رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أملًا فى الحياة.. زواج وحفلات زفاف فى مراكز النازحين بوسط وجنوب غزة

أهالي غزة
أهالي غزة

على الرغم من الآلام والأوجاع والأحزمة النارية، قرر أهالي  قطاع غزة التمسك بالآمال والأحلام في عالمهم المليء بالآلام.

ورأينا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، كيف عاشت بعض الأسر في أنقاض منازلهم رغم قصفهم متحدين صواريخ وطائرات الاحتلال، بل عاشوا حياتهم كاملة وقامت النساء بخبز العيش على نار الحطب وتحضير أشهى المأكولات.

وكان هناك الأكثر من ذلك، فقام العديد من الشبان بإتمام الزواج في مراكز النزوح ومخيمات اللاجئين، ليتعلم العالم أجمع من أهالي غزة معنى الصمود والعيش بالأمل.

بملابس الصلاة..إتمام زفاف عروسين شرق المغازي

قبل أسبوع، وبملابس الصلاة قرر ماجد الدرة وسارة أبوتوهة عروسان فلسطينيان من قطاع غزة، الزواج وإتمام الزفاف في مدرسة الأونروا شرق المغازي في أول أيام التهدئة، التي تحولت إلى مكان لإيواء النازحين جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأفاد المصور الصحفي الفلسطيني أسامة الكحلوت، بأنه تمت خطوبتهما بداية العام الجاري، وعاشا عدوانين على غزة ودمرت شقتهما في الحرب الحالية، كما فقدت العروس ذهبها وكل مستلزمات الفرح في حزام ناري تضرر فيه منزل العريس.

وأشار الكحلوت إلى أن العروسين أصرا على إتمام حفل الزفاف في موعده، ونزحت العروس مع عائلتها في نفس مدرسة خطيبها في الطابق الأول، وخطيبها كان في الطابق الثالث، وشارك في حفل زفافهما كل النازحين في المدرسة وسكان المغازي.

وردد الحضور أغاني من الفلكلور الفلسطيني مثل" طالعة من صف أبوكي.. رايحة على صف جوزك" وامتزجت تلك الكلمات بالزغاريد وزُفت العروس إلى زوجها.

أنا عروسة النزوح والتشريد.. زفاف بدون الفستان الأبيض

وفي الأسبوع الثاني من العدوان الإسرائيلي على غزة، قرر حمادة حجو الزواج بدون أي مظاهر فرح، خاصة بعد أن تم قصف شديد لمدينته، ونزوحه إلى الجنوب برفقة خطيبته ياسمين جبر.

تمت خطبة حمادة وياسمين منذ ثلاثة أشهر، وكان زفافهما مقررًا في نهاية العام الجاري، يقول حمادة "عندما نزحنا معًا وشهدنا الدمار واستشهاد الآلاف في غزة، حينها رأينا أن غزة لن تستطيع أن تزف شابًا وفتاة إلا بعد سنة أو أكثر، ولهذا قررنا أن نتزوج بدون حفل زفاف أو فرحة مع العائلة، وبذلك أصبحنا زوجين بدون أي مراسم زفاف، وفقًا للصحفية الفلسطينية رويدا عامر.

وقالت ياسمين: "كنت أخطط للكثير والكثير لهذا اليوم بداية من الفستان الأبيض وحتى ترتيب بيت الزوجية، ولكن اليوم تزوجت بمنزل عمة زوجي دون مظاهر الاحتفال، وهكذا هي الحياة فى غزة قائلة: أنا عروسة النزوح والتشريد، عروسة بدون طرحة بيضاء ولا ابتسامة استقبال حياة جديدة، لم أودع عزوبيتي كما كنت أود ولم يكن أهلي بجانبي في لحظات اتخاذي قرار أن أكون زوجة في بيت النزوح".

زفاف أبناء عوض في مدرسة للأونروا بخان يونس

كما شهدت مدرسة تابعة الأونروا في خان يونس على زواج سالم عوض وأمل عوض، بعد نزوحهما من شمال غزة إلى وسطه في مخيم المغازي، وقررا أن تبدأ حياتهما الزوجية هناك.

كان موعد زفافهما الشهر المقبل، ولكن جاء العدوان وهدم كل مخططاتهم وأحلامهم، وقصفت طائرات الاحتلال منازل عائلة العروسين وهما أبناء عم، ولذلك نزحوا من الشمال إلى وسط القطاع مشيًا على الأقدام لمسافات طويلة.

وقالت العروس إنه بسبب هول ما حدث وما أصاب غزة من دمار وخراب وشهداء، قررت أن تتم الزواج وتكون زوجة لابن عمها في مدرسة للاجئين، لأنها لا تستطيع أن تتم الزفاف بعد انتهاء الحرب وخاصة أن غزة حزينة على شهدائها.

وقرر النازحون أن يزفوا العروسين ويرسموا البسمة على وجوهم في يوم لن يُنسى طيلة العمر، وقدم النازحون للعروسين التهاني والأمنيات بأن تنتهي الحرب ويجتمعا فى بيت واحد أو خيمة واحدة على الأقل.