رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير سياسى لـ"الدستور": ما نراه فى غزة يكشف ازدواجية معايير الدول الأوروبية

اثار الدمار فى قطاع
اثار الدمار فى قطاع غزة

على مدار الأيام الماضية والحرب الدائرة في قطاع غزة وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي للقطاع بشكل مستمر، وإسقاط آلاف الشهداء والجرحى، دون أي تحريك من المجتمع الدولي بالسعي لوقف إطلاق النار.

في نفس الوقت ظهر للجميع الخلل الكبير في معايير تعامل المجتمع الدولي، ففي الوقت الذي تنادى فيه وتتعالى الأصوات وتضغط على مصر لفتح أراضيها وحدودها لاستقبال الفلسطينيين، تغلق فيه الدول الأوروبية والأجنبية أبوابها في وجوههم.

وفي الوقت الذي تدّعي فيه الدول الأوروبية أن مصر تنتهك حقوق التعبير والرأي، نجد صمتًا تامًا في المجتمع الدولي والأوروبي جراء الجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

في السياق، يقول الدكتور طارق فهمي، الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية، وخبير في دراسات الأمن القومي ودراسات الشئون الإسرائيلية، وعضو مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن، في حديثه لـ"الدستور"، إن ازدواجية المعايير هي أحد المبادئ الراسخة لدى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، فتلك الدول دائمًا ما تتحدث عن حقوق الإنسان وتدّعي تطبيقها بينما هي تنتهكها وترى انتهاكها في دول أخرى ولا تحرك ساكنا، بل تدافع عمن ينتهجها طالما كان حليفًا لها أو مصلحتها معه، مشيرًا إلى أن ما نراه حاليًا في غزة هو خير دليل على ذلك، إذ إنه وطالما هذه الدول لديها مصالح مشتركة مع إسرائيل، إذن كل ما تفعله تلك الدولة هو صحيح حتى وإن كان يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان.

على الوجه الآخر يكمل "طارق": إن هذه الدول، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تدافع بقوة عما تدّعي أنه حق الإنسان حتى ولو كان على غير الحقيقة داخل تلك الدول الحليفة ذات المصالح المشتركة معها فقط.

وأضاف طارق، لـ"الدستور"، أن ما يعكس ازدواجية معايير المجتمع الدولي أيضًا أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية تدعو دائما إلى محاربة الإرهاب، وتدّعي أنها تقوم بذلك بينما ثبت بالوثائق والأدلة أن أول من قام بتدريب تلك الجماعات الإرهابية هي الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

في الوقت نفسه، يردف أستاذ العلاقات الدولية أن تلك الدول تنادي دائما بحقوق اللاجئين بينما ترفض قبول الكثير منهم مدّعية أنها لا ترغب في دخول إرهابيين إلى أراضيها، بينما تفرض على دول أخرى قبولهم دون وجه حق، مثلما الحال حاليا مع الفلسطينيين الذين ترفض استقبالهم بينما تدعو إلى استقبالهم في مصر.

وأكد الخبير السياسي أن المتابع لكافة الملفات السياسية على مر السنوات، وأحدثها ملف إثيوبيا وأوكرانيا ثم فلسطين، يرى الازدواجية الفاضحة في معايير المجتمع الدولي الذي لا يحترم اتفاقيات ولا مواثيق، بل إن القوة هي اللغة الوحيدة المسيطرة فيه.