رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ندوب الحرب وبقايا حياة تحت الأنقاض.. ماذا يفعل سكان غزة خلال الهدنة؟

غزة
غزة

47 يومًا من القصف والعدوان الإسرائيلي المتواصل، شهدت غزة خلالها استشهاد قرابة 15 ألف شخص من بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و6 آلاف شخص محاصرون تحت الأنقاض، فمنذ 7 أكتوبر ويواجه القطاع عدوانًا غير مسبوق، وخلال الهدنة الحالية يبحث سكان القطاع المنكوب عن ما تبقى من أحلامهم وحياتهم تحت الأنقاض.

البحث عن آخر ما تبقى في الحياة في غزة تحت الدمار

وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن نقص الوقود الناجم عن الحصار الإسرائيلي على غزة أدى إلى الحد من القدرة على انتشال الجثث، حيث تفتقر خدمات الطوارئ إلى القدرة على الوصول إلى المواقع لإنقاذ الناس، في حين أن انقطاع الاتصالات جعل من الصعب على الناس الإبلاغ عن مواقع الغارات الجوية.

وتابعت أن الآمال في تحسين الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا لم تتحقق بعد، على الرغم من الهدنة التي بدأت يوم الجمعة، بعد اتفاق أطلقت بموجبه حماس سراح بعض الرهائن مقابل إطلاق إسرائيل سراح النساء والأطفال الفلسطينيين المسجونين.

وقال نبال فرسخ، المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنهم لا يستطيعون الوصول إلى شمال غزة إلا لإجلاء المرضى من المستشفيات، التي توقفت عن العمل الآن أو البحث عن الأشخاص في المباني المدمرة، من خلال التنسيق مع الأمم المتحدة.

وتابع: "نحن محرومون تمامًا من الوصول إلى العديد من المناطق في مدينة غزة، حيث كان من المتوقع أن نقوم خلال هذه الأيام الأربعة على الأقل بنقل الجثث من الشارع، لأن عشرات القتلى ما زالوا في الشوارع منذ أسبوعين تقريبًا".

وأضاف: "لسوء الحظ، ليس هذا هو الحال، لا يمكننا حتى المساعدة بالذهاب إلى هذه المناطق لنقل المصابين إلى المستشفى، أو حتى نقل الجثث أو إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض".

بينما قال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بعد زيارة غزة يوم الجمعة، مع بدء وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام، إن القطاع يبدو وكأنه "مشهد من الجحيم".

وأضاف: الأشخاص الذين غادروا شمال غزة وصفوا مشهد "المباني المدمرة والفولاذ الملتوي والخرسانة المتهدمة بأنها ندوب الحياة والحرب". 

وتابع: "لم يتبق من غزة سوى الشعور بالظلام، فتلك الجدران المحطمة والنوافذ المكسورة والرماد الذي يكسو كل شىء في الشمال، أمر صعب استيعابه".

وأشار إلى أن أسوأ ما في الأمر هو الكم الهائل من الضحايا الأطفال، قائلًا: "لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة رأيت فيها هذا العدد الكبير من الأطفال المصابين بجروح الحرب في هذه الفترة القصيرة من الزمن- أطفال بدوا وكأن أجسادهم قد تحطمت وتم تجميعها بشكل سيئ".

وقالت منظمة  Airwars، وهي مؤسسة خيرية مقرها لندن تراقب الضحايا المدنيين، إن العديد من التقارير التي تلقتها تضمنت أعدادًا كبيرة من الأشخاص المجهولين تحت الأنقاض.