رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحيا فنزويلا.. تحيا فلسطين

بدعوة كريمة من السيد ويلمر أومار بارينتوس سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة كان اللقاء بين أعضاء السفارة وأعضاء وعضوات اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا، وذلك فى يوم الأربعاء الخامس عشر من نوفمبر، لحضور اجتماع أون لاين عقده الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، مع الدبلوماسيين الفنزويليين العتمدين فى الخارج، لحثهم على نشر الحقيقة بشأن الحقوق التاريخية لفنزويلا فى أراضى "الإسكيبو" وهى الأراضى المتنازع عليها بين دولة فنزويلا ودولة جوايانا.
أكد الرئيس مادوروا فى حديثه على أن فنزويلا تخوض معركة تاريخية من أجل حقها فى الوجود، وحقها فى السلام وحقوقها الدستورية، وأن هذا يدعوا إلى الوحدة الكاملة للشعب الفنزويلى للتصدى للعدوان الإمبريالى الأمريكى الذى يسعى إلى الاستيلاء على الأراضى التى يمتلكها الفنزويليون بموجب التراث والتاريخ والقانون والاتفاقيات الدولية.
أشار الرئيس مادورو إلى تاريخ تحرير فنزويلا وعدد من دول أمريكا اللاتينية على يد المحرر سيمون بوليفار.
ويعتبر سيمون بوليفار الذى ولد فى مدينة كاراكاس بفنزويلا فى 24 يوليو 1783 وتوفى عام 1830 عن 47 عاما هو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى معارك تحرر دول أمريكا اللا تينية ضد الإمبراطورية الأسبانية  (6 دول بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا) كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى.
إن معركة الاستقلال بدأت فى 19 إبريل 1810 حين أسس مجلس كاراكاس لحركة ناجحة من أجل خلع الحاكم الأسبانى وسرعان ماحذت حذوه مقاطعات فنزويلية، وبدأت حركة الاستقلال فى كل أنحاء فنزويلا، وحينها اندلعت حرب أهلية بين من يؤيدون الاستقلال، ومن يعتبرون أنفسهم مازالوا جزءً من الملكية الأسبانية، ولكن قاد سيمون بوليفار معركة الاستقلال التام متأثرا بأفكار عصر التنوير وقدوة الثورة الفرنسية، وتم إعلان استقلال فنزويلا فى 5 يوليو 1811 وتأسست بذلك جمهورية فنزويلا الأولى، وسقطت هذه الجمهورية فى 1812.
بعد ذلك قاد سيمون بوليفار حملة كبيرة بهدف استعادة فنزويلا، مؤسسا جمهورية فنزويلا الثانية عام 1813، ولم تصمد أيضا هذه الجمهورية وسقطت جراء مجموعة من الانتفاضات المحلية وإعادة الغزو الملكى الأسبانى.
ولم تحقق فنزويلا استقلالا مستمرا عن الاستعمار الأسبانى باعتبارها جزء من كولومبيا الكبرى إلا حين اندرجت ضمن أهداف حملة بوليفار للتحرير، ففى 17 ديسمبر 1819 أعلن "مؤتمر انجوستورا" كولومبيا الكبرى" دولة مستقلة، وبعد عامين من الحروب نالت الدولة استقلالها عام 1821 تحت قيادة المحرر سيمون بوليفار وشكَّلت فنزويلا مع كولومبيا، وبنما، والإكوادور وبيرو دولة (كولومبيا الكبرى) حتى عام 1830 وهو العام الذى انفصلت فيه فنزويلا عن كولومبيا الكبرى وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة.
وفى عام 1840 دخلت الإمبراطورية البريطانية بطريقة غير قانونية لأراضى دولة فنزويلا وخاصة المطقة الغنية بالثروات المعدنية وتم مصادرة جزء من أراضى فنزويلا وهى منطقة "جوايانا إيسيكيبا" فى عام 1899 وفقا لقرار التحكيم والذى سمى قرار تحكيم باريس.
ومنذ عام 1960 وفنزويلا تقف ضد هذا القرار الباطل إلى أن تمت اتفاقية "جنيف 17 فبراير 1966" والتى تنص على أن النزاع حول جوايانا إيسيكيبا يجب حله من خلال الأساليب الدبلوماسية وتم بذلك إلغاء قرار تحكيم باريس 1899.
واعترفت بعد ذلك فنزويلا بدولة جوايانا الجديدة مع التحفظ على الجزء المتنازع عليه وفق اتفاقية جنيف 1966 مع الاحتفاظ بحقوقها فى السيادة الإقليمية على كامل المنطقة المتنازع عليها. ووفقا لهذه الاتفاقية لايجوز لدولة جوايانا منح تراخيص للتنقيب عن الغاز والبترول فى المياه التى سيتم ترسيم حدودها، ولكن ومنذ عام 2015 وبمساعدة ودعم الإمبريالية الأمريكية أبرمت جوايانا إتفاقيات غير قانونية مع شركة إكسون موبيل للتنقيب عن البترول فى المناطق التى لم يتم ترسيم حدودها.ولذا قرر الرئيس مادورو إجراء استفتاء فى 3 ديسمبر 2023 للدفاع عن الحقوق التاريخية فى منطقة جوايانا إيسيكيبا.
إن اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا، تعلن تضامنها مع دولة فنزويلا دولة وشعبا ورئيسا، ضد هيمنة القطب الأمريكى وسياساته الرأسمالية المتوحشة التى تقوم على نهب ثروات الشعوب، وفرض العقوبات الاقتصادية لإخضاعها. كما تطالب اللجنة الشعبية برفع العقوبات الجائرة عن فنزويلا وكافة الدول من أجل عالم يسوده الاستقرار، ومن أجل نهضة وتقدم البلاد لتحقيق مصالح الشعوب فى النمو والرخاء والعدالة الاجتماعية ومن أجل عالمٍ خالً من العنف، يسوده السلام.
كما تدعم اللجنة الشعبية المصرية الحق التاريخى لفنزويلا فى منطقة جوايانا إيسيكيبا، وتؤكد على أن الاستفتاء والذى سينعقد فى الثالث من ديسمبر القادم 2023 يمثل نقطة البداية لإجراءات جديدة دفاعا عن حقوق فنزويلا فى منطقة جوايانا إيسيكيبا.
وفى نهاية اللقاء هتفت كل الدول الحاضرة للقاء القائد مادورو تحيا فنزويلا  تحيا فلسطين وذلك فى مشهد للتضامن مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطينى ضد العدوان الصهيونى على غزة والضفة الغربية وضد جرائم الحرب الوحشية التى يرتكبها الكيان الصهيونى بقتل آلاف من النساء والأطفال وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وهدم المنازل والمدارس والجوامع والكنائس بل واقتحام المستشفيات، هذا بجانب منع الدواء والغذاء والماء والوقود من الوصول إلى الشعب الفلسطينى.
قدم وفد لجنة دعم فنزويلا التحية للسفير على موقف دولته شعبا ورئيسا من دعم الحق الفلسطينى
وعلى تضامن فنزويلا مع جامعة الدول العربية وانضمامها للدعوة المقدمة للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الكيان الصهيونى على جرائمه.
تحيا فنزويلا   تحيا فلسطين والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال.