رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل بدء الصمت الانتخابى.. المرشح الرئاسى عبدالسند يمامة يوجه رسائله للمصريين فى حواره لـ"الدستور"

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

<< أدعو المواطنين للاحتشاد أمام صناديق الانتخابات.. ولدينا برنامج انتخابى كامل لإنقاذ مصر 

<< الإصلاح الاقتصادى مرتبط بالإصلاح السياسى والتعليم وبسياسة خارجية رشيدة

<< أستهدف الاتفاق مع "أصحاب الديون" على إعادة جدولتها لفترة أطول

<< أستهدف الاستثمار الأجنبى فى مشروعات البنية التحتية والخدمات 

<< فكر جماعة الإخوان هو إحياء مشروع الخلافة.. والباحثون عن عودة الخلافة مرة أخرى "جهلاء" ويعيشون خارج التاريخ

<< المنظومة الغربية فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان انكشفت فى أحداث غزة

 

حاور "الدستور" المرشح الرئاسي الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، قبيل ساعات قليلة من بدء عملية الصمت الانتخابي، والتصويت في انتخابات الرئاسة بالداخل.

واستعرض المرشح الرئاسي طبيعة تكوينه السياسي وبرنامجه الانتخابي، وموقفه من التحديات التي تواجه الدولة المصرية في مختلف القطاعات.

وإلى نص الحوار،، 

ما الذي تغير منذ عام 2018 حتى عام 2023 ليكون للوفد مرشح فى الانتخابات الرئاسية؟

أولًا علينا أن نفرق بين أمرين، الأول وهو الموقف التاريخي للرئيس عبدالفتاح السيسي ومعه القوات المسلحة والشعب المصري في مواجهة الإخوان، وكان الفاصل في هذا الأمر الفترة التي أدار فيها المستشار عدلي منصور إدارة شئون البلاد، ويمكننا القول إن الرئيس السيسي اكتسب شعبية كبيرة لانبهار الكل بدوره، فكان من الصعب لأي شخص أن يفكر كيف يترشح أمامه في الانتخابات، ولكن الأداء السياسي خلال الـ10 سنوات الأخيرة نختلف معه فيها، وهناك أداء سلبي في بعض الأمور، ولذا فإن شعار حملتي وهدفي أننا في مرحلة إنقاذ مصر.

هل الأداء سلبي في الـ10 سنوات طبقًا لمعايير حزب الوفد أم طبقًا لأي من المعايير؟

نحن تخلفنا في التعليم وتراجع دورنا، بجانب أن الجنيه المصري خلال الـ10 سنوات فقد 85% من قيمته، الأمر الذي زاد من عملية التضخم التي وصلت نسبتها إلى 35%، كما أن طرح فوائد بنكية بقيمة 18% و20% لا تجعلنا نعيش في مناخ استثماري لأن المستثمر سيريح من أعصابه ويضع أمواله في البنوك ولا يقوم بعملية الاستثمار، هذا بجانب أن الفرق الكبير للسعر الرسمي للدولار في البنوك والسوق السوداء يؤثر بالسلب على المستثمرين.

وهنا أتساءل: لماذا تراجعت الدولة المصرية؟، مؤكدا أن الإصلاح الاقتصادي مرتبط بالإصلاح السياسي والتعليم وبسياسة خارجية رشيدة، وأنا أرى أن كل هذه الملفات أداء الحكم فيها خلال الـ10 سنوات سلبي، فلو نظرنا أولًا إلى محور التعليم سنرى أن الدكتور طه حسين في مؤلفه عام 1988 "مستقبل الثقافة في مصر" قال إن التعليم ركن أساسي في الحياة الديمقراطية الصحيحة وكذلك في المجتمع.

ألا ترى أن مصر تعرضت لكثير من الأحداث مثل كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.. كل هذا كان له تأثير سلبي على الاقتصاد المصري؟

ما تتحدث عنه من أزمات كشف عن ضعف الاقتصاد وأثر سلبا دون شك، ولكننا دولة تستورد ما يقرب من 80%، واقتصادنا ريعي ليس منتجا، وأنا أختلف هنا على أولويات الإنفاق، والإصلاح الاقتصادي لمصر يحتاج إلى مجموعة اقتصادية لا تحمل أي اتجاه حزبي تضع رؤياها لإنقاذ الاقتصاد.

كيف تم إعداد البرنامج الاقتصادي للمرشح الرئاسي الدكتور عبدالسند يمامة؟ وما هي ملامحه؟

برنامجى الانتخابي يشمل 4 محاور، منها 3 ملفات قمت بإعداد برنامجي الانتخابي فيها بنفسي، وهى: إصلاح التعليم وإصلاح تشريعي وقضية الحفاظ على الحقوق المائية في نهر النيل، أما فيما يخص المحور الاقتصادي فعهد به إلى مجموعة متميزة من المتخصصين الذين وضعوا حلولا للمشاكل التي نعاني منها.

وأهم المقترحات التي تستهدف تحسين الوضع الاقتصادي من خلال اتخاذ كافة السبل للاتفاق مع المؤسسات المالية العالمية "أصحاب الديون" على إعادة جدولة هذه الديون لفترة أطول، أو اقتراض واحد لاحتواء وسداد هذه القروض مجملة على فترة سداد طويلة ذات أقساط وفوائد دين منخفضة بقدر الإمكان، وعدم الاقتراض خاصة بالخدمات أو مشروعات البنية التحتية لفترة محدودة وتكون مربوطة بفترة تعافي الاقتصاد المصري ودفع عجلة الإنتاج، واستهداف الاستثمار الأجنبي في مشروعات البنية التحتية والخدمات مهما كلفنا الأمر من خسارة الفرص البديلة للأرباح من خلال عقود الشراكة المختلفة.

ماذا عن القضايا المجتمعية والثقافية وما طرح في قضايا بناء الإنسان وتجديد الخطاب الديني في برنامجك الانتخابي؟

إذا تحدثنا عن المسألة الثقافية فإن الدستور نص على التزام الدولة بالحفاظ على التراث والعقار والثقافة، وقرأت منذ فترة أن هناك طلبا قدم لمنظمة اليونسكو من مصر على أساس تقليص مساحة القاهرة الفاطمية لتخرج عن ولاية منظمة اليونسكو، ولكن المنظمة رفضت هذا الطلب، وما سمعناه ورأيناه على شاشات التليفزيون للأسف الشديد هناك عدوان على تاريخ التراث المصري بهدم المقابر وغيرها وهي جزء من تاريخنا.

أنا سافرت إلى فرنسا أول مرة عام ١٩٧٧ وحتى اليوم باريس كما هى بكل تراثها، فمصر أم الحضارة ونمتلك أكثر من ثلثي آثار العالم. 

وماذا عن رؤيتك لملف تجديد الخطاب الديني؟

فيما يتعلق بالخطاب الديني أولًا علينا أن نفهم ما المقصود بالخطاب الديني، حيث إن هناك ثوابت دينية لا يمكن العدول عنها، على سبيل المثال ما يخص المواريث وقضايا الزواج وما تحتاجه مصر في تلك المسألة هو المقومات الاجتماعية، ودور الأزهر الشريف وهو المنوط به الحفاظ على تلك المسائل الدينية، وأرى أن السياسيين عليهم أن يبعدوا عن الدين.

فكر جماعة الإخوان هو إحياء موضوع الخلافة، فالشيخ علي عبدالرازق عندما أصدر كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، هذا الكتاب المستنير، ذكر فيه أن نترك ما للسياسة للسياسة وما للدين للدين؛ والمشاكل التي عانت منها المجتمعات بسبب الدواعش، فهذه الجماعات كانت توظف من مخابرات أجنبية تم استغلالها لحب وعاطفة الناس للدين.

من يبحثون عن إعادة الخلافة من الجماعات المتطرفة جهلاء ويعيشون خارج التاريخ، وبانتهاء الخلافه العثمانية سنة 1924 انتهت والتفكير فيها تفكير أحمق.

 كيف يتم تحصين المواطنين ضد الفكر الإخواني؟ 

التقيت بقداسة البابا تواضروس الثاني، وقلت له: أنا أول زيارة لي كانت لقداستك وأنشأت صفحة بجريدة الوفد باسم الكنيسة، والمؤتمر الصحفي لإعلان برنامجي الانتخابي من تحدث معى فقط الدكتورة منى مكرم عبيد، وهي قبطية، ونحن حزب يرفع شعار الهلال مع الصليب، علينا نشر روح المحبة والابتعاد عن روح التعصب والتضليل. في النهاية الفكر لا يجابهه إلا فكر.

وفي النهاية علينا جميعا الاحتكام إلى القانون، خاصة فيما يتعلق بتنظيم دور العبادة واحترام أصحاب العبادات والديانات لغير المسلمين.

ما هي السياسة التي ترى أن تكون حاكمة لسياسة مصر الخارجية؟

من بداية حياتي أنا شخص عروبي له منهج ورؤية، بمعنى أول بحث قمت بإعداده 1975 كان يهدف إلى إنشاء محكمة عدل عربية، وكان هناك 3 مشروعات مقدمة في ذات الشأن، وقمت بالاطلاع عليها وقلت إن مجموعة الدول الراغبة في إنشاء محكمة عدل عربية في إطار تنظيم إقليمي.

كما أن وزن مصر كبير جدا والجميع يعلم مكانتها، وكان لنا بعض السقطات تاريخيا مثل حرب اليمن وفكرة الرجعية العربية والتدخل العسكري في اليمن، هذا كان قرارا منفلتا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان هذا قرارا فرديا، وخسائره كبيرة علينا ولم نحقق منه أي شيء؛ ولا يمكن أن ننسى في حرب 1973 موقف الدول العربية، خاصة ملك السعودية الملك فيصل، رحمه الله.

فلو نظرنا إلى حدودنا الشرقية سنجد أن إسرائيل لها تطلعات من النيل إلى الفرات، والدفاع عن غزة هو دفاع عن أمننا القومي، والقضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية، ويجب الإعداد للوصول إلى حل من خلال جامعة الدول العربيه لتلك القضية. 

وما يحدث في فلسطين لو لم نتعامل معه بحكمة ستكون عواقبه وخيمة، لأنه لا يمكن لنا أن نحارب أمريكا، ولكن يجب أن يكون لنا دور لإعادة التوازن للمجتمع الدولى، فالمنظومة الغربية فيما يتعلق بالحريات وحقوق الانسان انكشفت في أحداث غزة.