رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ممنوع دخول أو خروج أحد.. مستشفى الشفاء فى غزة تحت تهديد السلاح الإسرائيلى

مجمع مستشفى الشفاء
مجمع مستشفى الشفاء

"جميع الرجال الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا فيما فوق، ارفعوا أيديكم".. صرخ جندي إسرائيلي بلكنة عربية عبر مكبر الصوت في وجه أولئك الذين يحتمون داخل مستشفى الشفاء، الذي كان مركزًا للغارات الجوية الإسرائيلية لعدة أيام.

يواصل الجندي الإسرائيلي متأججًا: "اخرج من المبنى نحو الفناء واستسلم"، وفقًا لصحفي  زار المستشفى المحاصر قبل عدة أيام لإجراء مقابلات وكان محاصرًا بالداخل بسبب القصف في الخارج.

الصحفي قال في مقابلة مع محطات إعلامية عالمية ومحلية، إن نحو ألف فلسطيني، وأيديهم فوق رؤوسهم، اقتيدوا بعد ذلك إلى ساحة المستشفى الواسعة، وجرد الجنود الإسرائيليون بعضهم من ملابسهم، بعد أن أمرهم الجنود بخلع ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية، قبل أن يتم اعتقالهم.

وبعد ساعات، ظل نحو 200 شخص بملابسهم الداخلية، وأجبروا على الوقوف بجانب الدبابات المستخدمة في الغارة العسكرية على المنشأة الطبية.

 

الجيش الإسرائيلي تصرف بوحشية

وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي تصرف بوحشية خلال هجومه يوم الأربعاء، مما أدى إلى العنف والإذلال على المرضى والموظفين والنازحين.

ووصف بعض الشهود داخل المستشفى بـ"أنها مروعة"، حيث تتم الإجراءات الطبية دون تخدير، وتعيش الأسر التي لديها القليل من الطعام أو الماء في الممرات، ورائحة الجثث المتحللة تملأ الهواء.

وبينما كانت القوات الإسرائيلية تسرع عبر الممرات، خرج مئات الأشخاص من أجنحة مختلفة، بما في ذلك قسم الولادة الذي تعرض للقصف في غارة إسرائيلية قبل بضعة أيام.

وقالت وزارة الصحة إن القصف المدفعي الإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي أصاب أيضًا غرف المرضى في المستشفى.

وأطلق الجنود أعيرة نارية عشوائية أثناء انتقالهم من غرفة إلى أخرى لتفتيش النساء والأطفال، وكان بعضهم يبكي.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الأشخاص الذين يحاولون الفرار من مستشفى الشفاء "يقعون تحت رحمة إطلاق النار والقصف ونيران الطائرات بدون طيار".

 

الدبابات في مجمع المستشفى

بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن أكثر من 11500 شخص، بينهم 4710 أطفال، قتلوا في القصف الإسرائيلي المكثف والاجتياح البري للأراضي الفلسطينية.

وقال الفلسطينيون من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، إن جيش الاحتلال أدخل الدبابات إلى داخل المستشفى بعد "إطلاق نار وقصف واعتداءات متواصلة وعدوانية".

 

اقتحام الأقسام بالمستشفى

ودخلت القوات الإسرائيلية قسم الطوارئ الرئيسي وعدة أجنحة أخرى، وحتى بعد ظهر الأربعاء. قال الفلسطينيون المُحاصرون داخل المشفى، إن الجنود ما زالوا يتنقلون بين أقسام المستشفى ويستجوبون الجرحى ومرافقيهم.

وقالت التقارير الصحية الفلسطينية إن أكثر من 180 جثة في حالة تدهور وما زالت ملقاة في ساحة المستشفى، مُشيرة إلى أنَّ الوضع مرعب للغاية، وأنَّ أصوات أعيرة نارية تسمع في كل مكان في محيط المستشفى.

واتهمت الحكومة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، حيث طوقت القوات الإسرائيلية مجمع المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية.

وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق إن ما لا يقل عن 2300 شخص، من المرضى والموظفين والمدنيين النازحين، كانوا بالداخل وربما لا يتمكنون من الفرار بسبب القتال العنيف.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة- نقلا عن وزارة الصحة في غزة-، إن 40 مريضا توفوا في مستشفى الشفاء يوم الثلاثاء الماضي، فيما دُفن 179 جثة في مقبرة جماعية داخل المجمع.