رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلمى النمنم: بعض المثقفين حاولوا تحريض الرئيس على الإعلام والقضاء فرد قائلًا «لا يمكننا التدخل فى عمل هذه المؤسسات»

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز وحلمى النمنم

- قال إن السيسى رسَّخ للدولة الواحدة بعد أن حوّلها الإخوان إلى «رئاسة» ومكتب إرشاد

- الرئيس أعاد الإشارة لمكانة مصر المتوسطية التى نبه إليها رفاعة الطهطاوى وطه حسين 

- السيسى إنسان خلوق على أرفع مستوى وبالغ الرقى والتهذيب فى الحديث عن الآخرين 

- فوجئت بمستوى الثقافة الرفيعة جدًا لدى السيسى وتبين أن جغرافيا العالم وتاريخه حاضران فى ذهنه

- المنصب قيدنى على المستوى الشخصى وبسببه تخليت عن عادتى بالذهاب لسوق الأزبكية أو دخول مكتبات وسط البلد

- طلبت من البرلمان قصر التقدم لجائزة الدولة التشجيعية على من هم دون الـ40 عامًا فحدثتنى أستاذة جامعية وقالت لى: «منك لله»

قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن مشهد تسليم السلطة بين الرئيس السابق عدلى منصور والرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى كان حضاريًا وغير مسبوق، ونسف ما يشاع حول أن الرئيس لا يغادر منصبه إلا بالموت أو بالدم. وخلال حواره مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على فضائية «إكسترا نيوز»، كشف «النمنم» عن أن بعض المثقفين حاولوا تحريض الرئيس عبدالفتاح السيسى على الإعلام بحجة إثارته البلبلة، وعلى القضاء بحجة التباطؤ فى إدانة الإخوان، لكنه رد عليهم بقوله: «لا يمكن أن نتدخل فى عمل هذه المؤسسات».

■ بداية.. كيف كنت ترى الدولة المصرية قبل أن تصبح مسئولًا فيها؟

- هناك فترة قبل ٢٠١١، وما بعد ٢٠١١ حتى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ثم ما بعدها وصولًا لـ٢٠١٤، وفى فترة ما قبل ٢٠١١ كنت أرى أن الدولة المصرية تواجه مشكلة كبيرة، هى أنها غير قادرة على التجدد، وهناك نوع من التكلس، وتتم إدارة الدولة بمنطق يوم بيوم، وكانت هناك مخاطر حقيقية حول كيان الدولة.

وفى عام ٢٠٠٠، عُقد حوار مباشر ضمن سلسلة «حوار الأسبوع» بجريدة المصور، وكان من أهم الفعاليات الصحفية فى الصحافة المصرية، وعندما عقدت انتخابات فى هذا العام، تمت دعوة البرلمانى السابق كمال الشاذلى ودار حوار حاد بيننا حول ممارسات الفساد الموجودة فى الدولة، وتحدث عن كل ما يقال فى الشارع المصرى، وتمثل طلبه فى أن من يتمكن من إثبات شىء مخالف عليه أن يعلنه ويعطيه للأجهزة القضائية، ورددت عليه بأن الدولة تتعامل بمنطق «حسن السير والسلوك»، ويطبق هذا على صغار الموظفين، ومع تقدم الإخوان فى انتخابات ٢٠٠٠، قلت له حرفيًا: «أبشر.. بالطريقة دى الإخوان هيأخدوا الدولة، وبمعدل ١٠ سنوات، وسيأخذون الدولة بالنقاط وليس بالضربة القاضية، مثلما يحصد نادى الأهلى النقاط فى الدورى».

والإخوان أحرزوا عددًا من المقاعد فى انتخابات ٢٠٠٠، وزادت المقاعد فى انتخابات ٢٠٠٥، وفى عام ٢٠١١، كانت الدولة تعيش بمعدل ساعة بساعة، وفى أثناء ٢٠١١ كانت هناك فوضى عارمة فى البلاد، وتم تقسيم الدولة لثلاث فئات عنصرية، الأولى الفلول والمتظاهرين والثوار، والفئة الثانية هى فئة فوق المؤسسات والدستور، والثالثة هى حزب الكنبة الذى يهان من الثوار، حتى وصل الإخوان للحكم، ثم وصلنا بعدها لـ٣٠ يونيو.

وعندما تولى المستشار عدلى منصور رئاسة الدولة، استبشرت خيرًا، لأنه كان رجلًا صبورًا، وكانت هناك إدارة للدولة، ووجود قوى للجيش والمؤسسة العسكرية، إلى أن دخل الرئيس السيسى الانتخابات وفاز فى يونيو ٢٠١٤، وبعد إلقاء خطاب التسليم والتسلم بين عدلى منصور والسيسى، تمنيت طباعة هذه الكلمات فى كتاب، من قبل الهيئة العامة للاستعلامات، لأن الخطاب يعد من وثائق الدولة، وكان مشهدًا حضاريًا تمثل فى تسليم السلطة، بعدما كان يُشاع أن رئيس الجمهورية لن يغادر سوى بالموت أو الدم، وأول مرة يسلم رئيس رئيسًا آخر، وينقل توصياته وملاحظاته للرئيس الجديد فى مشهد حضارى مهيب.

ومشهد التسليم والتسلم بين الرئيس السيسى والمستشار عدلى منصور كان حضاريًا، بالنسبة للتاريخ المصرى هو مشهد لم يحدث من قبل، وعلى هذه الدرجة من الرقى والتحضر، وعندما ألقى الرئيس السيسى خطاب التنصيب كان بمثابة عقد بينه وبين المصريين، وكان أهم النقاط التى تضمنها الخطاب أنه لا توجد دولة موازية فى مصر، وأن هناك دولة واحدة وقادرة وقوية، بعد أن كان هناك فى عهد الإخوان، رئاسة الجمهورية ومكتب الإرشاد، وقبل ٢٠١١ كان هناك رئاسة الجمهورية والحزب الوطنى ولجنة السياسات، ولكن الرئيس السيسى أكد مفهوم الدولة الواحدة، لأن الرئيس السيسى كان استراتيجيًا ويعى مشاكل الدولة المصرية.

والرئيس السيسى أضاف احترامًا للجغرافيا السياسية فى خطاب التنصيب، وأشار إلى البعد المتوسطى، وتوقفت فى خطاب التنصيب للرئيس السيسى عند حديثه حول الدائرة المتوسطية، وهذه الدائرة المتوسطية مَن أشار إليها على استحياء كان رفاعة الطهطاوى فى مناهج الألباب المصرية، وأشار إليها علنًا الدكتور طه حسين فى «مستقبل الثقافة فى مصر» عام ١٩٣٨، وتم اتهامه بالضراوة وأنه يعادى العروبة والإسلامية والإفريقية لصالح الغرب، ولكن الدائرة المتوسطية والغرب يختلفان تمامًا، وهناك تاريخ لمصر مع «المتوسط»، وكان من الجيد أن يأتى رئيس جديد يعى ويفهم البعد المتوسطى وعمق هذه الرؤية المتوسطية.

وبوضوح شديد جدًا نحن أمام شخص تولى رئاسة الجمهورية، يدرك أبعاد مصر بعمق شديد، وفى الخطاب أكد الرئيس السيسى على أهمية العمل ولم يعطِ وعودًا كثيرة للمصريين، وذكر أن مصر أمام مشكلات وأنه يفكر خارج الصندوق، ورغم إدراكه هذه الأبعاد أكد الرئيس السيسى أن مصر للمصريين، والمشروع الذى بنى مصر الحديثة كان يؤكد أن مصر للمصريين، وكان الجميع متفائلًا بهذه اللحظة فى خطاب الرئيس السيسى.

■ تحولت من كاتب صحفى له رؤيته إلى مسئول فى الدولة.. كيف تقبلت هذه النقلة؟ 

- أنا صحفى ورأيت الكثير من المشاهد المتعلقة بتغيير الوزارات والحكومات، وفوجئت أثناء حلف اليمين بأن هناك أكثر من ١٣ وزيرًا هم أصدقاء لى وأعرفهم جيدًا، ويمكن القول إننى تعاملت من قبل مع عدد كبير من قيادات القوات المسلحة، ولكن لم يسبق لى حينها التعامل مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء توليه منصب القائد العام للقوات المسلحة، وكنت قد اعتدت على حركة التنقلات الكثيرة بين المناصب.

ومنصب الوزير فى النهاية سياسى، والمنصب السياسى يتيح للشخص قول الرأى النقدى، لذا منصب الوزير لم يكن النقلة الكبيرة التى شعرت بها، من كونى كاتبًا صحفيًا إلى وزير، ولكن النقلة الحقيقية التى شعرت بها عندما توليت رئاسة دار الكتب، بسبب أن المنصب كان يجبر المرء على الاستماع لكل آراء الكتّاب وتقبلها، وهذا عكس منصب الوزير.

ومنصب الوزير قيدنى على المستوى الشخصى بصورة كبيرة، وعندما توليت المنصب تخليت عن بعض عاداتى مثل الذهاب لسوق الأزبكية، كما أننى أصبحت غير قادر على دخول مكتبات وسط البلد والاطلاع على الكتب مثلما كنت أفعل من قبل.

وهناك فرق بين الكاتب والمسئول، وهو أنه عندما كنت أنتقد وأنا كاتب لم أكن أمتلك الأدوات للتغيير، لكن وأنا مسئول لدى الصلاحيات، لكن فى بعض الأمور لم أكن أمتلك الصلاحيات كوزير، على سبيل المثال نفترض أن هناك لجنة علمية فى جامعة القاهرة، وهذه اللجنة اتخذت قرارًا لا يريده رئيس جامعة القاهرة، فهل يستطيع أن يتدخل فى عملها؟ لا يمكن أن يتدخل بالتأكيد.

كما توجد أشياء، على سبيل المثال، فى لجان جوائز الدولة التشجيعية، وهى لجان علمية مشكلة لا يحق التدخل فيها، ومن المعيب التدخل فيها كوزير، لكن على الأقل يحق لى قول رأيى، أذكر أننى وجدت بين قوسين «شابًا» يمتلك من العمر ٧٨ سنة، ويفوز بجائزة الدولة التشجيعية، تخيل «شابًا» وعنده ٧٨ سنة، فإذا خرجت وتساءلت.. كيف يكون شابًا وعمره ٧٨ سنة؟! فهذا يعنى أننى أقول إن الحاصل على الجائزة لا يستحقها، ومن المفترض أننى وزير وأن أهنئه وأسلمه الجائزة، لكن كل ما طلبته من البرلمان أن يتم تخفيض السن، بحيث يوضع شرط بألا يتجاوز عمر المتقدم لجائزة الدولة التشجيعية الأربعين سنة، وهو ما أغضب الكثيرين، لدرجة أننى بعدما غادرت من الوزارة حدثتنى أستاذة جامعية وقالت لى: «منك لله» أنا تقدمت لجائزة الدولة التشجيعية وقالوا لى إن عمرى ٤٣ سنة. 

■ هل شاب جوائز الدولة التشجيعية نوع من الترضيات؟ 

- هناك اعتبارات تدخل فى التصويت للمتقدمين لجائزة الدولة التشجيعية، فعلى سبيل المثال أحيانًا كنت تجد أحد المثقفين يأتى ويقول إن فلانًا مريض ويحتاج إلى علاج، ويجب أن نعطيه الجائزة، وبالتالى هناك أشياء بهذا المعنى. 

■ ما الإنجازات التى شعرت بأنك حققتها أثناء وجودك فى دار الوثائق؟

- الدكتور جابر عصفور طلب منى تولى رئاسة دار الكتب، وبالفعل استمررت فى هذا المنصب حتى توليت منصبى فى وزارة الثقافة، وعندما ذهبت لدار الكتب كان فى خيالى تولى دار الوثائق، بسبب خوفى على الوثائق المصرية من الضياع والهلاك والإهمال، وكنت مؤمنًا بصورة كبيرة بضرورة نشر بعض الوثائق التى مرت عليها سنوات كثيرة داخل الدار لتسهيل البحث على الباحثين، وبالفعل تولينا نشر بعض الوثائق، مثل وثائق «النصرة المصرية للقضية الفلسطينية من قبل مجىء الاحتلال الصهيونى».

ما يهمنى فى تجربة رئاسة دار الوثائق، أننى نجحت فى ضم بعض الوثائق الهامة التى لم تدخل الدار من قبل، مثل وثائق محكمة النقض، وهنا يجب الإشارة إلى أننى كنت قلقًا من وضع دار الكتب بعد الحديث عن تهريب بعض الوثائق فى فترة حكم الإخوان، ولهذا يمكن القول إن الوثائق الجديدة التى انضمت للدار خلال ولايتى هذا المكان يُقدر عددها بالملايين.

وانتهت فترة الدكتور أحمد مجاهد فى دار الكتب، وبالتالى توليت منصبه فى دار الكتب واستمررت فيه لمدة ٤٠ يومًا، وكانت لدىّ تطلعات تجاه الهيئة، وكنت معترضًا على أن تعيش مصر على معرض القاهرة الدولى للكتاب، وبالتالى وضعت خطة بأن يكون فى كل محافظة معرض للكتاب، وفى الخطة الثانية يجب أن تكون هناك معارض للكتاب فى كل مدينة داخل المحافظة بل فى كل جامعة، وبالفعل دشنا معرضًا فى جامعة القاهرة.

■ ما انطباعك عن الرئيس السيسى بعد لقائك الأول به عقب حلفك اليمين؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم استراتيجية عامة للدولة فى اللقاء الأول معه بعد تولى حقيبة وزارة الثقافة، ووجّه الخطاب لى مباشرة بأن الدولة لا تتبنى موقفًا مضادًا من الإعلام، فالدولة ليست ضد حرية الإعلام، ووجّه لى هذا الخطاب بالاسم، كما تحدث الرئيس السيسى عن بعض الأشياء التى شعرت بأنها موجهة لى، حيث قال: «رجاءً هذا الكلام ليس للنشر»، وبالتالى شعرت بأن هذه الجملة قد تكون موجهة لى.

وخلال لقائى الأول بالرئيس السيسى اكتشفت أننى أمام إنسان خلوق على أرفع مستوى، وبالغ الرقى والتهذيب فى الحديث عن الآخرين، فعلى سبيل المثال عندما جاء الحديث عن تجارب حكم سابقة، لم يتحدث الرئيس السيسى بكلمة يمكن أن يفهم منها أن بها إساءة لأحد، وكان حديثه يتسم بأدب جم.

كما أن الرئيس السيسى يتمتع بالصرامة الأخلاقية وعفة لسان إلى أقصى درجة ممكنة، وعندما كان يشرح الوضع الاستراتيجى العالمى ووضع مصر، فوجئت بمستوى الثقافة الرفيعة جدًا للرئيس السيسى، حيث إن جغرافيا العالم وتاريخه حاضران فى ذهنه، إضافة إلى تفاصيل دقيقة لا يعرفها إلا دارس مدقق وليس مجرد قارئ أو حافظ، كما أكد الرئيس السيسى حرية الإعلام الكاملة خلال اجتماعه الأول مع الحكومة.

■ كوزير.. كنت فى قلب مشهد لقاء الرئيس السيسى مع المثقفين، وهو اجتماع استمر لعدة ساعات وكانت له أصداء كثيرة.. حدِّثنا عن ظروف ترتيب هذا اللقاء وما دار فيه؟ 

- لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بمجموعة كبيرة من المثقفين، كان بدعوة من الرئاسة، وكانت هناك رغبة من الرئيس شخصيًا بأن يلتقى بالمثقفين، وقد كنت اقترحت قبلها مع افتتاح معرض الكتاب أن يحدث لقاء، وقد تم تأجيل تنفيذ هذا الاقتراح، وتم إبلاغنا بأن هناك لقاءً سيعقده الرئيس فى الاتحادية، ودُعى إليه مختلف الأجيال ومختلف التيارات السياسية والفكرية. 

الرئيس كان راغبًا فى الاستماع إلى الجميع، ولم يقاطع أحدًا، وكان يدوّن ملاحظات، وتكلم كل من تمت دعوته للقاء، وتحدثوا جميعهم بمنتهى الأريحية، لدرجة أن الدكتور جلال أمين، رحمه الله، عندما تحدث أثناء اللقاء أشار إلى أنه يمتلك محاذير، فرد عليه الرئيس السيسى بأنه لا يوجد ما يدعو للمحاذير. 

وخلال اللقاء حدث أن حاول بعض المثقفين الحضور تحريض الرئيس على الإعلام والإعلاميين، بقولهم إن الإعلام يرتكب أخطاءً ويُحدث خللًا، وإن هناك من يُحدث بلبلة، وذكروا بعض الإعلاميين بالأسماء، فكان رد الرئيس السيسى واضحًا وصارمًا، بأنه لن يتم التدخل فى شئون الإعلام، وأنه توجد حرية للإعلام، وهذه شهادة لله. 

وفى نهاية اللقاء، أثناء وقوفنا مع الرئيس السيسى، حدثت محاولة من البعض لتحريض الرئيس على القضاء، بالادعاء بأن القضاء متباطئ فى إدانة الإخوان، وكان رد الرئيس السيسى واضحًا بأنه لا يمكن أن نتدخل فى القضاء. 

وسمع الرئيس السيسى يومها كل ما قاله الحضور، وقال لهم: «أنتم قلتم ما عندكم، وأنا سأقول لكم ما عندى، وأريد مساندتكم، عندنا مشكلة سكان ضخمة جدًا، كما لدينا مشكلة فى الاستيراد وحاجة لتوطين الصناعة».

■ ما انطباع الرئيس عن لقائه بالمثقفين؟ 

- الرئيس كان سعيدًا بلقائه مع المثقفين، وعندما انتهينا من اللقاء قال لى إن لدىّ مهمة كوزير للثقافة، وبأنه ينتظر أن أعود إليه مرة أخرى، وقد تقرر عقد اجتماعات أخرى أجريها كوزير للثقافة ثم نصل لنتيجة ونرفعها للرئاسة ويكون هناك لقاء آخر، وقد عقدت أول لقاء مع المثقفين وحضره ربع من تمت دعوتهم، وكان فى دار الكتب، وللأسف خرج أناس ممن حضروا وأعطوا تصريحات عن أشياء قيلت وحدثت، لكنها لم تكن قد قيلت فى اللقاء، ولم يتكرر اللقاء مرة أخرى لأنه لم يكن أحد جاهزًا بشىء، حيث كنت قد طلبت منهم تكليفات وكتبتها فى ورقة، وقد حدثنى مكتب الرئيس السيسى وسألونى عما حدث، فقلت لهم ما حدث معى بالضبط.

كما أن مسألة ادعاء بعض المثقفين أن الدولة لا تدعوهم لشىء، غير حقيقية، وهناك فريق يرى بأن دعوة الدولة معناها فى أن يكون الاجتماع مع الرئيس فقط، وقد كنت غير سعيد بموقف بعض المثقفين، حيث كنت أرى أنه توجد فرصة حقيقية تتاح للثقافة والمثقفين لكن لم يتم استغلالها.

■ ماذا عن تكليفك بالوزارة؟

- طُلب منى تولى وزارة الثقافة فى وزارة المهندس إبراهيم محلب الأولى، وفى هذا التوقيت لم أكن مرحبًا بهذا المنصب على الإطلاق، ولهذا تلقيت اتصالًا هاتفيًا من الوزير فخرى عبدالنور وقال لى: «إنت مش شايف إن البلد تستحق أن نضحى من أجلها»، وكان ردى بأن «البلد تستحق أكثر من ذلك»، وبعد هذا الاتصال تلقيت اتصالًا آخر من المهندس إبراهيم محلب يطلب مقابلتى، وبالفعل ذهبت لمقابلته بشكل شخصى، ويمكن القول إن هذا اللقاء استمر لأكثر من ساعتين وثلث.

ويجب التأكيد على أن «محلب» كان واضحًا للغاية وشفافًا فى حديثه طوال فترة هذا الاجتماع.

وتحدثت معه فى الكثير من النقاط المتعلقة بوزارة الثقافة، حيث طرح بعض الأسئلة المتعلقة برأيى فى وزارة الثقافة وتصورى للثقافة فى مصر، وكان ردى أنه يجب الوصول لكل مواطن فى الدولة حيث هو، ووضعت خريطة إجرائية لهذا الحديث.

وبعد هذا الاجتماع، حضرت إلى قصر الاتحادية صباح اليوم التالى من أجل أداء اليمين.