وماذا بعد الهدنة؟
بالأمس بدأت الهدنة المنتظرة ووقف إطلاق النار في القتال الدائر بين القوات الإسرائيلة وقوات حركة حماس.
تلك الهدنة التي سعت إليها مصر وقطر والولايات المتحدة، وحققتها بعد مجهود شاق ومضن مع عدو متعجرف بصلافة متناهية.
ورغم مدة الهدنة القصيرة (أربعة أيام فقط)، إلا أنها تعتبر استراحة محارب لالتقاط الأنفاس الفلسطينية في حرب ضروس لا هوادة فيها مع معتد غاشم يمتلك القوة والعتاد ضد فلسطيني أعزل لا يمتلك إلا الإيمان بقضية أرضه والدعاء.
الانتصار الدبلوماسي الأكبر الذي قادته مصر هو النجاح في السماح للمساعدات الإنسانية والوقود بالمرور عبر معبر رفح في اتجاه غزة بواقع ٣٠٠ شاحنة يوميا، أي بمعدل ١٥ ضعفًا مما كان يسمح به سابقا، وكما صرح الرئيس السيسي بالأمس فإن ٧٠٪ من هذه المساعدات تأتي من مصرنا الغالية رغم ظروفنا القاسية.
ويأتي أيضا دور مصر في تبادل الأسرى، حيث تتسلمهم القوات المصرية وتتأكد من هويتهم وتسلمهم للصليب الأحمر علي الجانب الآخر من معبر رفح.
ما زالت الجهود تُبذل من كل الأطراف لمد هذه الهدنة؛ لتكون نواة لسلام شامل حفاظا علي أرواح أشقائنا في غزة، ومن المتوقع أن يكون هناك إجماع عالمي على الاستمرار التام لوقف إطلاق النار وإعادة مباحثات حل الدولتين؛ ليعم السلام في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
