رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إِنَّ وَشَطَحَاتُهَا [email protected]

طريق الذهاب إلى رئاسة مصر

بدأ التصويت على انتخابات الرئاسة في الخارج (مقار البعثات الدبلوماسية على مدار ثلاثة أيام من الجمعة 1 ديسمبر إلى الأحد 3 ديسمبر)، منذ التاسعة صباحا إلى التاسعة مساء بتوقيت كل دولة تتواجد بها بعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية، ويبدأ في الداخل أيام 10، 11، 12 من هذا الشهر نفسه، النتيجة العامة تكون في يوم 19 ديسمبر، وتنشر بالجريدة الرسمية، كما حددت الهيئة الوطنية للانتخابات، وهي هيئة مستقلة تتكون من كافة الهيئات القضائية، فالانتخابات تحت إشراف قضائي كامل كما هو معلوم، ولو جرت إعادة فستكون في أيام 5، 6، 7 من يناير القادم 2024 بالنسبة للمصريين في الخارج وأيام 8، 9، 10 من الشهر نفسه بالنسبة للمصريين في الداخل. يسمح بدخول اللجنة الفرعية، بعد موافقة رئيس اللجنة، لمندوب المرشح ووكيله، وللمتابعين (متابعي منظمات المجتمع المدني المحلية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية)، ووسائل الإعلام، وvip (كل من حصل على هذا التصريح، بدون بيانات أو صورة شخصية، وله حقوق المتابع، وعليه الالتزام بالضوابط الملتزم بها).. أشاد العرب والأجانب والنواب المصريون بدقة نظام الانتخابات الخارجية وكثافة الإقبال عليها، مما يشي بيقين المنتخبين في نزاهتها، وهو ما نتمناه في انتخابات الداخل عند حلول موعدها، وأشاروا إلى عدم وجود خروقات حتى اللحظة الراهنة.
المرشحون الأربعة: السيد الرئيس الحالي عبدالفتاح سعيد خليل حسين السيسي (رئيس جمهورية مصر العربية، شهرته عبدالفتاح السيسي، ورمزه النجمة) السيد محمد فريد سعد زهران (رئيس الحزب المصري الديمقراطي، شهرته فريد زهران، ورمزه الشمس) السيد حازم محمد سليمان محمد عمر (رئيس حزب الشعب الجمهوري، شهرته حازم عمر، ورمزه السلم) السيد عبدالسند حسن محمد يمامة (رئيس حزب الوفد، شهرته عبدالسند يمامة، ورمزه النخلة).
هذه الانتخابات بالذات تكتسب أهمية خاصة نظرا للظروف العسيرة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بأسرها، والتي يصيبنا منها ما يصيبنا مباشرة طبعا، فالمنطقة مشتعلة بحرب إسرائيل الضارية على غزة الفلسطينية، وما هو أبعد مما ينبني على هذه الحرب، ومن يرى مصر ليست في قلب الأحداث فهو ميت أو ميت، لا ثالث بينهما، مصر التي تبذل فوق ما في وسعها للتهدئة وصولا إلى حل نهائي يستوعب الفلسطينيين والإسرائيليين في دائرة صلح وأمان محكمة.. هي تنحاز إلى شرعية القضية الفلسطينية مثلما تنحاز إلى سلام عادل شامل سرمدي يحقن دماء المتصارعين عموما، ويحفظ الحضارة والعمران، ويقتل الخوف الذي ساد، والثأر الذي بات يولد ولا يولد سواه!
يجب أن يفهم المصريون، بالخارج والداخل، أن مشاركتهم الواسعة في الانتخابات الرئاسية تدعم موقف بلدهم الإيجابي تجاه التزاماته القومية في الصميم، وتعكس استقراره إذ تعكس حرصهم على ممارسة حقهم الدستوري، في كل الأوقات، ومن ثم ثقتهم في أصواتهم التي تفضي إلى التغيير، كما تشير، بوضوح، إلى حيوية البلد وطبيعية أجوائه مهما تكن الأجواء المحيطة به مضطربة وقلقة، وهذه قوة تليق بنا ونليق بها، نحن المصريين الراسخة جذورنا، دعاة الخير بطول الأزمنة.
يعامل الوطن مرشحيه إلى المنصب الأرفع بدرجات متساوية؛ فلا يضغط الناس باتجاه معين، مع أن الظروف التي أشرت إليها كان يمكن أن تمنح الوطن رخصة ما للسير في مسار واحد محدد، يلغي التنافس من أساسه؛ لأن البلد الآن في حاجة إلى قيادة خبرت كل الشئون بالفعل (السياسية والاجتماعية والاقتصادية) ولها باعها الطويل في العلوم العسكرية بالذات، وهو ما يومئ إلى الرئيس الحالي بعينه، لكن الدولة مع ذلك آثرت أن تكون على الحياد، بالرغم من أن اهتمام الرئيس بالقضايا المصيرية للوطن جاء على حساب حملته الانتخابية!    
يجب أن نقبل على الانتخابات كمقبلين على عُرس نحبذ الداعين إليه، هكذا السعي المطلوب، وروحنا يجب أن تكون متفائلة تماما، لدينا مشكلات سنحلها وعقبات سنتخطاها، هي روح تنقصنا ونحن أمام صناديق الاقتراع، لكنها يجب ألا تنقصنا في هذه المرة.