رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تمديد 48 ساعة.. كيف تمكنت مصر من وقف المذبحة وإعادة الحياة لسكان غزة؟

جريدة الدستور

تواصل مصر جهودها الحثيثة من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة، حيث أعلن ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، عن أن الجهود المصرية- القطرية تمكنت من التوصل لتمديد الهدنة لمدة يومين إضافيين.

وتشمل الهدنة الممتدة الإفراج يوميًا عن ١٠ من المحتجزين فى غزة من النساء والأطفال، مقابل ٣٠ من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، ما يجعل إجمالى المفرج عنهم فى يومى الهدنة الممتدة ٢٠ إسرائيليًا مقابل ٦٠ فلسطينيًا، بجانب وقف إطلاق النار فى كل قطاع غزة، ودخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وحظر الطيران الإسرائيلى فى أجواء القطاع.

ونجحت مصر فى إدارة وتنفيذ بنود الهدنة على مدار أيامها الأربعة، والتغلب على العقبات التى واجهتها وهددت بفشلها، بالتعاون مع قطر، وهو ما تكلل بمجموعة من النجاحات المهمة، كان على رأسها وقف آلة القتل الإسرائيلية المستمرة منذ ما يزيد على شهر.

اليوم الأول: تنفيذ أول عملية «تبادل أسرى».. وإدخال غاز الطهى للمرة الأولى

شهد اليوم الأول من الهدنة إطلاق حركة «حماس» سراح ٢٤ محتجزًا فى قطاع غزة، بينهم ١٣ إسرائيليًا، و١٠ تايلانديين، وفلبينى واحد، وفى المقابل أفرجت السلطات الإسرائيلية عن ٣٩ أسيرًا فلسطينيًا من النساء والأطفال، بينهم ١٠ من مدينة القدس المحتلة، والبقية من مدن الضفة الغربية والقدس والخليل ورام الله وجنين ونابلس وقلقيلية.

وتسلمت مصر المحتجزين فى غزة عبر معبر رفح البرى، حيث خضعوا إلى فحص طبى، وقُدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة، قبل نقلهم إلى الجانب الإسرائيلى، بالتزامن مع إشراف وفد أمنى مصرى على إتمام عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، حتى وصولهم منازلهم.

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، أدخلت مصر فى اليوم الأول للهدنة ٣ شاحنات تحمل ١٣٠ ألف لتر سولار، إلى جانب ٤ شاحنات تحمل الغاز اللازم للطهى، لأول مرة منذ التصعيد الإسرائيلى فى أوائل أكتوبر الماضى.

وبلغ عدد شاحنات المساعدات التى دخلت غزة نحو ٢٠٠ شاحنة، تحمل كل المساعدات الطبية والإنسانية والإغاثية اللازمة، من أجل تخفيف المعاناة التى يعيشها الأشقاء الفلسطينيون.

كما تم إدخال سيارتى إسعاف منحة من صندوق «تحيا مصر»، و١٥ شاحنة مساعدات إلى المستشفى الميدانى الأردنى، و١١ شاحنة إلى المستشفى الميدانى الإماراتى، رفقة الطاقم الخاص بكل مستشفى.

تزامن هذا كله مع استقبال ١٧ من الجرحى والأطفال المصابين الفلسطينيين، يرافقهم ١٥ من ذويهم، لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية، بالإضافة إلى ١٢ مصابًا نُقلوا للعلاج فى تركيا والإمارات.

واستمرت مصر فى السماح بعبور الأجانب ومزدوجى الجنسية عبر معبر رفح، تمهيدًا لسفرهم إلى بلدانهم، إلى جانب السماح بعبور ١٣٤ من الفلسطينيين العالقين فى مصر إلى غزة، وفق رغبتهم.

اليوم الثانى: إنقاذ الاتفاق بعد ظهور خلافات.. ووصول المساعدات شمال غزة 

كثفت مصر اتصالاتها من أجل تحقيق التزام جميع الأطراف ببنود الهدنة المتفق عليها، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى مناطق شمال ووسط غزة، وهو ما نجحت فيه بالفعل، من خلال وصول شاحنات المساعدات شمال القطاع ومدينة غزة.

وشملت هذه المساعدات مواد ومستلزمات طبية تم تسليمها إلى عدد من المستشفيات الموجودة فى شمال غزة، لاستئناف عملها نسبيًا، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية الأخرى للفلسطينيين الموجودين هناك.

وواصلت مصر فى اليوم الثانى، أيضًا، إدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البرى، التى شملت ٣ شاحنات سولار تحمل ١٢٩ ألف لتر، و٤ شاحنات غاز للطهى، فضلًا عن استقبال ١٧ مصابًا فلسطينيًا، يرافقهم ١٨ آخرون، عبر المعبر أيضًا، لتلقى العلاج داخل المستشفيات المصرية، وعودة ١٩٦ فلسطينيًا من العالقين فى مصر إلى غزة، وفق رغبتهم، مع استمرار استقبال مزدوجى الجنسية والمصريين العالقين فى القطاع.

وخلال اليوم الثانى من الهدنة، واجهت عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بعض «العقبات الفنية»، نتج عنها تأخير تنفيذ إطلاق سراحهم. وذكرت حركة «حماس» أنه كانت هناك مشاورات حول الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وفق «الأقدمية»، بينما رأت إسرائيل أن تلك المناقشات «لم تصل إلى اتفاقات محددة».

ومع هذا التطور الذى هدد بإفشال الهدنة، بذلت مصر جهودًا حثيثة لتجاوز هذه العقبة، بالتعاون مع قطر، ونجحت خلال ساعات معدودة فى حل الأزمة، لتعلن «حماس» عن استجابتها للجهود المصرية، واستكمال تنفيذ عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وتفرج سلطات الاحتلال الإسرائيلى بالفعل عن ٣٩ أسيرًا فلسطينيًا، بينهم أطفال، مقابل إفراج «حماس» عن ١٣ من المحتجزين لديها.

واستمرت الوفود الأمنية المصرية فى الإشراف على عمليتى تبادل الأسرى والمحتجزين، عبر تسلم المحتجزين فى غزة عبر معبر رفح، ثم تسليمهم إلى إسرائيل، ومتابعة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة.

اليوم الثالث: عودة الحياة إلى القطاع بفضل الوقود والكهرباء.. واستئناف عمل المستشفيات

تمكنت الجهود المصرية، فى اليوم الثالث من الهدنة، من إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال قطاع غزة بشكل مباشر، دون الحاجة إلى الانتظار فى الجنوب، ما كان يؤخر وصول الشاحنات لهذه المناطق.

وتواصلت الجهود المصرية فى إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية، التى تشتمل على أدوية ومستلزمات طبية، وخيام للإيواء، وأغذية ودقيق، وملابس، وغيرها من المساعدات اللازمة للحياة اليومية. كما استمر إدخال شحنات الوقود، بالإضافة إلى غاز الطهى، وازداد عدد الشاحنات التى يتم إدخالها على مدار الساعة، حتى وصلت إلى نحو ٢٠٠ شاحنة مساعدات يوميًا. ومع استمرار إدخال الشاحنات، خاصة المحملة بالوقود، بدأت الحياة تعود مرة أخرى إلى الفلسطينيين داخل غزة، من خلال عودة التيار الكهربائى، ما سهل تقديم الخدمات داخل المدن، وعودة الأسواق للعمل من جديد، بالإضافة إلى بدء المستشفيات تقديم خدماتها للمرضى والمصابين. واستكملت الوفود الأمنية المصرية مهمة الإشراف على عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، فتم الإفراج عن ٣٩ أسيرًا فلسطينيًا، مقابل ١٣ محتجزًا من الموجودين لدى «حماس» فى غزة.

وتم تسليم بعض المحتجزين من شمال غزة مباشرة فى هذا اليوم، نظرًا لظروف صحية قاسية استدعت نقلهم فورًا إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية، بينما تم تسليم البقية عبر معبر رفح، وكان بينهم ٤ أجانب، بواقع ٣ يحملون الجنسية التايلاندية، ورابع يحمل الجنسية الروسية.

اليوم الرابع: استمرار تنفيذ البنود بنجاح: 11 محتجزًا مقابل 33 أسيرًا

شهد اليوم الرابع من الهدنة إطلاق «حماس» سراح ١١ محتجزًا لديها، بجانب عدد من الأجانب، مقابل إفراج السلطات الإسرائيلية عن ٣٣ أسيرًا فلسطينيًا، وسط استمرار الإشراف المصرى على عملية التبادل هذه، وبالتزامن مع استمرار إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كل مناطق قطاع غزة، سواء الشمال أو الجنوب، بالإضافة إلى استقبال المرضى والمصابين، وإدخال الفلسطينيين العالقين.