رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رانية حسين أمين: عندما نكتب للأطفال يجب أن نكون أكثر حرصا ووعيا (حوار)

رانية حسين أمين
رانية حسين أمين

“لا .. لن يهاجر”، عنوان أحدث إصدارات الكاتبة رانية حسين أمين، والصادر حديثا عن مكتبة البلسم، وعن الكتاب، والكتابة للأطفال وتحدياتها، والفارق بين الكتابة للأطفال والبالغين وغيرها من الموضوعات كان لـ “الدستور” هذا اللقاء مع الكاتبة رانية حسين أمين.

 

لا .. لن يهاجر قصة طفل خجول  

 

وعن ملامح إصدارها الأحدث للأطفال "لا، لن يهاجر"، قالت رانية حسين أمين: هي قصة طفل خجول عمره عشر سنوات، يجد صعوبة بالغة في التقرب للأطفال الآخرين للعب معهم، وهذا يعرضه للكثير من التنمر..  فيذهب الطفل لشاطيء البحر هروبا من الأطفال والضجيج، ليُفاجَأ هناك بطيور الزقزاق، ويبدأ في مراقبتهم... وهم يأكلون، وهم يغطسون في الماء، وهم يطيرون، وهم يبنون أعشاشهم، وهم يطعمون صغارهم، وهم يقفزون على الرمال في سعادة، وهم خائفون... ويقع الطفل في حبهم، ويشعر لأول مرة أنه ليس بحاجة إلى أطفال في مثل عمره، فهذا الشاطيء الخالي من البشر والمليء بطيور الزقزاق، يكفيه... ثم في يوم يذهب إلى الشاطيء ولا يجد الزقازيق..  ولأول مرة يعرف عن هجرة الطيور... وبعد صراع مع الفقدان والحزن تعود طيوره وترجع له ابتسامته.

 

وتضيف رانية حسين أمين: ينقذ الطفل زقزاقا صغيرا من الموت، ويبدأ في التعلق به بشده، والخوف عليه بشكل مبالغ فيه، ولذلك يقرر التمسك به في موسم الهجرة وإبقائه معه خوفا عليه من المخاطر التي تنتظره وهو يطير عبر الغابات والجبال والبحار، ومن قارة للأخرى.

 

 

 

ولكن الصغير يهرب ويبدأ رحلة السفر ولكن بمفرده، فسربه كان قد سبقه وطار... ومن هذه اللحظة تكون القصة مقسمة ما  بين وجهة نظر الصبي ووجهة نظر الطائرالصغير.  والإثنان يشعران بالخوف الشديد...الصبي يخاف الوحدة ويخاف من الأطفال الآخرين ولا يستطيع تخطي خطوة نحوهم، والطائرالصغير يخاف من فكرة الهجرة بمفرده.. وتبدأ الرحلتان المختلفتان تماما... الولد يحاول أن يتغلب على مخاوفه وخجله وأن يقوم بالخطوة الأولى تجاه الأطفال، والطائر يحاول أن يبقى على المسار الصحيح، وأن يتحاشى المخاطر من طيور جارحة وأمطار وعواصف وصيادين وطواحين وجوع وعطش... وفي النهاية يستطيع الوصول إلى أهله في الفيوم.... وفي نفس التوقيت يستطيع الصبي أن يكسب صديقا ويستمتع بصحبته.... ثم تتسع دائرة أصدقائه. 

 

وعندما تعود الطيور إلى شاطئها ويراهم الصبي، يأخذ أصدقائه إلى هناك ليعرفهم على طيوره وبالذات طائرة الصغير... ويسعدان الصديقان – الطفل والطائر – ببعضهما البعض، لتكون بداية صداقة جديدة بلا قيود، وبلا خوف.

 

 

 عندما نكتب للأطفال يجب أن نكون أكثر حرصا ووعيا

 

وعن الكتابة للأطفال مقاونة بمثيلتها للبالغين قالت رانية حسين أمين: الفارق بين الكتابة للأطفال والكتابة لليافعين وللبالغين من وجهة نظري هو أننا عندما نكتب للأطفال يجب أن نكون أكثر حرصا ووعيا بما نكتبه.  

 

لا نستطيع أن نكتب بعفوية وتلقائية أو أن نضع كل الحقائق كما هي وكما نضعها لليافعين والبالغين.. فكل مرحلة للطفولة لها ما يناسبها وما يمكن أن يضرها، ولذلك يجب على كاتب قصص الأطفال أن يكون على دراية جيدة بعلم نفس الأطفال وبتربية الطفل أيضا.  فقواعد الكتابة للطفل تشبه كثيرا قواعد تربية الأطفال حيث لا يجوز التخويف أو التعنيف أو إعطاء النصائح أو الحوار معهم بتعالي أو تصنيف الأطفال أو الأحكام المسبقة، إلخ. 

 

ولفتت رانية حسين أمين إلي: من لديه الملكة الحقيقية في الكتابة للأطفال هو من يستطيع تسليتهم وإفادتهم في نفس الوقت، دون أن يشعروا بأنك تحاول أن تعلمهم شيئا، بل بالعكس يشعرون بأنك مثلك مثلهم، صديق موجود وسطهم، مثلهم تماما.. أما الكتابة لليافعين فهي مثل الكتابة للكبار، مع الفارق الوحيد أن أبطالها في الأعمار ما بين الـ 12 والـ 16 ومشاكلهم هي مشاكل هذا السن... ولكن لهذه المرحلة العمرية يمكننا الكتابة بشكل حر أكثر، حيث أنهم سيستوعبون جميع الحقائق والمواضيع. 

 

وشددت رانية حسين أمين على: لكن يجب أن نكون حريصين في شيء واحد فقط وهو أن تكون النهاية سعيدة، حتى لا نحبط شبابا على وَشَك الدخول في عالم الكبار مع وجود مخاوف كثيرة بداخلهم، ولذلك دورنا هو أن نطمئنهم ونعطيهم القوة والتفاؤل والحلول والوسائل للاستمرار.

 

وحول تجربتها في الكتابة للأطفال تابعت رانية حسين أمين:  تجربتي في الكتابة للأطفال عبارة عن رحلة طويلة بدأت منذ حوالي 24 عاما، بداية بسلسلة “فرحانة” وهي سلسلة من الكتب للأعمارالصغيرة عن شخصية اسمها “فرحانة”، ثم بدأت أكتب لأعمار أكبر حتى أصبحت الآن أكتب لجميع الأعمار.

 

واختتمت: “أستمتع كثيرا بالكتابة لليافعين، ولكن كل فترة تكون عندي فكرة للعودة للسن الصغير فآخذ استراحة قصيرة من اليافعين.. بالنسبة لي الكتابة  نوع من التعبير عن نفسي، عن مشاعري وآرائي وأفكاري، ووضع كل هذا في قصة تكون مسلية لي شخصيا كطفلة، لأستطيع أن أتأكد من مناسبتها للطفل.  وفي النهاية الكتابة بالنسبة لي أيضا فرصة رائعة لتوصيل صوتي للآخرين، أطفال وأيضا كبار. لأن من يقرأ للصغار هم الأهل والمدرسون. وكثيرا ما يناقشوني هم عن كتاباتي وهذا يسعدني كثيرا”.