رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضيحة نتنياهو.. مفاجأة كبرى وراء موافقة إسرائيل على صفقة الهدنة وتبادل المحتجزين

نتنياهو
نتنياهو

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن فضيحة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عائلات المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، حيث وصفت العائلات اجتماع نتنياهو مع عدد منهم بأنها مسرحية هزلية سياسية لا معنى لها، وتسببت هذه الفضيحة في إجبار نتنياهو على قبول صفقة الهدنة، حيث قال لمسئول أمريكي رفيع المستوى: "نحن بحاجة إلى هذه الصفقة".

أسرار صفقة الهدنة وفضيحة نتنياهو 

وقالت الصحيفة إن نتنياهو حاول منع أصوات عائلات المحتجزين من السيطرة على رواية الحرب، إلى حد كبير بسبب القلق من أنها ستبطئ زخم الرد العسكري على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 والهدف الشامل المتمثل في القضاء على حركة حماس بشكل دائم، حيث أدرك نتنياهو، أن العائلات تشكل تهديدًا سياسيًا محتملًا، لأنها مثل الكثير من الإسرائيليين، تحمله مسئولية فشل إسرائيل في حماية شعبها، وكان حذرًا من المواجهات المباشرة معهم.

وتابعت أنه عندما وافق أخيرًا على مقابلة ممثلين مختارين لخمس عائلات فقط في 15 أكتوبر، تسبب ذلك في فضيحة، لأنه بمجرد بدء الاجتماع، ظهر أربعة آخرون من عائلات المحتجزين اختار نتنياهو عقد الاجتماع معهم، ولم يكونوا معروفين لدى منظمة عائلات المحتجزين، وبحسب ما ورد، حث أحدهم نتنياهو على التصرف بهدوء وحسم وعدم صرف انتباهه عن الحملة العسكرية بسبب معاناة المحتجزين ولكن أثار تدخله ضجة في الغرفة، حيث ادعت العائلات أنها تعرضت لكمين من خلال مسرحية "ملائمة سياسيًا" تم تنظيمها بعناية، باختيار أشخاص ليست لهم علاقة بالمحتجزين لعقد الاجتماع مع نتنياهو.

وأضافت أن نتنياهو احتضن بعض أقارب المحتجزين أمام الكاميرا، لكنهم بدوا أكثر تشككًا به، وحذروا من أنهم إذا انجرفوا إلى المزيد من الأعمال المثيرة، فسيطلبون من الرئيس الأمريكي جو بايدن تمثيل مصالحهم بدلًا من ذلك.

وأشارت إلى أنه بعد تفاقم الأزمة في إسرائيل بصورة كبيرة بدأت العجلات تدور بالفعل في واشنطن لإيجاد طريقة للتعامل مع قضية المحتجزين.

تدخلات مصرية قطرية لإنجاح صفقة المحتجزين والأسرى

وأوضحت الصحيفة أن بعد أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، أجرت الحكومة القطرية من جانبها مفاوضات مكثفة مع ممثلي حركة حماس المقيمين في الدوحة، كما تدخلت مصر بشكل عاجل وأجرت اتصالات مكثفة أيضًا بكافة الأطراف، حيث تُعدّ مصر الطرف المحوري في هذه الوساطة، نظرًا للعلاقات القوية التي تربطها بكافة أطراف الأزمة، ونجاح عملها كوسيط لوقف إطلاق النار من قبل في غزة عدة مرات سابقة وكان لمصر الدور الأكبر في الصفقة الجارية بنقل ووضع الرسائل الختامية للصفقة.

وتابعت أنه تم تشكيل خلية سرية مكونة من ممثلي قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل للتفاوض على الأمر، ومن الجانب الأمريكي تم تفويض كل من منسقة شئون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، ونائب مستشار البيت الأبيض، جوش جيلتزر، وفي كل صباح، كان ماكجورك يجري مكالمة مبكرة مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بشأن الاتصالات القطرية مع حماس،  ثم يقوم ماكجورك بإحاطة سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي يطلع الرئيس الأمريكي جو بايدن على كافة المستجدات.

وأضافت أن عمل "الخلية السرية" خضع للاختبار مع إطلاق سراح الرهينتين الأمريكيتين، جوديث رانان وابنتها المراهقة ناتالي، في 20 أكتوبر وبينما كانوا يقودونهم في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى معبر رفح، تمت مراقبة تقدمهم على الهواء مباشرة من قبل سوليفان وماكجورك من البيت الأبيض. وبمجرد أن استقبلهم دبلوماسي أمريكي من الجانب المصري، اتصل بايدن هاتفيًا بوالد ناتالي ليؤكد إطلاق سراحهما.

وبعد أربعة أيام، تم إطلاق سراح رهينتين إسرائيليتين، وتسارع العمل على تبادل أكثر طموحًا، الآن مع مدير الموساد، ديفيد بارنيا، باعتباره المسئول الرئيسي على الجانب الإسرائيلي، والعمل بشكل وثيق مع نظيره الأمريكي، رئيس وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز. 

وكانت ملامح صفقة المحتجزين قد تبلورت بحلول 25 أكتوبر، بعد أن عرضت حماس إطلاق سراح ليس فقط النساء والأطفال، بل أيضًا كبار السن والمرضى - مقابل وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام والإفراج عن عدد أكبر من الفلسطينيين، ولكن الإسرائيليين رفضوا الصفقة، ووافق الأمريكيون، لكنهم جادلوا كحل وسط بأن يتم تنفيذ الهجوم على مراحل، مع فكرة إمكانية إيقافه مؤقتًا بعد كل مرحلة إذا ظهرت فرصة حقيقية لتبادل الأسرى، حيث بدأت الغارات الأولى بقيادة الدبابات والمشاة في 27 أكتوبر.

وأوضحت الصحيفة أن الهجوم البري لم يوقف المفاوضات، لكنه تم تعليقها بعد بضعة أيام بعد غارتين جويتين مدمرتين على مخيم جباليا للاجئين خارج مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 شخص، وقال مصدر مطلع على المحادثات إن مفاوضي حماس في قطر ابتعدوا لفترة وجيزة عن الطاولة، غاضبين من الخسائر في الأرواح.

وفي رواية البيت الأبيض للقصة، كان بايدن هو من كسر الجمود بمكالمة هاتفية مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 12 نوفمبر، ووفقًا لمسئول أمريكي كبير، قال الرئيس لأمير قطر "لقد طفح الكيل"، وإنه بدون تفاصيل عن عمر وجنس وجنسية المحتجزين الخمسين المعنيين، "لم يكن هناك أساس للمضي قدمًا"، وبعد ذلك بوقت قصير، ظهرت القائمة المطلوبة، وبدا أن الاتفاق النهائي أصبح في متناول اليد، لكن الأحداث على الأرض في غزة أبطأت مرة أخرى التقدم في الدوحة، والتزم السنوار الصمت. 

فضيحة نتنياهو وراء قبول الصفقة

وأوضحت الصحيفة أنه بعد نجاح المفاوضات مع حماس، جاء دور نتنياهو ليتعرض لضغوط من البيت الأبيض، بحلول ذلك الوقت، كان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أكثر ميلًا للتوصل إلى اتفاق، بعد فضيحة لقائه مع أسر المحتجزين، والتي تسببت في اشتعال الغضب المحلي من نتنياهو أكثر، وبحسب رواية مسئول أمريكي، أمسك نتنياهو بذراع ماكجورك بعد اجتماع واحد في تل أبيب وقال له: "نحن بحاجة إلى هذه الصفقة".

وتابعت أن مصر وضعت اللمسات النهائية والحاسمة للصفقة، وشكلت الدوحة "غرفة عمليات" خاصة بها، بحسب المتحدث باسم الشئون الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، والتي تم تشكيلها لمراقبة الوضع دقيقة بدقيقة من خلال الاتصال مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمكتب السياسي لحماس ومسئولين إسرائيليين ودبلوماسيين مصريين.