رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آخرها "رجل العواطف يمشي على الحافة".. محطات في مسيرة الروائي عبده جبير

عبده جبير
عبده جبير

رحل عن عالمنا اليوم الخميس، الكاتب والروائي عبده جبير، عن عمر ناهز الـ75 عاما.

ويعد “جبير” من أبرز كتاب جيل السبعينيات، قدم العديد من الأعمال الإبداعية تنوعت بين الرواية والقصة  ومنها: “فارس على حصان من خشب 1978، تحريك القلب1981، سبيل الشخص 1982، الوداع تاج من العشب1997، مواعيد الذهاب إلى آخر الزمان 2004، رجل العواطف يمشي على الحافة 2009”.

تحريك القلب 

يذهب الكاتب والناقد الأكاديمي الألماني شتيفان جوت إلى أن رواية "تحريك القلب" لعبده جبير الذي ينتمي للجيل الثاني من الكتاب الشباب (بعد محفوظ وغانم)، تحمل كثيرا من سمات الكتابة التجريبية حتى أنها تبدو في نظر بعض نقاد الأدب العربي صعبة الفهم.

وتابع: "لذلك نجد الكثير من التفسيرات المتباينة في قراءات الرواية، خاصة فيما يتعلق بمعنى بعض فقرات النص أو مغزى بعض التقنيات التركيبية 3، وهذا الاختلاف في تفسير روايته يبدو مقصودا من جانب المؤلف.

وفي المقابلات معه يمتنع عادة عن الإفصاح بقراءته الخاصة للنص، لأن تفسير الأعمال الأدبية ليست مهمة المؤلف بل مهمة الناقد أو القارئ.

ورفض “جبير” أن يقدم بنفسه تفسيرا معتمدا للعمل - إذا جاز لنا التعبير - ينطلق من رغبته في ألا يحصر الإيحاءات المتنوعة لإبداعه، وألا يوقف القارئ عن المحاولات المستمرة. لتفسير العمل، ورغم أن النص نفسه يتحدث عن تحريك قلب أو قلوب كثيرة، يمكن اعتبار "التحريك" في "تحريك القلب" قطعة من "أدب المتلقي" لتحريك قلب القارئ، حيث تغريه القراءة التأملية وعملية التفسير المستمرة بالخروج من موقف التلقي السلبي المجرد.

وعلى حد وصف شتيفان جوت، فإن رواية “تحريك القلب” تقدم شخصيات في حالة ميئوس منها، تطغى عليهم الظروف فلا يستطيعون أن يفعلوا أي شيء تجاهها، وهم مازالوا على قيد الحياة لكنهم في الحقيقة كالأموات، وجودهم على الحافة، وهو يُظهرهم جميعا كأشخاص باردين عاطفيا، ولا يقومون في مواجهة الانهيار العام - المادي (فيما يتعلق بالبيت) والمثالي (فيما يتعلق بالقيم)

رجل العواطف يمشي على الحافة 

في مجموعته القصصية «رجل العواطف يمشي على الحافة» الصادرة عن دار «ملامح» للنشر، في طبعتها الأولى 2009، يتناول عبده جبير في أربع وعشرين قصة قصيرة الحياة الاجتماعية في القاهرة، باستثناء قصة واحدة تدور أحداثها في الكويت «معلم الموسيقى». 

يقول عنها الكاتب الصحفي والناقد الكوتي طالب الرفاعي " الحيوات التي يتناولها جبير في قصصه، حيوات حية ونابضة وصارخة في واقعيتها، وهو إذ يتناول هذا الواقع اليومي المعاصر بغناه وتنوعه وأوجاعه وخذلانه، وبتلك الواقعية الواضحة، فإنه لا يغفل الفنتازية والحلم في قصصه، بما يجعل تلك القصص تخلص لجذرها الواقعي، مثلما تبرع في لبس سحرها الفني الخاص.

وعبده جبير من مواليد 1948 في محافظة قنا، تلقى تعليمه الأولي في الأزهر؛ حيث درس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي، ثم أكمل دراسة الأدب الإنجليزي، ليعمل بعدها بالكتابة والعمل الثقافي منذ 1969