رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعًا مصوّر "القاهرة الإخبارية": اتّضحت الصورة.. وغابت التّغطية

القاهرة الإخبارية
القاهرة الإخبارية

لم يكن غريبًا على من يقتل الأطفال وهم يحبون على أقدامهم وكذلك من يستهدف المرضى على الأسرّة في مستشفياتهم أن يقتل صوت الحق الذي يحاول نقل بعضًا من قبح صورة جرائمه، ذلك ما فعله الاحتلال باستهدافه اليوم مصور “القاهرة الإخبارية” في قطاع غزة.

مصور القناة أحد ناقلي الحقيقة الذي تمسك ببث ما يحدث من جرائم وحشية على يد الاحتلال داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة الذي قتل الاحتلال أطفاله ومرضاه وهدد آخرين بالموت المحقق الذي ينتظرونه حتى اللحظة، حتى أخرجها تمامًا من دائرة العمل بعد أن نفاد الوقود.

لم يتوقف الاحتلال الغاشم عن قصفه للمستشفى وهى واحدة من المستشفيات التي استهدفها إلى أن قضى عليها وأخرجها عن الخدمة، ولم يتوقف مصور القاهرة الإخبارية عن نقل الحقيقة حتى نجح رصاص الاحتلال أنه توهم أنه استطاع كسر صورة الحقيقة.

انقطاع البث والخبر الصادم

انقطع بث تواصل القاهرة الإخبارية تمامًا بمجمع الشفاء، وبعد لحظات كان الخبر الصادم بارتقاء مصور القناة بعد أن قذفته إحدى القذائف التي أطلقتها طائرات الاحتلال وهو يرتدي سترته وخوذته ويمسك بسلاحه "كاميرته"، ليموت شهيدًا محاربًا مثل غيره من شهداء الحقيقة الذين أبادهم العدو الغاشم، بلا ذنب لهم سوى كونهم عيونًا للحق التي تنقل بلا رتوش صورة وصوت الدمار.

بكاء زميله وهو ينعيه

استشهاد مصور القناة كان سببًا في بكاء زميله على الهواء أثناء إعلانه خبر نعيه، حزنًا على ما وصلت إليه تلك الحرب في بشاعتها التي لم تفرق بين مدنيًا وعسكريًا ولا تعرف لأصول الحروب منهاجًا.

استشهاد ٥٠ صحفي

وباستشهاد مصور القاهرة الإخبارية يرتفع عدد الصحفيين الذين ارتقوا منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة لـ50 شهيدًا.

ليست المرة الأولى 

تلك لم تكن المرة الأولى التي يستهدف فيها المحتل الإعلام المحايد ويستهدف وقف بثه خوفًا من نقل الحقيقة.

وسبق أن أعلن أحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وبعد أيام من عملية السيوف الحديدية التي جاءت ردًا على عملية طوفان الأقصى، أن القناة قد فقدت الاتصال مع مكتبها في قطاع غزة.

وهو ما جعل القناة حينها تنشر عبر حسابها على موقع التواصل تويتر مقطع فيديو يظهر قطع مداخلة مراسلتها على الهواء لإخلاء المبنى خوفًا من تعرضه للقصف.

وحمّلت حينها القناة سلطة الاحتلال مسؤولية سلامة جميع أطقم عمل القاهرة الإخبارية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنها لم تعلم بالفعل أن أحد أبنائها ستكتب له الشهادة بالفعل، ويكتب له الارتقاء مع الآلاف من الآبرياء الذين ارتقوا في هذه الحرب دفاعًا عن الأرض والقضية والحقيقة.