رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيسة إليصابات المجريّة الملكة الراهبة

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسة إليصابات المجريّة الملكة الراهبة، هي ابنة ملك هنجاريا، ولدت عام 1207. 

زُوِّجت وهي صغيرة السن لملك مقاطعة تُورِنجِن (في ألمانيا). ورزقت ثلاثة أبناء. عكفت على التأمل في شؤون السماء. ولما توفي زوجها اعتنقت الفقر، وبنَت مَشفى حيث كانت تخدم المرضى بنفسها. توفيت في مدينة ماربورغ في ألمانيا عام 1231.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: بقدر ما تسمح به لي ذاتي الصغيرة، أظنّ أنّ الطوفان الذي كاد أن يضع حدًّا للعالم، هو رمزٌ لنهاية العالم التي ستأتي يومًا. وقد أعلن الرّب عن ذلك بنفسه عندما قال: "كما حدَثَ في أَيَّامِ نوح...: كانَ النَّاسُ يأكُلونَ ويشرَبون، والرِّجالُ يَتَزَوَّجونَ والنِّساءُ يُزَوَّجْنَ، إِلى يَومَ دخَلَ نُوحٌ الفُلكَ، فجاءَ الطُّوفانُ وأَهلَكَهُم أَجمَعين... فكذلِكَ يَكونُ الأَمْرُ يَومَ يَظهَرُ ابنُ الإِنسان". في هذا النصّ، يظهر جليًّا بأنّ الرَّب يصف بالطريقة عينها الطوفان الذي حصل سابقًا ونهاية العالم التي أعلن عنها للمستقبل.

هكذا، طُلب من نوح القديم في الأيّام الغابرة أن يبني سفينة وأن يضع فيها ليس فقط أبناءه وأقرباءه، بل أيضًا حيوانات من كافّة الأجناس. في السياق نفسه، طلب الآب من ربّنا يسوع المسيح، نوح الجديد، الرجل البارّ والكامل أن يبني لنفسه سفينة من خشب قطراني بعد أن أعطاه مقاسات مليئة بالأسرار الإلهيّة. وقد تمّت الإشارة إلى ذلك في مزمور جاء فيه: "سَلْني فأُعطيَكَ الأمَمَ ميراثًا وأَقاصِيَ الأَرض مِلْكًا"، فبنى سفينة وجعل فيها الكثير من المخادع لتستقبل كافّة أنواع الحيوانات. وقد تحدّث النّبي إشعيا عن هذه المخادع، قال: "هَلُم يا شَعْبي وادخُلْ مَخادِعَكَ وأَغْلِقْ أَبْوابَكَ علَيك. تَوارَ قَليلاً إِلى أَنْ يَجوزَ السُّخْط" . في الواقع، ثمّة تشابه غريب بين هذا الشعب المُخَلَّص داخل الكنيسة وبين جميع تلك الكائنات من بشر وحيوانات الذين تمّ إنقاذهم من الطوفان بواسطة السفينة.