص الدرجة الإنجيلية وقراء الإنجيل المقدس، موضحا الصلة بين تجسد المسيح وسر الإفخارستيا.