رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فوز قصتها بـ"سرد الذهب".. رانيا هلال: "استلهمتها من روح جدتى"

رانيا هلال
رانيا هلال

عبرت الكاتبة رانيا هلال، عن سعادتها بإعلان فوز قصتها "ما بين شقي رحى"، في فرع القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة، بجائزة "سرد الذهب" في دورتها الأولى، التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية.

وتواصل "الدستور" مع الكاتبة رانيا هلال، للكشف عن كواليس فوزها بهذه الجائزة المرموقة.

كواليس فوز الكاتبة رانيا هلال بجائزة سرد الذهب

وقالت رانيا هلال، عن فوزها بالجائزة: "لم أتوقع الفوز، لأن المسابقة على مستوى عدد كبير من الدول العربية، فكانت المنافسة شرسة، ولكني حاولت أن أفعل كل ما بوسعي وما يرضي ضميري، وقلت إن لم أفز فأنا سعيدة بالقصص الثلاث التي قدمتها للمسابقة، وسأضمها لمجموعتي القصصية الجديدة".

وتابعت: "أنا مهتمة بإحياء التراث على مستوى الأدب، ومن ناحية أخرى فدراستي الحالية والسابقة متعلقة بالتراث، وأحضر حاليًا ماجستير في المؤسسات الثقافية العاملة في مجال التراث، بالإضافة إلى اهتمامي بعلم أنثربولوجي الثقافة".

وأضافت: "حينما رأيت إعلان المسابقة، لكتابة قصة وبحد أقصى 3 قصص، كان هذا مناسبًا لي للكتابة وسط زحمة أعمالي، وكان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي لتقديم قصص مختلفة لها أصالة وعمق وتاريخ".

وكشفت الكاتبة عن تقديمها 3 قصص للمسابقة، قصة عن "الرحايا" والثانية عن "الحنة"، والثالثة عن "مُبيض النحاس"، مشيرة إلى أنها حاولت بشكل دءوب مذاكرة الكثير من تفاصيل الشخصيات التي تدور حولها القصص الثلاث، وكيفية تغليفها بالشكل الأدبي المناسب للتعبير عن أفكارها، واصفة: "سعيت لإبراز كيفية تعلق الأجيال بالتراث كجزء من الهوية والانتماء والثبات النفسي، لأن التراث يمثل الجذور".

قصة “ما بين شقي رحى”

وعن القصة قالت رانيا: "تدور حول أم من أمهاتنا القدامى، واستلهمت روح الشخصية الرئيسية "الأم" من جدتي، رحمها الله".

ورغم أن الكاتبة لم تر طقس الرحايا، ولكنها توضح أنها شاهدت أفلامًا ووثائقيات تحكي عن "الرحايا"، فأحبت فكرة "الرحايا" وحاولت ربطها بكل ما له علاقة في ذلك الوقت، قائلة: لم تكن فكرة توافر الدقيق بصورته الحالية التي يصنع منه عدد لا نهائي من المخبوزات بهذه البساطة، ولم تكن عملية طحنه سهلة.

وأكملت رانيا: كان يأتي القمح، ويتم طحنه في طقس يومي، كما أن الخبيز والطبخ طقس يومي، فتخيلت هذا الطقس بالنسبة لسيدة كبيرة في السن، في زمن لم تكن به رفاهية الإنترنت والتليفزيون وغيره.

وذهبت رانيا بخيالها حول عدة أسئلة تدور بذهنها: "هل كان أولادها يشاركونها طقس طحن القمح أم لا؟، هل الرحايا كانت متوفرة لدى كل الناس أم الشخصيات المقتدرة ماليًا فقط؟ وهل كان الأشخاص يستعيرون الرحايا من بعضهم البعض أم لا؟ وعلى هذا المنوال بنت رانيا قصتها".

وجعلت الكاتبة الراوية هي الابنة، التي تروي كل شىء من وجهة نظرها من طقس الرحايا وحتى حديث الوافدين من بنات الجيران والأقارب، الذين كانوا يجلسون حول هذه الأم التي لم تكن تتحدث كثيرًا، ولكن كلماتها كلها حكم ونظراتها إشارات، وكيف كانت الأم مرتبطة جدًا بالرحايا، كـموعد مع العطاء.

وذات يوم منحت الأم هذه الرحايا سُلفة لأحدهم، وحينما تأخرت الرحايا، علم ابنها بكسرها، وقبل وصوله لإبلاغ الأم بتلف الرحايا، سمع نحيب أشقائه، الذين كان يبكون على رحيل والدتهم، في نفس التوقيت تقريبًا.

وتختتم رانيا هلال حديثها مع "الدستور"، بأن هذه كانت نهاية القصة التي أرادتها الكاتبة، ومنها أرادت أن تقول: إن فكرة العطاء والطقوس والتراث وتقديس الأبناء لهذه الطقوس، مسألة مترابطة ببعض ولكن علينا أن ننظر إليها بنظرة أكثر شمولية.