رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحمن بدوى عن طه حسين " رائد النزعة الإنسانية فى الفكر العربى الحديث"

طه حسين
طه حسين

تمر اليوم الذكرى 143 لميلاده وال خمسين لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، أحد أبرز وجوه الثقافة  المصرية، وواحد من أوائل المؤسسين للحراك النقدي الأدبي في المشهد الثقافي العربي، عن صاحب مستقبل الثقافة في مصر  يدور التقرير التالي  حول ماذا قال عبد الرحمن بدوي في حق طه حسين ؟

 

في ذكرى عيد ميلاد عميد الأدب العربي ال70 احتفى كتاب وأكاديميي الجامعة المصرية والعربية بصاحب مستقبل الثقافة في مصر، وأصدروا كتابا يحمل دراسات نقدية أشرف عليها الناقد  والأكاديمي الفيلسوف المصري عبدالرحمن بدوي، وقد جاءت كلمته  لتؤكد على مدى أثر طه حسين في تلاميذة من المشرق إلى المغربي العربي عبر تقديمه لكتاب إلى طه حسين الصادر عن دار المعارف.

 

قال عبد الرحمن بدوي  "إلى العلم الشامخ في الأدب المعاصر إلى رائد النزعة الإنسانية في الفكر العربي الحديث إلى الأديب الذي فتح للأدب العربي آفاقًا عالمية الى المفكر الحر الذى ناضل بقلمه وعلمه وعمله من أجل رفع لواء الحرية الفكرية في مختلف مرافق الحياة الروحية إلى القلب الكبير النابض مع المستضعفين، الحاني على المحرومين، الثائر للمعذبين والمضطهدين، المنافح في سبيل كرامة بني الإنسان. إلى العقل المحيط بشتى فروع الثقافة العالمية، الداعي دعوة التحرر من التقاليد المتحجرة والقيم البالية، العامل على تهيئة أسباب العلم والنور للناس أجمعين. إلى الناقد الذى أنشأ شرعة قيم جديدة، وابتدع موازين للنقد النافذ إلى أغلا  عمائق الآثار الفكرية والأدبية إلى الساحر بفصاحة لسانه ونصاعة بيانه وعذوبة موسيقى أسلوبه وإيقاع كلمات ونبراته

إلى الدكتور طه حسين

وتابع بدوي " يهدى نفر من أصدقائه ومريديه العارفين بعظيم فضله وبالغ أثره في الأدب والفكر بعامة، والبعث الروحى العربي بخاصة - يهدون هذه الدراسات التي تدور حول موضوعات وفى ميادين للبحث كان له فيها جميعًا مكان الصدارة، ومنزلة الملهم الأكبر والفاتح لكثير من أغلاقها، والمثير لعديد من مشكلاتها، والدارس الواعي المبين عن نواحيها الدقيقة والجليلة.

كيف لا، وهو الذي أدخل منهج النقد التاريخي الوثيق في دراسة الأدب الجاهلي، فزعزع المسلمات التقليدية الموروثة فيما يتصل به، وكشف ما فيه من انتحال وعما لهذا الانتحال من دوافع وأسباب، بهذا وضع للنقد الفيلولوجي الأسااس  المتين لكل دراسة في هذا الميدان.

 

وهو الذي أنشأ أجمل ترجمة ذاتية عرفها الأدب العربي، ويندر أن نجد ضريبها في الآداب العالمية: دقة تحليل، وصدق تعبير، وجمال بيان، وروعة تصویر. وهو الذي أسهم بأوفر قسط في إيجاد القصة العربية حتى استوت على النمط العالمي.

 

وهو الذي أضاء تاريخ صدر الإسلام بنظرات نافذة ولوامع وسوانح وضاءة لا تغنى عنها معطيات الوثائق ولا السرد المقتصر على ما في الأسانيد.

 

وهو الذي سعى إلى نشر التراث الكلاسيكي، واليوناني منه بخاصة، بين أبناء العربية حتى يكون عن ذلك إخصاب روحى جديد للعقل العربي إيذانا ببعث روحي جديد - فكان صنيعه في هذا صنيع ارسموس بالنسبة إلى الآداب الأوربية في عصر النهضة الأوربية ؛ ولكم بذل فى سبيل ذلك: إما بالنقل، أو التحليل أو إنشاء الدراسات الكلاسيكية فى الجامعات المصرية ثم السهر عليها ودفع كيد الجاهلين عنها.. وهو قبل هذا كله الناقد الذي استطاع أن يرسم.

 

 للأدب طريقه الصحيح وأن يتخذ. سلما ا للقيم جديدًا سامقًا، وأن يوجه الأدب والنقد في الاتجاه الأصيل الخصب الحى الذى من شأنه أن يدفع الإنتاج الأدبي العربي في صدر الركب  العالمى وأن يرفعه إلى المستوى الإنسانى..ولهذا أصبح الموقظ الأكبر للعقل العربي