رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايننشال تايمز: هناك تغير كبير فى الرأى العام العالمى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية

غزة
غزة

قالت صحيفة" فايننشال تايمز" البريطانية إن هناك تغيرا كبيرا في الرأي العام العالمي فيما يتعلق بـالقضية الفلسطينية وتأييد الفلسطينيين على نحو غير مسبوق في جميع دول العالم.

انقسام الرأي العام العالمي 

وقالت الصحيفة في تقرير لها: أدت إراقة الدماء بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تقسيم العالم، ما دفع الناس إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج وتقسيم المجتمع الدولي.

وقد أدى ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر، والعدوان الإسرائيلي الذي استمر 6 أسابيع في غزة، إلى المزيد من استقطاب وجهات النظر، حيث سيطرت المشاهد المروعة من إسرائيل وغزة على الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم.

ومع ذلك، فإن تطور الرأي العام منذ الحرب لم يكن متوقعا أو مباشرا. فمن الولايات المتحدة إلى أوروبا كانت هناك تحولات مهمة امتدت أصداؤها عبر السياسة الوطنية.

قبل  هجوم 7 أكتوبر

قالت الصحيفة إنه قبل بدء عملية طوفان الأقصى كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قضية مثيرة للانقسام لعقود من الزمن، إلا أنه في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر كان رد الفعل الواسع النطاق في معظم أوروبا الغربية هو اللامبالاة.

وقال أكثر من ثلاثة أرباع الألمان: إن الصراع لم يكن له أهمية تذكر بالنسبة لهم. وحتى في الولايات المتحدة، قال 55% ممن شملهم الاستطلاع في شهر مايو إنهم لا يشعرون بقوة تجاه هذه القضية.

وتقليديا، أظهر الرأي العام الأمريكي أقوى دعم لإسرائيل، في حين كانت إسبانيا من بين الدول الأوروبية واحدة من أكثر الدول تعاطفا مع الفلسطينيين.

ومع ذلك، حتى قبل 7 أكتوبر، كان هناك اتجاه ملحوظ في الولايات المتحدة، مع عواقب سياسية محتملة كبيرة: فقد بدأ الديمقراطيون في التحرك نحو القضية الفلسطينية، ورغم أن المواطنين الأمريكيين ما زالوا أكثر تعاطفا مع إسرائيل، إلا أن استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة جالوب في شهر مارس سجلت نتيجة صافية للديمقراطيين الذين فضلوا الفلسطينيين للمرة الأولى.

منذ  أحداث 7 أكتوبر

قالت الصحيفة إنه منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس، كشفت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة عن اختلافات جوهرية بين الأجيال والسياسية بشأن الصراع.

ولا يزال الارتفاع الأخير في التعاطف المؤيد للفلسطينيين بين الديمقراطيين قائما: فنحو 25 في المائة ممن صوتوا للرئيس جو بايدن يعتبرون مؤيدين لإسرائيل، وهو ما لا يزيد كثيرا على نسبة 20 في المائة التي تدعم الفلسطينيين. وعلى النقيض من ذلك، فإن 76% من ناخبي دونالد ترامب مؤيدون لإسرائيل.

ويعني هذا التحول أن بايدن يواجه الآن صدعًا مفاجئًا داخل حزبه بشأن الشرق الأوسط بينما يتجه إلى حملة إعادة انتخاب صعبة، من المرجح أن تكون ضد الرئيس السابق ترامب.

العامل الكبير الآخر هو العمر،  بين الأمريكيين الشباب هناك دعم صريح للفلسطينيين أكثر من إسرائيل، وفي الوقت نفسه، بين أولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، يكون الدعم بأغلبية ساحقة لصالح جانب واحد، نسبة تأييد إسرائيل البالغة 65 في المائة تزيد بأكثر من 10 أضعاف النسبة المئوية المؤيدة للفلسطينيين.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس في منتصف نوفمبر أن معظم الأميركيين يعتقدون الآن أن الولايات المتحدة يجب أن تعمل كوسيط محايد،  في حين أن الأغلبية اتفقت على أن إسرائيل “تفعل ما ستفعله أي دولة ردا على هجوم إرهابي”، قال اثنان من كل ثلاثة مواطنين أمريكيين شملهم الاستطلاع إن على الدولة اليهودية الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحاولة التفاوض على عودة الرهائن.

كما وجد الاستطلاع أن الأميركيين منقسمون بالتساوي حول ما إذا كان “رد إسرائيل على الهجمات الأخيرة مفرطا”، حيث وافق 50 في المائة على ذلك، مقابل 50 في المائة لم يوافقوا على ذلك. 

وانتقد الديمقراطيون التقدميون الأصغر سنا والأكثر يسارية بشكل خاص طريقة تعامل بايدن مع الحرب، قائلين إن دعمه للرد الإسرائيلي لم يكن مشروطا بما فيه الكفاية وكان ينبغي عليه فعل المزيد لمنع سقوط ضحايا من المدنيين بين الفلسطينيين.