رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطران عطا الله حنا: المقدسيون المسيحيون والمسلمون باقون فى مدينتهم ومتشبثون بتاريخهم

المطران عطا الله
المطران عطا الله حنا

قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم، إن رؤساء الكنائس المسيحية في القدس أكدوا دائما في كلماتهم وفي مواقفهم على مفهوم تحقيق العدالة في هذه البقعة المباركة من العالم، والتي بدونها لا يمكن أن يكون هنالك سلام حقيقي، فالسلام هو ثمرة من ثمار العدل، وبغياب العدالة لا يمكن أن يتحقق السلام.

وتابع: إن ثقافتنا هي ثقافة سلمية، فنحن لا نؤمن بالعنف والقتل والحروب والإرهاب وامتهان الكرامة الإنسانية، بل ندعو دوما إلى المحبة والأخوة والرحمة بين كافة أبناء البشر.

وشدد: نرفض الحروب حيثما كانت وأينما وجدت، والحرب التي تتعرض لها غزة في هذه الأوقات العصيبة يجب أن تتوقف سريعا لأنها تحصد أرواح الأبرياء والمدنيين، خاصة الأطفال، ناهيك عن الدمار والمآسي الإنسانية التي لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري.

 نحترم الطابع الخاص لمدينة القدس

وقال: نحترم الطابع الخاص لمدينة القدس باعتبارها المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث، وحاضنة أهم المقدسات الإسلامية والمسيحية، فللقدس طابع خاص تتميز به عن أي مدينة أخرى في هذا العالم، ويجب احترام خصوصيتها.

وأوضح رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: إن الاستفزازات التي يتعرض لها المصلون في المسجد الأقصى لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، فأين هي حرية العبادة التي يتغنى بها الاحتلال؟، أما الأوقاف المسيحية فهي مستهدفة كذلك، فمن باب الجديد مرورا بباب الخليل ووصولا للحي الأرمني هنالك استهداف ممنهج لحضور مسيحي عريق وأصيل في هذه المدينة المقدسة.

ولفت: للأسف كل هذا يحدث في القدس، ونرى أن ما يسمى العالم المسيحي في الغرب لا يحرك ساكنا، ناهيك عن القيادات السياسية في الغرب، فأولئك الذين يصمتون أمام قتل المدنيين في غزة لا نتوقع منهم أن يتحركوا من أجل القدس.

وأضاف "حنا": المقدسيون المسيحيون والمسلمون هم باقون في مدينتهم ومتشبثون بتاريخهم وتراثهم وأصالة وجودهم، ولن يستسلموا للمشاريع المشبوهة الهادفة لتهميش الحضور الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة، ومن القدس نقول إننا نطالب بوقف الحرب على غزة، فأهلنا هناك الذين يموتون بهذه الطريقة المروعة يستحقون أن يكونوا في وضع أفضل، ويستحقون أن ينعموا بالحياة، التي هي هبة إلهية، بعيدا عن لغة الموت والدمار والخراب والقتل.

 وقف الحرب مطلب كل إنسان يتحلى بالقيم 

وتابع: نطالب بوقف الحرب، وهذا هو مطلب كل إنسان يتحلى بالقيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة، أن تكون إنسانا يعني أنك يجب أن تطالب برفع هذا الظلم عن شعبنا وأن تنادي بأن تتوقف هذه المأساة حقنا للدماء ووقفا للدمار.

وأوضح: إن القدس مدينة السلام أو من المفترض أن تكون مدينة للسلام، وهي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث، ولكن ويا للأسف تحولت اليوم إلى مدينة صراع واستفزاز وتطاول على الفلسطينيين الذين يعاملون في مدينتهم وكأنهم غرباء وعابرو سبيل، في حين أن الفلسطيني في مدينته المقدسة ليس غريبا أو دخيلا أو عابر سبيل، فهذه المدينة هي مدينتنا وعاصمتنا وحاضنة مقدساتنا وتاريخنا وتراثنا الروحي والإنساني والحضاري والثقافي.