رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نعمة أم نقمة.. ماذا ينتظر أهالي غزة في الشتاء؟

الشتاء في غزة
الشتاء في غزة

على الرغم من تداول أحد الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يظهر مدى الفرحة التي أصابت طفلة فلسطينية مع قدوم فصل الشتاء بنزول ماء الأمطار، لأنها ستتمكن من الشرب والاستحمام وتلبية احتياجاتها، إلا أن المنطق يوضح أن هناك الكثير من المآسي التي تنتظر غزة في فصل الشتاء، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.

فالشتاء يعني وصول درجات الحرارة إلى معدلات منخفضة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى حدوث السقيع، وهذا يتطلب توفير المزيد من وسائل التدفئة والحماية من البرد، وكما هو معروف، فإن إحدى هذه الوسائل تعتمد بشكل أساسي على توفير الوقود.

 نقص الوقود والتدفئة

ومع النقص الشديد في الوقود الذي يعاني منه قطاع غزة والذي أوقف المستشفيات عن عملها وتسبب في وفاة الكثيرين يصبح هناك تهديدًا واضحًا بفقد حياة مواطنين أخرين، وبالتالي تزايدًا كبيرًا في أعداد الضحايا لنصبح أمام كارثة إنسانية مضاعفة.

 الحاجة إلى توفير الملابس الثقيلة 

الحاجة إلى الملابس الثقيلة والبطاطين، وغيرها من أدوات التدفئة كذلك ستكون من الضروريات الملحة الأخرى لأهل غزة مع قدوم فصل الشتاء، وخاصة الأطفال الرضع منهم والمسنين، وهو الأمر الذي سيصعب توفيره كذلك في ظل تلك الأوضاع المأسوية وتعنت الجانب الإسرائيلي في دخول المساعدات إلى الفلسطيينين، مما يهدد أعدادًا كبيرة منهم بالوفاة من البرد إذا لم يتم إنقاذ الموقف.

إذ كان قد خرج الآلاف من منازلهم بالملابس الصيفية وقت اندلاع القصف عقب عملية السيوف الحديدية التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي ردًا على عملية طوفان الأقصى، ومن المعلوم أن أكثر الفئات التي ستضرر هم المواطنين الذين يفترشوا العراء، أو من يسكنون الخيام. 

 الأمراض في الملاجئ

وهذا الأمر لايعني أن الملاجئ هي بيئة آمنة في فصل الشتاء فهي لم تكن كذلك حاليًا، بل أنه وفي ظل تكدس تلك الملاجئ، وإمكانية الإصابة بالأمراض الموسمية، وبالتالي انتقال العدوى سريعًا بين هذه الأعداد الكثيرة من الناس، يدق ناقوس الخطر أيضًا في غزة بسبب قدوم فصل الشتاء ويزيد ما بها من مأساة، وهو ما أشارت له منظمة الصحة العالمية إذ قال ريتشارد بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حديثه لوكالة "رويترز" قائلًا: "نحن قلقون للغاية بشأن انتشار الأمراض مع اقتراب فصل الشتاء".

ويذكر أنه قد أعلن ريتشارد منذ أيام وقبل قدوم الشتاء أنه تم تسجيل أكثر من 70،000 حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة وأكثر من 44000 حالة من الإسهال في الجيب المكتظ بالسكان، وهي أرقام أعلى بكثير مما كان متوقعا، وهو ما يزيد من مخاوف الأعداد المتوقعة عند قدوم الشتاء.

الموت جوعًا 

كما عبرت عن هذا المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان لها قائلة «مع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمالا مباشرًا للموت جوعًا"، وذلك في الوقت الذي يحتاج فيه فصل الشتاء أيضًا إلى المزيد من التغذية وتناول المشروبات الساخنة للتدفئة يزداد الوضع سوءًا إذ يعاني أهل القطاع حاليًا من نقص في المواد الغذائية ونحن لم نقدم بعد على الدخول الفعلي لفصل الشتاء، فما بال الوضع إذن إذا هجمت برودة الشتاء وثلوجه؟

وفي وقت سابق، كان قد حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن السكان يواجهون "احتمالًا مباشرًا للموت جوعًا» في قطاع غزة، حيث أصبحت "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليًا".

لذلك أنه وعلى الرغم من علامات الفرحة التي بدت على أهل وأطفال غزة بنزول قطرات مياة الأمطار، وملء الأقداح والأواني منها للشرب ولقضاء احتياجاتهم التي حرمهم منها الاحتلال، إلا أن هذه الأمطار نفسها قد تكون سببًا في غرق الكثيرين وإنهاء حياتهم، وجعل كل ما هو محيط بهم غير صالح للاستخدام، فتزيد من مآسيهم مآس، وتتحول تلك الأمطار وهذا الشتاء من نعمة إلى نقمة.